الرجاء حطمت كل الأرقام والسندباد جار على تاريخه فارس دكالة في وصافة حالمة والجيش في منحنى الخطر المدربون بحقائب جاهزة وخماسي آمن بالإستقرار الشغب شبح جدد حضوره والتحكيم متهم دائم بإجراء المبارتين المؤجلتين اللتان حددتا الوصيف المنتظر للبطل الرجاوي والتي توجت فارس دكالة بالوشاح الكبير على حساب هرمين كبيرين هما الجيش الملكي والوداد، تكون أطول بطولة في العالم قد أسدلت ستارة الختم وتركت المعطيات والأرقام للقراءات التشريحية·· ظواهر بارزة ميزت بطولة تتحرك بتثاؤب صوب الإحتراف المنشود، توجت الرجاء بطلا مستحقا بلقب تاسع بأرقام تنطق بمدلول التتويج وشيعت فارس الشرق لمثوى القسم الثاني بعد طول احتضار وأعلنت الشغب والعقوبات الصارمة عناوين شاذة للممارسة·· وواصل المدربون سياسة الترحال الدائم، في حين تفاوت المردود والغلة بإختلاف حصاد الدورات· الرجاء استعاد ذاكرة البطل لن يكون غير الرجاء العنوان الأبرز والتجلي العريض للسنة بوصفه العريس الذي لبس رداء البطل وبوصفه الموشح بأغلى تتويج، الرجاء ظاهرة إيجابية لبطولة بدأها متعبا، منهكا ومريضا حتى، قبل أن يستعيد كبرياءه الممسوس مع الإستهلال وقبل أن يتذكر ملامح فريق كبير وملاحم فريق بطل· عاد النسور الخضر من بعيد وأعلنوا عن قدومهم وعودتهم للمنافس على لقب لم يكن ليزايد عليه حتى الراسخون في علم الكرة بعد بداية أقل ما توصف به أنها كانت محتشمة وخجولة· وكان لإنكسارات البداية دورها في إذكاء حماس الرجاء وفي جعله ليتمرد على تباطؤ الإيقاع وليحصد الأخضر واليابس في طريقه ويتيح لآلته الجهنمية فرصة الدوس على أسنانها كي تقتلع في طريقها كل شيء· توج الرجاء إذن باللقب التاسع كظاهرة إيجابية تحت وصف ومسمى البطل واستطاع خوصي روماو أن يعيد لقلعة النسور البسمة المفقودة وأن يجعل الرجاء حديث الساعة كسفير فوق العادة الموسم القادم المؤمل فيه أن يلعب أكثر الأدوار طلائعية وريادية على مستوى عصبة أبطال إفريقيا وليس العرب هذه المرة· الرجاء البيضاوي بعد 4 سنوات لم يذق خلالها حلاوة الفرح، تغنى بأنشودة النصر في خاتمة المطاف وطوق عنقه بالذهب ولامس الدرع الذي لم يتسن له أن يعانقه ولا أن يلاقيه منذ استحداثه بلقب تاسع وأرقام تنطق لوحدها (61) نقطة و(17) انتصارا و(3) هزائم فقط وبهجوم هو الأقوى (44) هدفا ودفاع هو الأقوى أيضا (16) هدفا· استطاع الرجاء أن يعزف على موال الفرح وسمفونية الإبداع فكان بحق الظاهرة الأولى والأكثر تميزا في موسم كروي مليء بعديد الإهتزازات وشابته تموجات كثيرة وابتسم في الأخير للون الأخضر· وصافة دكالية تاريخية عدا مشاركاته القارية في الثمانينيات ومطاردته لتمثيلية عربية أو إفريقية كانت تنتهي كما ينتهي خيط الدخان خلال السنوات الأخيرة، فإنه لم يسبق ولم يحدث وأن أعلن الدفاع الجديدي نفسه فارسا وظاهرة تستحق المتابعة كما توجها هذا الموسم وهو يجد له موطئ قدم ومكانا مع كبار القارة الإفريقية بعصبتها المجيدة· وباحتلاله لمركز الوصيف خلف الرجاء يكون فارس دكالة قد أنهى الخاتمة السعيدة الكفيلة بدفع صانع زمنه الذهبي رضا الرياحي لمواجهة الذات قبل أن يعلن قرار الترجل عن صهوة الجواد·· الدفاع الجديدي الذي أنهى البطولة بإيقاعات >التبوريدة< وتغلب على أوجاع فترة إشراف براتشي استحق بدوره أن يشكل ظاهرة النسخة 53 للبطولة الوطنية ومعها استحق أن يكون السفير الثاني لكرة القدم الوطنية في الساحة القارية وفي أبرز امتحان لنواديها· جمع الدفاع الجديدي 54 نقطة جعلته يسعد لما فاته ولما ضاع منه قبل مواسم فكر خلالها في تنظيم مسيرة احتجاج لغاية باب الجامعة بعد أن طارت منه بطاقة دوري أبطال العرب واليوم لن يكون بحاجة لهذا المسلك الإحتجاجي فقد أنصفه التاريخ وأنصفته مجهودات لاعبيه وأنصفه أنه حين يثق بأبناء الوطن تكون الخاتمة السعيدة عنوانا جذابا· كبار لبسوا رداء الكومبارس مهما تقدموا في الترتيب ومهما احتلوا مراتب تجعلهم يحاذون البطل الكتف بالكتف، فإنها تظل مشاركة أو توقيع غير مشرف إطلاقا لأنهم باختصار ولدوا كي يكونوا أبطالا وخرجوا للوجود كي يتوجوا لا أن ينشطوا الأجواء والبطولة· يسري هذا القول على هرمين كبيرين هما الجيش الملكي والوداد البيضاوي اللذان خالفا العهد ورضيا بدور الكومبارس· الجيش الملكي البطل الذي تخلى عن تاجه مكرها أمضى موسما متوسطا في مجمله ولا يليق بما هو متاح كرصيد بشري ولوجستيكي يساعد على العمل ويحفز على الإشتغال· إذ أنه وبعد أن كانت الأرضية مهيأة ليفعل ما يريد ويضيف لقبا آخر لخزانته ويحفظها في سجلاته، وبعد بداية كان خلالها في الطريق المثالي كي يصون المكتسبات، جاءت الفرملة غير المتوقعة خلال مؤجلات لم يجني من ورائها غير الأصفار المؤلمة وضاعت عليه نقاط من ذهب كانت ستنفعه يوم الحساب وليكتفي ومنذ 5 سنوات بغير الصف الأول أو الثاني ولتضيع عليه فرصة لعب عصبة أبطال لم يترك عليها وفيها بصمته· الجيش الملكي صحيح أنه ذهب ضحية تحكيم وتحامل أطراف خلال دورات معينة، لكن في كل الأحوال مرتبته الثالثة اعتبرت تراجعا لمنحى الخطر بعد 5 سنوات ببصمة خاصة· ما قيل عن الجيش يسري ولو بنسبة أقل على الوداد طالما أن مدرب الوداد ورئيسه راهنا قبل ضربة البداية على التأسيس لفريق قوي سيغازل اللقب في ثاني المواسم ومرتبة رابعة قد تجعل موسمه القادم أبيضا قاريا ما لم يتدارك موقفه عبر بوابة كأس العرش· ثالث الكبار الذين تراجعوا مردودا وأداءا كان هو فريق أولمبيك خريبكة الذي اكتفى بمرتبة خامسة وبفارق 16 نقطة عن البطل وما قيل عن هذا الثلاثي الذي خالف التوقعات ورفع راية الإستسلام مبكرا يسري على المغرب الفاسي والكوكب المراكشي اللذان عانيا لأجل الإفلات بعد أن كانا فريقان يضرب بهما المثل كصاعقين للكبار وكمرجعيتين من العيار الثقيل· مصعد شبابي وسندباد بلا هوية كان منتظرا أن يتعذب ويتمرد على عذابه ليضمن لنفسه بقاءا وتواجدا ثانيا بحظيرة الكبار، وكان منتظرا أن يلاقي من الصعاب ما يجعله بحاجة لمعجزات كي يؤمن تواجده مع الصفوة، أما وأن يعود من حيث أتى وبسرعة ويندحر في أول إطلالة له بعد أن حقق العودة للقسم الأول فهذا ما لم يكن متوقعا وبالسهولة التي جعلته يقبض على المصباح الأحمر من البداية للنهاية·· هذا هو حال والشعار الذي رفعه شباب المحمدية الذي استطاب المصعد الإعتيادي فغرق لقسم المظاليم، بعد أن عجز عن إدراك الفوز سوى في مناسبات أربع وبحصيلة كارثية بكل المقاييس وليرافقه في حدث كان منتظرا ولو أنه هو طرفا يحسب كواحد من الأرقام الصعبة عبر امتداد مسافة البطولة وهو فريق المولودية الوجدية صاحب التاريخ والإنجازات وصاحب السجل المرصع بعديد الألقاب والأسماء· سندباد الشرق بعد طول احتضار جنى على نفسه بنفسه لأنه لم يستوعب ولم يستفد من دروس 5 سنوات سابقة ظل يصارع خلالها الأمل كي يضمن طوق النجاة المنتظر وليهوى سحيقا بعد أن فرضت عليه لغة الأرقام أن يحتل المرتبة 15 برصيد لم يسمنه ولم يغنيه من جوع· روماو العلامة والبقية ترقص ستظل البطولة المنقضية تحفظ في ريبرتوارها أن مدربا برتغاليا مر من هنا إسمه خوصي روماو أبى إلا أن يضع بصمته وأبى إلا أن يترك ما يذكر عليه بخير، فهو الأجنبي الوحيد الذي إستطاع أن يظفر بالحسنين معا رفقة غريمين وقطبين كبيرين هما الوداد 2006 والرجاء 2009· استطاع خوصي روماو أن يحقق المطلوب والمراد في ظرف سنة يجتاز خلالها صراط الإمتحان ويولي راجعا لدياره محملا بالتاج والغلة والمال والمنحة· وليؤرخ هذا البرتغالي لشهادة صائد ألقاب بحاسة فريدة تقوده لفرق على المقاس تسهل عليه كثيرا من الصعاب· مع روماو حضرت 4 أسماء أخرى ضمنت استمرارها على رأس نواديها وهي بادو الزاكي رفقة الوداد وطاليب رفقة المغرب التطواني ولمريني رفقة جمعية سلا ومولدوفان رفقة حسنية أكادير· أما البقية فقد ظلت وفية لرقصتها الشهيرة ولحقائبها الجاهزة على الدوام لتلحق بالمحطة المنتظرة وليكون عدد من أشرف على الأندية الوطنية 29 مدربا منهم 9 أجانب· ولتكرس نفس الأسطوانة المألوفة بالبطولة الوطنية بتعاقب وجوه عدة تفرغ البطولة والأندية من لمسة الإستقرار ومن طابعها الخاص المفترض أن تتركه على نهجها· وليطرح السؤال العريض المتعلق بالمقاسات المعتمدة من أجل الظفر بتواقيع أطر أجنبية لم تقدم الإضافة المرجوة ولا المطلوبة منها لكثير الأندية التي تعاقبت عليها وأحيانا بتبادل الأدوار، كما فعلها الزواغي رفقة الكوكب وأولمبيك آسفي وأحيانا بالصبر على مدربين لسبب واحد يتعلق بأن إسمهم إما طاردي أو باراتشي وليس إسما يحمل الصفة المغربية الخالصة· الشغب رفيق دائم والتحكيم مدان رغم المقاربات الأمنية والتعبوية ورغم حملات الدعاية وإفراد شعارات بالأقمصة تتحدث عن محاربة الظاهرة، فإن آفة الشغب استمرت وظلت الشبح المرافق لسير العديد من المباريات وأرخى بظلاله على لقاءات بعينها وساهم في التوقيع على عقوبات تجاوزت حدود المعقول أحيانا وفرضت على الكوكب المراكشي أن يلعب ذهابه كله مغتربا بعيدا عن قواعده يبحث عن ملعب يحتضنه ويحتضن مبارياته، والكل يتذكر ما حدث خلال مباراة الكوكب والوداد والأحداث المأسوية التي رافقتها والتي تسببت في احتقان وتأجيج العلاقة بين الطرفين باعتبار أن المسؤول عن إضرام فتيل الشغب ظل مجهولا وغير محسوم فيه· حضر الشغب أيضا بآسفي وأدى ملعب المسيرة الفاتورة غاليا وحضر بملعب أبوبكار عمار بين جمهور الجمعية والجيش وبين الجيش والوداد وبملاعب أخرى كان من نتائجها تقديم أظناء للمحاكمة كما حدث خلال مباراة الرجاء بالجيش ومتابعة أنصار الأخير· ولأنه شغب فإنه لم يقتصر على الجمهور، بل امتد ليشمل شركاء آخرين (مسيرين، مدربين ولاعبين) وكان من نتائج ذلك عقوبات صارمة سنأتي لذكرها· ولأن الشغب لابد له من سبب فإن التحكيم وكالعادة أصبح مرادفا للأزمة ومرادفا لخروج عدد كبير من المباريات عن نصها المرسوم· أهداف تحسب وتثير الجدل (الجيش، المغرب الفاسي) و(الجيش، الوداد) وتحكيم عريش والعاشيري ولقاءات أخرى يكون عنوانها حكم يستهدف لاعبا بقرار طرد ستكون النتيجة حركة رعناء تقود لحكم ثقيل (رمسيس مع حليوات آسفي) أو تشنج وملاسنة وتراشق لفظي بين حكم ومدرب (يومير ومشمور) والنتيجة أداء مهزوز لحكام منهم من يحمل شارة الدولية ولم يقدموا أداء النزاهة والإقتدار المفترضان· سجال التحكيم لم تسلم منه دورة من الدورات (بوحزمة، عريش، مشمور، العاشيري وخاصة رمسيس وجيد) شكلوا عناوين لأداء لم يلق الإجماع المطلوب وظلوا مدانين لغاية آخر دورة· إضراب معلق وجمهور بإبداعات خاصة من بين الظواهر التي ميزت بطولة الموسم المنقضي ظاهرة إلحاح الأندية على المطالبة بمستحقاتها المتأخرة المرتبطة بحقوق النقل التلفزيوني لمبارياتها، تأخر امتد لغاية الشهرين الأخيرين حيث تصدر حكيم دومو جهة المطالبين بحقهم المشروع وتم الإمتثال بعد مفاوضات شابها عسر كبير للإفراج عن هذا الحق، ففي الوقت الذي كان يفترض أن تتلقى الأندية ما هو حق من حقوقها داخل آجال محددة، حدث العكس ولم تتوصل إلا والبطولة تلفظ أنفاسها بالشطر الثاني لمنحة التلفزيون· ورافق البطولة كالعادة هرج آخر مرتبط وسوء توقيت بعض اللقاءات وأيضا جبر خواطر أندية على حساب أخرى وإتهام اللجنة المعنية بسوء التقييم والتوزيع· غير أنه بجانب كل هذه السلبيات شكلت البطولة المنقضية انتعاشا ملحوظا على مستوى أرقام الحضور وعلى مستوى الجمهور في ملاعب على حساب أخرى ظلت محافظة على هجران الرقم 12 لمدرجاتها· جمهور الرجاء والوداد البيضاوي شكل الحدث على مستوى التباري في صياغة التيفوهات العملاقة وعلى مستوى الأعلام الكبيرة المؤرخة لأحداث تاريخية وعلى نهجه سار جمهور "حلالة بويز" بالقنيطرة الذي اعتبر ظاهرة فريدة ومميزة وعنوانا مميزا لبطولة ولمسيرين وأجهزة لا تولي العناية المرجوة والمطلوبة لهذا الرقم في معادلاتها· وتم تسجيل فتور غير متوقع بملعب المسيرة بآسفي انسجاما مع تراجع أداء القرش وبالرباط واكب التدهور الكبير في نتائج الجيش وتفاوت الحضور بملاعب أخرى·· لتكون هذه هي أبرز سمات بطولة أعلنت الرجاء بطلا، الجديدة وصيفا، المولودية وشباب المحمدية مغادرين والجيش والوداد نجمين آفلين، وشغب مازال هاجسا وتحكيم لم يستقم وضعه بعد وبرمجة غريبة من غرائب هذا الزمان في إنتظار تأهيل مازال يولد من رحم هواية 50 سنة من الممارسة·