جُمُعة الحسم لم يكن إقصاء الرجاء البيضاوي من منافسات عصبة الأبطال كارثة وعارا كما تصور البعض، لأنه ليس خروجا نهائيا; بل هو مؤقت إلى حين. فكأن الرجاء أخذت من الكاف إذنا بالخروج لفترة ستة أشهر كي تعيد فيها ترتيب أمورها، تهدم ما ينبغي تهديمه، وتبني ما يجب بناؤه، وتطرد تلك الوجوه التي لا تستحق أن تواصل الإنتماء إلى هذا النادي العملاق... وبعدها ستعود مجددا وابتداء من شهر مارس لتُري للأفارقة آش كتسوا الخضرا. فهي عائدة قريبا إلى منافسات العصبة من الباب الكبير حاملة في صدرها النجمة الحلال، وتلك فرصة هائلة لتعويض كل ما فات. وحتما سيتبدل حزن الرجاويين بحول الله أفراحا، وسيعيد الصنهاجي وأيت لعريف والزروالي الأيام الخالدة التي صنعها نجوم مثل بصير ومستودع وناطر والرياحي... المهم، على الرجاويين ألا يحزنوا أبدا، وعليهم أن يتفرغوا الآن لتشجيع غريمهم الوداد الذي سيخوض معركة مصيرية ضد الجزائريين بالجزائر، في جمعة ستطلق عليها الجماهير الأفروعربية اسم «جمعة الحسم». أنا بصراحة والله حتى كنت بغيت الوداد تخسر مع الأهلي، ولكن نهار الجمعة الجاي غادي نتفرج فيها ونبغيها تربح. عافاك، سير تفرج في الأهلي والترجي راه حتى هو ماتش واعر. ستكون الجمعة القادمة جمعة الحسم، فالمصريون والتونسيون الذين حسموا ثورتهم في الشوارع والميادين ذات جمعة، سيجدون أنفسهم وجها لوجه ليحسموا معركة كروية يوم الجمعة القادم، وستندلع في الجزائر معركة كروية بين المولودية المهزومة اليائسة، وبين الوداد الطامح إلى حسم تأهله. وإذا ما استحضرنا المعارك المتواصلة حتى يوم الجمعة القادم في ليبيا بين الثوار وفلول القذافي، يمكننا أن ندرك حجم الغبار الذي سيتطاير في منطقة شمال إفريقيا، وحجم الخوف الذي سيجتاح قلوب الملايين من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر طيلة دقائق المباراتين. الوداد سيكون أكبر الخاسرين إذا حدث الإقصاء، لأن الأهلي والترجي إذا ما خرج أحدهما الآن، فسيعود بعد ستة أشهر كما فريق الرجاء البيضاوي، لكن إذا خرج فريق الوداد لا قدّر الله فما عندو منين يدخل، الفّاسة دّاوْ ليه البلاصة، وما يجي يرجع حتى يكون أكرم باع اللعابة كاملين. وكم سيكون من المؤلم أن تتوقف مسيرة الوداد بعد مباريات كبيرة خاضها بقتالية وفنية مبهرتين، وسيكون مؤلما أكثر أن يحرم مشاهدو قناة الجزيرة الرياضية من جمهور أكد في كل مباريات العصبة أنه جدير بتسويق صورة المغرب الحضارية في كل بلاد الدنيا... لذا سنتوجه جميعا وداديين وغير وداديين بعد صلاة الجمعة بالدعاء إلى الله لينصر المغاربة على أشقائهم الجزائريين، ونقول بصوت خاشع: اللهم إنا نعوذ بك من كل قوّاس رجيم. فكل مباراة يوم الجمعة ستعرف حربين؛ حرب الكرة وحرب التقواس. فالزمالكاويون مثلا رغم أنهم مصريون إلا أنهم سيكونون مع الترجي التونسي مقوّسين على إخوانهم الأهلاويين والعياذ بالله. هاداك الشي في مصر خايب، الحمد لله حنا عندنا الرجاويين كيبغيو الخير للوداد. ناااري، إيلا تقصات الوداد، أكرم غادي يتسطّى. إيوا، «كما تدين تُدان». حتى هو شحال سطّى ديال عباد الله. مالو آش دار؟ علاه هاداك الحاج حنات شكون سطاه من غير أكرم؟ نافذة اللهم إنا نعوذ بك من كل قوّاس رجيم