الوالي.. مول المدينة "دوك العبَّارة ضّاربو هرسو الميزان في باب الرحبة واقفين".. ويمكن أن تستعمل هذه الكلمات الشعبية المعبرة التي تغنت بها مجموعة تكادة الذائعة الصيت.. والحاملة للواء الأغنية الشعبية في جلباب مغربي أصيل تحت عنوان "شتف.. هيتف".. وبعد إذن الروداني وإخوانه أن يسمح لنا بالتغيير.. والتغيير هنا فيه إصلاح لبعض المسؤولين الله يصلحهم.. ونقول : "دوك المسيرين ضَّارْبُو.. هَرْسُو الفرقة وفباب الولاية مصَافِّين".. ولم يفكروا في بناية المدينة الإدارية وسلطتها التنفيذية إلا بعد أن شتف شي.. وهيتف الشي الآخر.. لتلاحظون أنني هذه المرة لن يكون موضوعي هو "الوالي" ديال الجامعة الذي رمى للمسيرين بالولادة القيصرية لكرة القدم المغربية وليس الولولة مثل ما نطق بها أحد الأصدقاء من القراء.. جامعا العنوان الأخير في الويل والويللة.. وأبدا لم أكن أقصد أن أضع أي أحد في الويل.. والله يعلم ما في الصدور ونحن في الشهر الغفور.. اليوم.. قبل الغد.. وقبل الشروع في تنفيذ السلطة التنفيذية للفصل 26 من الدستور الجديد: «تدعم السلطات الحكومية بالوسائل الملائمة، تنمية الإبداع الثقافي والفني والبحث العلمي والتقني والنهوض بالرياضة، كما تسعى لتطوير تلك المجالات وتنظيمها، بكيفية مستقلة، وعلى أسس ديمقراطية ومهنية مضبوطة».. والله يكون في عون دستورنا الذي يتكلم عن المهنية والإنضباط دون الدخول في أشياء نحن في غنى عنها.. مثلا رياضتنا غير مضبوطة.. شعارها اللي تهرس را الكرارس.. ولا من بيدهم أمورها هم مهنيون ٪100.. سياستهم "سلك وميك".. يعشقون كرسي السائق.. وفي أول فيراج يخرج منو بلا براشيت.. لأنه إستعملها في الدخول.. عندما يرى أصحاب رياضتنا أنها لم تعد راضية عليهم.. يسارعون في كراء الندابة والبكاية.. وينساو قرطاس الشمع.. يفتكرون بأن المدينة عندها والي مدني يحميها.. يرفعون الرايات البيضاء.. وصفحاتهم ما تمحيها لا بونجة لاردواز.. ولا ممحاة التحضيري.. يرفعون بندير.. ويرددون ما يردده رباعات السبت والاحد في زناقينا.. "مولانا نسعاو رضاك وعلى بابك واقفين".. يهتف الأولون ويحافظون لهم على الميزان مروضين على التخرميز.. صارخين ببوق مول البرغوت: «خوتنا يا الأعضاء هزو معنا الأعباء وزيدوا بنا القدام.. نوقفوا عند "الوالي" يحقق لنا الأحلام.. ليبان لينا في المنام» وهلم جرا من مصطلحات السعاية والصينية... ماذا يقع داخل مكتب "الوالي"؟.. "الوالي" مول المدينة ماشي مول القبة والضربوز.. بعد ما يدير ليهم خطرهم السيد "الوالي".. يختلف الولاة.. اللي باغي يبرد ويخرج طرحو وسربيسو بخير.. يتحول لفارماسيان يوزع "الكالمين".. ولشباب اليوم أقول "كالمين" هي قرص كيدوب مهدأ للصداع والشقيقة.. وهي تشبه الحبة التي أصبحت اليوم معروفة عند من ستكون أمورنا بأيديهم غدا بالإسبرين أو دوليبران.. المهم أن هذا "الوالي" حيث باغي التيقار باش يتفرغ لصداع المجالس التي يكون عليها.. أربيط.. حاضيهم باش ماتجيش تلك الهيفاء وتضحك علينا ب.. "قولو.. الواوا.. يصح".. وما عرفناش واش كاين الواوا بصح أو فقط لسرط ما فوق 500 مليون مقابل زمن هايف لا يتعدى عمر 90 دقيقة.. المهم أن هذا السيد ""الوالي"" كيسلك.. بلا ما يميك.. كيعطيهم "الكالمن.. CALMANT" وكيخرج راسو سالك.. معتقدين أولئك الراغبين الجالسين أن السيد ""الوالي"".. والي المدينة ماشي الفاضلة سيتحول إلى طبيب أسنان.. وبعد الإستماع لأوجاعهم سيخرج الكُلاَّب من مكتبه ويقتلع ضرس أوجاعهم.. ناسيين أن الكالمين كيذوب في الماء وكَتْوَلي غبرة.. نوعية أخرى من "الولاة" تجد ضالتها في التسلية بمتاعب أندية المدينة والتلذذ بالإستماع لشكواهم.. شكاوي هم في غنى عنها.. لو كانوا قد احترموا الكرسي الذي أُوجْلِسوا عليه.. وبحثوا لهم عن الموارد والمداخيل.. والأطر الكفءة التي تحسن التدبير والتسيير.. ويتركون السيد ""الوالي"" لفك مشاكل مرشح الدرب والمدينة.. وصداع شباب 20 فبراير وأحلامهم الفايسبوكية والتويترية وخرجاتهم.. قلت أن هذا ""الوالي"".. يتسلى عندما كيساطحهم ويبدى يتفرج هو وديوانه.. لأن اللي فراس الجمل فراس الجمالة.. مستفسرا أعوانه : "لا أفهم لماذا هؤلاء الرؤساء والمسيرين يتسابقون على الموائد ويلتصقون بكراسيهم.. رغم كل السمفونيات التي تشنف أذانهم في الملاعب من المدرجات التي ينسجها أصحابها بكل ما لذ وطاب من القذف والشتم بميلوديا الثائر.. وفي الأخير هذا ""الوالي"" يخسر عليهم "يكون خير"..وأول ما يقفلون باب مكتبه عند خروجهم.. يكون هو وديوانه قد أقفل ملفهم وأخرجهم من أجندته.. للإستئناس وكتأكيد على ما جاء تعالوا نتأمل في بعض ما كتبه الزملاء في منابرهم.. لأن المغربي معروف بحاسة النسيان فلنتذكر جميعا.. دون إصدار أحكام.. والقول الصحيح.. أن هذا ما قرأناه وسمعناه في الموسم الذي ودعناه.. طلب والي غرب الشراردة بنيحسن استقالة دومو حتى لا يفيض واد سبو.. ويحبس الحملة.. وبوعبيد بمراكش لبى مطلب والي مراكش تانسيفت الحوز حتى لا يُغضب رجال بلاد يوسف بن تاشفين.. وكيف دارت طاحونة فاس على صاحبها.. ورغم أنه ولد مولاي ادريس دارت عليه الرحى قبل تدخل والي فاس بولمان.. وكيف رمى التومي الثومة من فمه بعد ما نذب مونذيب حظه تاركين لقابيل العود الدكالي احتراما لهابيل المنطقة ولواليها.. ثم نستمتع بزفة الدفوف للبوغاز وكيف ركب صهوة جواد فارس البوغاز بسرج لوكس.. لا لشيء إلا لأن معه مالين الباش.. وأخيرا وليس بأخير، دققوا في الفتوى التي أفتيت على أبرون وكيف ضمن جناح الحمامة ففاز على 14 والديليغي ديالهم.. ورجع كيتبورد لكرسيه المرصع بالرؤية الذهبية وبَوْصَلة التأمين مضاعفة المنحة التي كانت تشكل له محنة.. بل أكثر من هذا أنها مسلحة بعقد إسمنتي يناهز نصف ما طلبه والي الجامعة لبيطونيير الإحتراف.. فعلا الله يكون في عون ""الوالي"".. والي المدينة الإداري.. أما والي الجامعة فعليه أن يتسلح بالصبر ويواجه صلح دكار.. وليس صلح الحديبية بروح رياضية.. أما والي المدينة وبدون شك مباشرة بعد الإنتخابات المقبلة سيصبح أمره مثل أمر المدربين عندنا يبات في فرقة ويصبح في الزنقة.. وسيبدأ التربص.. ليس تربص الإستعداد، لكن تربص الإنقضاض على مفاتيح المدينة غير الفاضلة.. مثل ما عاد أحدهم من الشرق لانتظار مكان فريق في الغرب عند المدربين.. فاحفر لي نحفر ليك هي المستقبل.. غدا وبعد تطبيق الفصل 26 سيكون فعلا "ولاتنا" في محنة لأنه راه ما عندنا لا رياضة.. لا فن.. اللهم التقلام وزيد القدام.. كان هذا ""الوالي"" الثاني.. فهل عرفتم من سيكون "الوالي" الثالث؟