عشرة أسباب لفهم أسباب غضبة حنات وعشرة حلول لعلاج الورم المالي للرجاء في نهاية كل موسم رياضي تحط الشائعة فوق سماء الرجاء، في نهاية كل موسم رياضي يخرج «عفاريت سيدنا سليمان» فيحطمون خيام الفرح ويعلنون خالة الحداد، في نهاية كل موسم يؤجل حكماء الرجاء عطلتهم فيبحثون بالفانوس عن رئيس لمرحلة ما بعد الأزمة، في نهاية كل موسم يصبح كرسي الرئاسة فارغا يبحث عن رئيس له القدرة لمواجهة الضغط والتسلح بالصبر والإيمان. لم تكتمل فرحة الخضر، فقد كانت الأزمة تترصد بالنسور في مفترق الطرق، أزمة مال أولا ثم أزمة رجال وأخيرا أزمة أخلاق. فجأة تولد عن الضغط الانسحاب قبل الإنفجار، وعبر الرئيس عبد السلام حنات عن رغبة جامحة في مغادرة كرسي الرئاسة، في سيناريو مماثل لما حصل العام الماضي مع الرئيس عبد الله غلام، اعتقد البعض أن قرار حنات مجرد تهديد بالرحيل على غرار عشرات التصريحات التي يرسلها الرؤساء إلى الرأي العام في نهاية كل موسم، لكن تبين أن الأمر جد لا هزل فيه، حينها تحرك الحكماء في محاولة لتطويق الأزمة خاصة وأن الظرفية تقتضي رص الصفوف وخلق ما يشبه الالتحام حول الفريق. ومما زاد الأمور تعقيدا، احتكام المكتب المسير للقرعة المباشرة، لتعيين الثلث الخارج من المكتب المسير للرجاء البيضاوي، وفق ما تنص عليه ضوابط الجموع العامة، فكانت المفاجأة في نوعية الأسماء التي أطاحت بها القرعة التي أشرف عليها المدير الرياضي للنادي عبد الإله روسي المرشح بدوره لمنصب داخل المكتب المسير للفريق، حيث أن أغلب الخارجين من قياديي الفريق، وهو موقف رمى بالرجاء في ورطة حقيقية على المستوى الإداري، مسيرون خارج غرفة القرار، ملزمون بتدبير مجموعة من الأمور ذات الطبيعة الإستعجالية، فهؤلاء لا يعرفون ما إذا اشتغالهم اليوم على مجموعة من الملفات قانوني أم لا. لكن أم الإشكالات القانونية التي تواجه الرجاء اليوم، هي أنه حالة تجديد الترشيح بالنسبة للثلث الخارج، فإن المكتب المسير سيصبح أمام حالتين، مسيرون عينهم الرئيس حنات، وآخرون انتخبهم الجمع العام، مما قد يجعل النادي أمام صنفين من المسيرين أقواهما المنتخب من طرف القاعدة. وخلافا لما أشيع فإن الجمع العام للرجاء سيعقد في موعده المحدد سلفا أي رابع يوليوز، وأن باب الترشيحات لعضوية المكتب المسير قد أغلق، وأن التقارير المالية والأدبية جاهزة، لا سيما وأن مجموعة من المنخرطين قد وضعوا ترشيحاتهم لدى إدارة النادي، ومن بين المرشحين نجد كلا من: العسري وبلعوباد وأوركان وكريني والعسكي وفاضل ومستقيم والحناوي، علما أن كل الخارجين في إطار الثلث الخارج أبدوا رغبة في تجديد انضمامهم للمكتب المسير.. لكن ما هي دواعي غضبة الرئيس عبد السلام حنات؟ وكيف أقنعه أوزال والصويري وعمور بضرورة الإستمرار على رأس المكتب المسير للفريق، تجنبا لكل ما من شأنه أن يعصف بالفريق الذي يدخل غمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية بإعاقة تسييرية ؟ 10 أسباب لفهم دواعي غضبة حنات 1 عدم وفاء الجامعة بالتزاماتها المالية تجاه الرجاء البيضاوي، إذ لم يتوصل النادي بمتأخراته المالية المحددة في 240 مليون سنتيم، كمنحة مستحقة بعد التأشير على نجاعة مركز التكوين، 120 مليون عن الموسم الماضي و120 عن الموسم الحالي، دون أن تقدم الجامعة مبررات لهذا التأخر. إضافة إلى 20 مليون سنتيم منحة بلوغ دور المجموعات. 2 صراع الحسنية والوداد والمغرب التطواني الذي تأجج بعد أن حولت الجامعة مبلغ 80 مليون سنتيم إلى الحساب المالي لحسنية أكادير في إطار تصفية مشكل صفقة انتقال اللاعب عمر النجدي إلى المقاصة المصري، علما أن المبلغ الذي تم تحويله هو جزء من حقوق النقل التلفزي لمباريات الرجاء، دون أن تعالج الجامعة المشكل بنظرة شمولية. مما أغضب الرجاويين أكثر هو تحويل الجامعة عائدات بيع الرجاء حقوق مباراته أمام الأسيك للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، ب 20 مليون سنتيم إلى حساب الوداد، لإنهاء مشكل انتقال اللاعب الإسماعيلي من الفريق الأحمر إلى جاره، بينما عجزت الجامعة عن تمكين الرجاء من مستحقاته في قضية ياجور التي أصدر فيها الإتحاد الدولي قرارا يجبر اللاعب بأداء 63 مليون سنتيم للرجاء، ناهيك عن صمت الجامعة في ملف الحواصي. 3 عدم وفاء الوزارة بالتزماتها مع الرجاء على المستوى المالي، إذ أن اتفاقا مع الرجاء ينص على دعم مركز التكوين بمبلغ مالي قدره 80 مليون سنتيم، لم يتم تنفيذه منذ أزيد من سنة، وكذا المنحة التي وعدت بها الوزارة الوصية على القطاع الرياضي للفريق بعد تأهله لمرحلة المجموعات من منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، والتي حددت في 40 مليون سنتيم دون أن تعرف طريقها إلى صندوق النادي. 4 تشويش بعض المنخرطين على عمل المكتب المسير للرجاء، وظهور كائنات تنشط مع نهاية كل موسم رياضي، حيث تعلن حربا على النادي دون أن تمد له يد المساعدة، فشخص بوطريقة يظهر في مهاية كل موسم ليعرض على المنخرطين سخاءه ويبشر الرجاويين بالثراء وفيض المستشهرين، وحين تخذله صناديق الإقتراع ينتظر فرصة ثانية للإنقضاض على الرئاسة دون أن يساعد ناديه على مغادرة عنق الزجاجة، في مشهد مستنسخ يرمي بالرجاء إلى دائرة صراع جانبي يؤثر على مسيرة الفريق في النزالات الهامة التي تنتظره. 5 وضعية صحية مقلقة للرئيس عبد السلام حنات، الذي غاب لظروف صحية قاهرة عن مجموعة من المحطات الهامة، آخرها توقيع عقد انضمام اللاعب الطلحاوي للرجاء البيضاوي، إذ فوض أمر الانتداب لمساعديه الأقربين، كما أن طبيب الرئيس نصحه بالإبتعاد عن الكرة وتفادي صراعاتها التي تكون لها انعكاسات على صحته، ومن شدة الضغط أصبح الرئيس غير قادر على متابعة المباريات الحاسمة من المنصة، ويفضل سماع النتيجة النهائية بعد انتهاء دقائق المباراة، على غرار سابقه عبد الله غلام الذي استقال لدواعي صحية أيضا. 6 علاقة متوترة مع المدرب امحمد فاخر، تحولت إلى صراع خفي بين الرجلين، مما دفع بزكريا السملالي إلى تقمص دور الناطق باسم المكتب المسير في علاقته بفاخر، أصل الخلاف الصامت بين الرجلين، هو رفض حنات سياسة لي الدراع، وقبوله على مضض شروط المدرب المالية والبشرية، بالرغم من الضائقة المالية التي يمر بها الفريق، علما أن فاخر لم يوقع العقد وظل مصرا على توفير انتدابات وازنة كشرط للتوقيع النهائي، بينما يرى فاخر أن العقد التزام متبادل وأن المكتب مطالب بتوفير شروط الاشتغال. 7 أمام ضغط جمهور ملحاح لا يقنع إلا بالألقاب، عانى الرئيس من مضاعفات مناصرين لا يعترفون بالأزمة ولا يريدون البحث عن مبررات، همهم الوحيد جلب أفضل العناصر التي تألقت في البطولة، فلم تتوقف مطالبهم بضم لاعب يوشك على التوقيع للوداد، وآخر ينتظر إشارة الانضمام للرجاء، وثالث في قاعة الانتظار، أما تدبير الصفقات من الناحية المالية فعلى حنات أن يبحث عن سبل التمويل في زمن انتهى فيه العمل بمسير الشكارة. 8 ضغط الفايسبوكيين الذين استغلوا الطفرة التكنولوجية لوسائل التواصل الاجتماعي، ليفتحوا صفحات تطالب المكتب المسير للرجاء بإبرام أكبر الصفقات أو الابتعاد عن تسيير الشأن العام للنادي، وتزداد مخاوف الفياسبوكيين حين يصبح الهاجس المالي عائقا يحول دون دخول مسيري الرجاء سوق الانتدابات. 9 وصية الأبناء والأصدقاء التي تدعو عبد السلام حنات إلى الإبتعاد عن ضغط الرجاء بكل مكوناته، خاصة وأن أغلب أفراد أسرة الرئيس لهم ارتباط بالنادي كمحبين أو منخرطين أو مسيرين، مما يجعل الإصطدام واردا في المدرجات مع كل من سولت له نفسه انتقاد الرئيس أو النيل منه. 10 حراك اجتماعي لا يهادن، خاصة وأن شعب الرجاء الذي طالب يوما بالشامبيانس ليغ، قادر غدا، إذا لم يحقق الفريق طموحات جماهيره، إلى رفع شعارات تقول للرئيس الشعب يريد إسقاط حنات، أو من خلال لافتات تدعوه للرحيل. 10 حلول لأزمة الرجاء البيضاوي 1 تسديد الجامعة الملكية المغربية للمتأخرات المالية التي على ذمتها والتي فاقت 300 مليون سنتيم، علما أن الكاف لن تضخ في مالية الرجاء مستحقات النادي إلى في نهاية السنة الجارية. 2 تسديد وزارة الشباب والرياضة للمستحقات المالية التي على ذمتها، وتنفيذ بنود الشراكة، وفق سقف محدد لتسديد المتأخرات. 3 وفاء بعض الأندية بالديون المترتبة عنها، كحسنية أكادير في قضية اللاعب السباعي والسملالي، والمغرب التطواني في قضية لحواصي، ثم الوداد البيضاوي في قضية ياجور. 4 رفع سقف عائدات الإشهار من خلال فتح باب المناقصة بين شركات مهتمة بالماركوتينغ، بعد أن تبين أن الشركة المتعاقد معها حاليا لا تقدم إضافات جديدة لنادي لا يتجاوز رقم معاملاته الإشهارية مليار سنتيم، علما أن مستشهر واحد للترجي التونسي يقدم أكثر من مداخيل جميع مستشهري الرجاء. 5 فتح باب التفاوض مع شركة الإتحاد للطيران، وإصدار بيان يوضح للرأي العام الرياضي تفاصيل الصفقة. 6 تفعيل الشراكات المبرمة بين الرجاء وبعض الأندية خاصة العين الإماراتي وأتلتيكو مدريد الإسباني. 7 رفع سعر الإنخراط إلى 20 ألف درهم، على غرار الوداد والمغرب الفاسي، كي يقدم المنخرط دعما ماليا حقيقيا لناديه. 8 رفع ثمن التذاكر في مباريات الفريق خاصة الدولية، وإصلاح الملعب لرفع عائدات التذاكر. 9 ترويج جديد لمنتوجات الرجاء البيضاوي، وجعلها تذر مالا على خزينة، ومكافحة لكل أوجه الاستنساخ. 10 تكوين خلية أزمة مهمتها البحث عن إستثمارات مربحة للرجاء البيضاوي. إعداد: