فيضانات إسبانيا.. سفيرة المغرب في مدريد: تضامن المغرب يعكس روح التعاون التي تميز العلاقات بين البلدين    أزمة ثقة أم قرار متسرع؟.. جدل حول تغيير حارس اتحاد طنجة ريان أزواغ    جماهري يكتب: الجزائر... تحتضن أعوانها في انفصال الريف المفصولين عن الريف.. ينتهي الاستعمار ولا تنتهي الخيانة    أسطول "لارام" يتعزز بطائرة جديدة    موتمر كوب29… المغرب يبصم على مشاركة متميزة    الزمامرة والسوالم يكتفيان بالتعادل    استفادة أزيد من 200 شخص من خدمات قافلة طبية متعددة التخصصات    الهذيان العصابي لتبون وعقدة الملكية والمغرب لدى حاكم الجزائر    إعطاء انطلاقة خدمات 5 مراكز صحية بجهة الداخلة وادي الذهب    جرسيف.. الاستقلاليون يعقدون الدورة العادية للمجلس الإقليمي برئاسة عزيز هيلالي    حزب الله يطلق صواريخ ومسيّرات على إسرائيل وبوريل يدعو من لبنان لوقف النار    ابن الريف وأستاذ العلاقات الدولية "الصديقي" يعلق حول محاولة الجزائر أكل الثوم بفم الريفيين    دعوات لإحياء اليوم العالمي للتضامن مع الفلسطينيين بالمدارس والجامعات والتصدي للتطبيع التربوي    توقيف شاب بالخميسات بتهمة السكر العلني وتهديد حياة المواطنين    بعد عودته من معسكر "الأسود".. أنشيلوتي: إبراهيم دياز في حالة غير عادية    الدرهم "شبه مستقر" مقابل الأورو    مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات.. تل أبيب تندد وتصف العملية ب"الإرهابية"    الكويت: تكريم معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية كأفضل جهة قرآنية بالعالم الإسلامي    هزة أرضية تضرب الحسيمة    المضامين الرئيسية لاتفاق "كوب 29"    شبكة مغربية موريتانية لمراكز الدراسات    ترامب الابن يشارك في تشكيل أكثر الحكومات الأمريكية إثارة للجدل    ارتفاع حصيلة الحرب في قطاع غزة    تنوع الألوان الموسيقية يزين ختام مهرجان "فيزا فور ميوزيك" بالرباط    خيي أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    بعد الساكنة.. المغرب يطلق الإحصاء الشامل للماشية        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الفساد الانتخابي" بين مطرقة الطماع و سندان الكذاب
نشر في ناظور سيتي يوم 02 - 12 - 2010

في حملة الانتخابات الجماعية الأخيرة احتج العديد من المواطنين باقليم الناظور عن الفساد الانتخابي بطريقتهم الخاصة و الأولى من نوعها في مسيرة احتجاجية تتقدمهم الحمير بالتنديد بما يسمى استعمال المال في شراء الأصوات الانتخابية بالمدينة بزعامة مجموعة من الحقوقيين و الناشطين في المجال الجمعوي باقليم الناظور، حيث جاب هؤلاء المتظاهرين مختلف شوارع مدينة الناظور للدفاع عن حقوق الحمير مستعملين مكبرات الصوت لالقاء شعاراتهم بصوت مرتفع و الكاميرات لتغطية الحدث، و علقوا لافتات صغيرة على الحمير المتظاهرة تقول إن الصوت الانتخابي في المنطقة وصل ثمنه إلى 600 درهم، لمقارنته بثمن الحمير الذي يقدر ب 2500 درهم للحمير، و وزعوا بلاغا عنونوه ب"بلاغ من الحمير الى الرأي العام من بني البشر" و المختوم بشعار سخري "وعاشت الحمير مستقلة ونزيهة" مسجلا "خرق القانون وتجاوزه من قبل بعض وكلاء اللوائح"، في مقابل "الحياد السلبي لمختلف الأجهزة المعنية بالاستحقاقات" و اشار البلاغ نفسه الى ان الثمن المعروض في السوق الانتخابي هو 500 درهم لشراء من كرمهم الله يعني 'البشر' يهدد بشكل قوي اثمنة الحمير.
نعم، ما ذكر في البلاغ الموزع من طرف اللجنة التحضيرية للدفاع عن الحمير، هو واقع معيش ليس في الحملات الانتخابات فحسب بل نعيشه بشكل يومي و نسمع كثيرا عن شهود الزور في المحاكم يرفعون يدهم اليمنى و يؤدون القسم امام قضاة المحاكم فتصدر الآحكام لصالحهم وتزج بالمظلوم في السجن او تصدر في حقه عقوبات مختلفة قد تدمر حياته و مستقبله، و كل هذا بثمن لا يتعدى 500 او 600 درهم اقل بكثير من ثمن 'الحمير' ..
الا انه في تصنيف ذكاء الحيونات كنلقاو هذا الحيوان 'الحمير' يعتبر ثالث اذكى حيوان و وقف بجانب الانسان في محنته و رحالاته الشاقة قبل ظهور وسائل المواصلات الحديثة، صبور،ويقوم باكتشاف الطرق الوعرة ، ويستطيع تذكر الطريق بدقة و يسلك الطرقات بمفرده مهما كانت طويلة، و للاشارة فانه كان وسيلة مهمة في نقل الممنوعات من 'كتامة' الى منطقة 'بني سعيد' بالريف حيث كان ينطلق من هذة الاخيرة بمفرده و لن يقف الا بعد وصوله امام بيت القاصد 'بكتامة' و العكس صحيح و 'صاحب الحمار' يسافر عبر الحافلة لظروف امنية طبعا، و لا زال الحمار يكافح مع نقل براميل الكازوال المهرب من 'الجزائر' الى 'بني درار' و 'أحفير' و مختلف نقط البيع المجاورة،و اذا وقع في قبضة الديوانة غيديرو ليه الفوريان حتى هو و المازوط غتمشي للسيزي و الباطرون يخرج منها سالما و يمشي من بعد ارجع "المقاتلات" ديالو و يستأنف مهامه من جديد و لكن هذا مكيعنيش ان الديوانة معرفاش مول "لحمير" الى بغاو اشدوه ارصدو خطوات الحمير و تحركاتهم الى أن يقع في قبضتهم في وقت لا يتعدى المسافة الفاصلة بين الحدودين التي تحدد في "رمشة عين" يعني اتبعو "لحمير" حتى اوصلوهم للديبو ديال المازوط او يجمعو لو كلشي....... و الشيء الغريب في الحمار هو من الصعب إرغامه أو تهديده على فعل شيء ما ضد رغبته - فحسب اعتقاد البعض انه لهذا السبب سمي الحمار حمارا و استعملوا لفظ حمار من الشتائم السوقية الشائعة لوصف شخص ما بالغباء، و هذا اعتقاد خاطئ- و كما تم استغلال"الحمير" في بعض الاعمال الدرامية وغالبا ما يمثل دوره على احسن وجه رغم عدم مناصفته في المهراجانات السنيمائية و مازال معطاو لو الجائزة ديالو اللي كيستحقها ففي الحقيقة الجائزة اللي كتعطيها لجنة التحكيم لآحسن دور سنمائي كان عليها تفكر في دور الحمار الذي يؤدي دوره كما ينبغي و الممثل الوحيد اللي كيكون المخرج مهني من جهتو و من هنا نناشد اللجنة التحضيرية للدفاع عن حقوق "الحمير" التفكير في رد الاعتبار للحمير في الاعمال الدرامية و تكريمه جزاءا له على ما قدمه للمجتمعات من رسائله النبيلة، و استعمل كذلك في الحروب لنقل المعدات و اكتشف مؤخرا ان جلده تمتاز بفوائد طبية متعددة.....واذا لاحظنا العلاقة الوطيدة بين الفلاح و الحمار في العالم القروي فبدونه لا يستطيع القيام بأي نشاط فلاحي(حرث،سقي،جمع المحاصيل...الخ) و دوره في التناوب عن الاشغال بين الفلاحين او ما يسمى ب 'ثويزا' و رغم التطور الذي يعرفه هذا القطاع من تقدم في الالات المتطورة و التكنولوجيا للرفع من المحصول الفلاحي و اصبح الحديث عن الفلاحة العصرية التي تستغني عن "الحمير" الا اننا نجد زيت الزيتون ديال معصرة تقليدية اللي كيجرها الحمار كتسوى 50 درهم للتر الواحد و الزيت ديال معصرة عصرية كتسوى بين 20 و 25 درهم للتر الواحد، و السر كيعرفو الفلاح الصغير و "الحمير" يعني واخا تعيي ما تحرب في "الحمير" فالنظال ديالو ما زال بقيمتو و مشهود ليه بالكفائة في هذا المجال. و في امريكا ف"الحمير" شيء اخر فعلى وقع نتائج التجديد النصفي لأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، هذه الانتخابات عرفت تقدما للجمهوريين على الديمقراطيين في مجلس النواب و حافظ الديمقراطيين على تفوقهم في مجلس الشيوخ و المشكل كان الامركيين كيقولو ان الحمار حزين ايام الانتخابات و الديمقراطيين كانو كيلصقو صور "الحمير" على سياراتهم و يضعونه على شكل "بورتكلي" مع مفاتيح منازلهم و هو رمز الحزب الديمقراطي عندهم و اوباما سبق له ان نال اعجاب "الحمير" فسمح له باستغلال صورته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة فأصبح الرجل الأول في امريكا يعني "لحمير" دارها ليه و انهار يسخط عليه اولي بحالو بحال اي مريكاني.
و "الحمير" راه بحالو بحال العود، ينتمي الى "ميم ميزون" ديال الخيليات، يعني الخيل اخ "الحمير" غير واحد عطاولو ليامو فنحترمه واحد مازال مالقاش التمويل فنهينه، و المهم هو الذكاء اللي كاين عند هاد النوع من الحيوانات سواء "الحمير" او "الخيول" كيف كيف يعني الحمار يشبه بشكله العام الخيل لكنه أصغر حجما وأقرب إلى البغل، له رأس كبير وذيل قصير ينتهي بخصلة شعر، حوافره صغيرة وأذناه طويلتان وتسمى أنثى الحمار أتانا والصغير جحشا و الذكاء ديالهم حتى هو تقريبا بحال بحال و نهدرو على ذكاء "الخيل" نستنتجو ذكاء "الحمار"، و هنا بغيت نذكر السادة القراء بمعرض الفروسية في المحمدية اللي داروه مؤخرا و خصوصا اللذين شاهدوا تغطية القناة الأولى سيتأكدون ان حيوانات من فصيل الخيليات ذكية جدا تعرف ما لها و ما عليها و خصوصا الخيول البربرية التي تمتاز عن الخيول الأخرى بقوتها و ذكائها و الخيول العربية تمتاز بعينين كبيرتين و صدر قوي و رشاقة جسدية ، و قد يتساءل القارئ علاش كنهدر على الحمير بهذه الطريقة؟ الجواب واضح لأن الحمير كتحس بالاهانة حينما نقارنها ب'بني البشر' الذين يقصدهم البيان راه 'لحمير' أفضل من دوك الناس اللي كيبيعوا الاصوات ديالهم في الانتخابات، و سأضيف ان بعض المهتمين بهذا النوع من الحيونات يعتبرونها خير صديق و جليس في هذا الزمان، و في نفس المعرض المذكور قدم السيد 'جون بوروك' كتاب للملك بعنوان 'الفرس حيوان سياسي' فهذا ان دل على شيئ فانه يدل على مدى اهمية الخيول عند بعض المجتمعات المتقدمة و مربي الخيول العربية يقولون 'ان الخيل العربي شرف لكل انسان عربي و مسلم' و يقال نفس الشيء عن الفرس البربري،اما الرسام الكاركاتوري 'ابراهيم حنيطر' ضحى بالغالي و النفيس في التعبير عن الحصان العربي حيث قال 'الخيل والليل والأنواء تعرفني، والعدسة والفرشاة واللوحات والقلم' و قال كذلك 'ان الحصان مصدر الهامي' معجبا بالحصان، فمن الذكي اذن الحيوان الذي ينتمي الى فصيل "الحمير" ام بني البشر الذي تحدث عنهم البلاغ؟
و علاقة ب'الفساد الانتخابي' اللي هدر عليه البيان دائما، فمتى سنستيقظ من نومنا و نقول شيئا جديدا او نصنع حدثا نبهر به الاخرين و لو مرة واحدة في حياتنا و ندخل التاريخ و نترك شيئا يفتخر به ابناؤنا في يوم من الايام كما يفتخر الريفي الحاضر بمولاي محند و صداه لا يزال يرن بين جبال الريف و يستحضره في اكثر من مناسبة ، و الذين حرروا المغرب من المستعمر الفرنسي كموحا اوسعيد قائد القصيبة و موحا احمو الزياني قائد خنيفرة، و عسو اوبسلام ....و القائمة طويلة، نعم الى هادو دارو اللي عليهم و حرروا البلاد.علاش؟ كانوا كيقولوا اولادنا خصهم اعيشوا بكرامتهم و عزتهم منتصبين القامة و مرفوعين الهامة و لكن لم نحقق املهم فرحمة الله عليهم جميعا،الامل هنا لا يتعلق بمحاربة المستعمر ام تحرير مليلية و سبة لأن اليوم نعيش في ظل دولة ذات سيادة هي اللي كتعرف المصالح العليا ديالها و نحن مجندين من وراء ملك البلاد، و نحن الشعب ما علينا سوى المساهمة في انجاح الديمقراطية و الانخراط في مشاريع الاصلاح و نصوت على كل من نراه مناسبا لتسيير شؤوننا و يدبر امورنا محليا و وطنيا او حتى حنا نقدموا الى الانتخابات الى قادين على شي مسؤولية الا ان الشباب ديالنا عارف ان الاشكال الكبير كاين في الانتخابات في حد ذاتها و من الصعب النجاح فيها غير الى كان معاك شواحد صحيح و اللا عندك شفقيه عندو اولاد لجواد مجهدين، علاش؟لأن الانتخابات في بلادنا صعيبة و ما تشوبها من اشكالات و نواقض و ما تعرفه من تزوير و فساد وغش و انعدام الشفافية و الديمقراطية......وهذا ما يسمى ب"الفساد الانتخابي".
و "الفساد الانتخابي" كظاهرة خطيرة تنخر مجتمهنا منذ القدم الى يومنا هذا و تقف كحجرة عثرة في طريق الانتقال الديمقراطي الذي يشهده المغرب و هذا يدفعنا جميعا الى الوقوف وقفة رجل واحد في وجه هؤلاء الخونة و منعدمي الضمير و المرتزقة و المواطنة ام ان البيت الشعري "نامو و لا تستيقظوا..... ما فاز الا النوامو" لا يزال ساري المفعول،و السؤال الذي يطرح نفسه هو علاش كاين "الفساد الانتخابي"؟ واش عندو شي أسباب ام انه سخن لو الراس و بغى اديرها بنا؟ اولا سمحوا لي نعطي واحد التعريف بسيط للفساد او ما ديروهاش مني من قلة الصواب، كيعني اي استعمال ينتهك فيه مبدأ النزاهة، و هي ظاهرة قديمة لا تقتصر على شعب دون آخر أو دولة دون اخرى أو ثقافة دون أخرى غير الفرق كاين من حيث الحجم و الدرجة و كل واحد كيفاش كيشوف هاد الفساد النظرة ديال السياسي ماشي بحال الاقتصادي و الاجتماعي و الشفار و مول السفنج و هاد "بني البشر" اللي كيهدر عليهم البيان ديال "الفساد الانتخابي" المهم كل واحد كيشوفو فشكل،و التعريف ديال المونجيد كيقول ''الفساد: فعل (فسد) ضد صَلُحَ (والفساد) لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحل '' و التعريف العام"أنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق " و تتجلى مظاهر الفساد في الرشوة، الابتزاز،المحسوبية، الوساطة، نهب المال العام...الخ و كيقولو كاين فساد افقي(فساد صغير Minor corruption) هذا كيديروه الناس صغار بحال الموضفين العموميين الصغار كيشدو الرشوة مقابل شهادة او خدمة معينة و فساد عمودي (فساد كبير Corruption gross) اللعب ديال الناس لكبار.....و الله سبحانه و تعالى هو اللي عرف لينا هاد الشي مزيان" اظهار معصية الله في الأرض"نقول ثلاث ايات من الذكر الحكيم في الكفاية "‌أ- قول الحق سبحانه وتعالى ﴿وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) (الاعراف127 ) ‌ب- قول الحق سبحانه وتعالى ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (الاعراف 85) ‌ج- قول الحق سبحانه وتعالى ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون﴾ َ(البقرة 11) صدق الله العظيم ما كاين هدرة كل شي باين و واضح، اما الفساد الانتخابي هو "المرشح كيعطي لفلوس للمواطنين في الدائرة ديالو باش اصوتو عليه في الانتخابات كيستغل السذاجة ديالهم، الجهل و الفقر........و المسؤولين كيشوفو فيه او كيديرو عين ميكة و كما كاين شي مرشحين عندهم الفيزا كيدخلو بها للمجالس المنتخبة او البرلمان او كاين طرق اخرى معروفة لدى الداني و القاصي يعني بلا منشرحو الواضح بالمفضح "، لكن الاسباب اللي كتدي الى ظهور هاد الفساد الله انجينا و نجينكم تقريبا بحال بحال فينما مشينا.
نعم ل"لفساد الانتخابي"اسباب متعددة نذكر منها:
اولا: العزوف السياسي الذي ينصب علي عدم الاهتمام بالشأن السياسي بشكل عام كما يمكن أن يعني أيضا عدم وصول المواطن الذي هو في سن التصويت إلي مرحلة الإدلاء بصوته لفائدة لائحة معينة أو مرشح معين‏،‏ بارادته الحرة ودون وجود عائق قانوني أو مادي،و ما هو "سياسي" كنقصد به العلاقة المباشرة مع الاحزاب السياسية، حيث في المغرب السياسة جزء لا يتجزأ من الحياة العامة الى كلستي في القهوة بوحدك كتقرا جورنال في صباح بكري يعني كتمارس السياسة بطريقتك الخاصة و كما لا يمكن الجزم ان هناك عزوفا سياسيا مطلقا من الشباب المغربي فلو تتبعنا الساحات الجامعية مثلا فسوف نجد أن هناك حيوية سياسية مؤطرة من طرف الطلبة المنظوين تحت 'اوطم' الاتحاد الوطني لطلبة المغرب او الحركة التلاميذية في بعض المؤسسات الثانوية اذ نجد القاعديين يسوقون اديولوجية اليسار، و 'العدل و الاحسان' و 'العدالة و التنمية' يسوقون افكار الاحزاب الاسلاموية، و كما ان الساحة تعج بمختلف المكونات الاخرى كحركة الثقافية الأمازيغية MCA' ‘ و اللائحة طويلة، نفس الشيء بالنسبة للعمل الحزبي و الجمعوي الملتزمين، و بالتالي 'حسب كتاب محمد الساسي' فان ما يوجد بالمغرب هو عزوف عن الانتخابات وليس عزوفا عن السياسة
ثانيا:العزوف الانتخابي هو تلك الحالة التي يمتنع من خلالها الناخب عن المشاركة في الانتخابات، و عدم الادلاء بصوته رغم علمه بزمان و مكان التصويت.
ثالثا:‏ضعف الاحزاب السياسية حيث انها لم تعد قادرة علي إنتاج وبلورة تصورات وأفكار ومشاريع اجتماعية وسياسية واضحة المعالم تستمد مقوماتها من الواقع،‏ ناهيك عن غياب السلطات والإمكانيات القانونية والسياسية الكفيلة بتنفيذ مختلف البرامج والشعارات كما أن خطابها مازال إلي حد ما مطبوعا بمرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي‏،‏ بحيث لم يعرف أي تجديد مهم يواكب التغييرات الكمية والنوعية الراهنة ليكون معبرا عن طموحات الأجيال الجديدة ( أحمد بوجداد‏:‏ الملكية والتناوب‏,‏ مقاربة استراتيجية تحديث الدولة وإعادة إنتاج النظام السياسي بالمغرب‏،‏ مكتبة النجاح الجديدة،‏ الطبعة الأولي،2000،‏ ص‏115).اضف الى ذلك ضعف التأطير و التعبئة و التنشئة السياسية و الاجتماعية و لا تزال جل الاحزاب تعتبر المواطن كخزان انتخابي تلتجئ اليه اثناء الانتخابات و تعترف بالمقولة السياسية الفاشلة "ان لم تمارس السياسة ستمارس عليك".
فعوض ان يكون العزوف السياسي واقع الأمر محطة زاخرة بالدلالات والدروس الكفيلة بتأهيل المشهد السياسي المغربي وتطويره وبخاصة إذا تعاملنا مع الظاهرة باعتبارها نوعا من الحكم علي الفاعلين السياسيين وعلي اللعبة السياسية وعقابا واحتجاجا موجها إلي الدولة والطبقة السياسية يعبر عن اقتناعهم بعدم قدرة ونجاعة الانتخابات في التغيير والإصلاح المنشودين ومؤشرا علي عدم الثقة في الأحزاب وفي البرلمان والعمل الحكومي، فعندما لا يصادق علي القانون المالي سوي بضع عشرات من النواب في مجلس يضم‏325‏ نائبا،‏ فمن الطبيعي أن يترسخ لدي الجمهور المغربي انطباع سيء عن وظيفة البرلمان‏، اصبح 'العزوف السياسي' يكرس 'الفساد الانتخابي' و يمنح فرصة للانتهازيين و الخونة في التلاعب بصناديق الاقتراع و اصبح صوت الممتنع الواحد عن الادلاء كمنح صوتين للمنافس الاخر الذي يكون غير مناسبا و المساهمة في انجاحه بدل من محاربته و خصوصا ان المترشح الانتهازي يطالب بعض المواطنين بالمكوث في منازلهم بدل المشاركة هذا دليل قاطع على ان العزوف السياسي و الانتخابي سبب مباشر في تكريس الفساد الانتخابي.
و الغريب في ألأمر ان البشر الذي يتحدث عنهم البيان كسائر البشر الذي فضله الله على جميع المخلوقات بالعقل ليميز بين الخير و الشر الا انه لم يستطع بعد التمييز بين ما يضره و ما ينفعه، فكيف يصوت لصالح 'مفسد' ان صح التعبير مقابل 500 درهم، فهل يعتقد ان هذا 'الثمن' سيبقى في جيبه الى حلول الانتخابات الاخرى؟ ام انه عالم ظالم؟ ام انه يفضل ان تبقى دار لقمان على حالها؟ و اللا ربما ما عندوش الحكاية ديال الطماع ما يخلي دار بوه غير الكذاب؟ و القاعدة ديال الفعل و رد الفعل؟ ام انه غير واع بما يفعل؟ الا يدري ان المستثمر يبحث عن الارباح و ليس المزيد من خسارة لفلوس؟ الا يستطيع الادراك باللي اللي عطا لفلوس مكتهموش المصلحة ديال المواطن ا كثر ما كيهمو لفلوس اللي خسر؟ الا يشتاق لغد الحرية والانعتاق وتحقيق الكرامة الآدمية؟ تلكم هي اسئلة كثيرة قد يطرحها من يفكر في هذا الامر....لماذا لم يقف وقفة المتأمل في ذاته و يسأل نفسه و ينتقد ذاته و يصحح اخطائه و يقول ما فات مات، وعفا الله عمّا سلف و ينخرط في العمل السياسي و مسلسل التغيير بمساهمته في التصويت على من سيحسن تمثيليته محليا و وطنيا و يحسن الاختيار يوم الانتخابات، و يكتشف قواعد اللعبة السياسية ويشارك في تحديد مصير مستقبل ابنائه المشرق و يجدد امله فيه و يجتهد في محاربة جريمة 'الفساد الانتخابي' لأن المؤمن اذا اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، و يعي ان الانتخابات وسيلة لاختيار ممثلين حقيقيين للشعب قادرين على تبني قضاياه وحمل همومه انها السلاح الوحيد بين يديه فله الحق في حمله يوم الانتخابات ليحارب من يريد من المنتخبين و ان الانتخابات هي المحكمة الشعبية الوحيدة التي بامكانها ان يحاسب ممثله.......و علية ان يعي ان هناك جهات تحاول صنع خريطة سياسية تفرزها الانتخابات و ترسمها جهات بدعم لمرشحين اصحاب المصالح المتبادلة او ما يسمى في العلوم السياسية ب'الزبائنية السياسية' اي السياسويون الذين يهتمون بمصالحهم عبر كسب المزيد من المعارف من الوزن الثقيل و ربط علاقات مع اصحاب الجاه و المال و يبحثون عن مناصب لابنائهم و في الان نفسه يضربون مصالح الكادحين عرض الحائط، لماذا لا يحاول 'البشر حسب البيان' النظر الى ممثلي الشعوب الاخرى كيف ينقذون اممهم من الجوع و البطالة بالدفاع عن مصالحهم مثل الشيليين الذين انقذوا 33 عاملا من عمال المناجم بعد أن عاشوا 68 يوما على بعد 700 متر تحت الأرض بسبب انهيار منجم "سان خوسيه" و صنع 'كابسولة' خاصة لانقاذهم و وضع جميع المتطلبات رهن اشارتهم، لتولد لديه فكرة بسيطة عن اهمية اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب وكذلك ليحكم عن بعض ممثليه و يضع نفسه مكان عامل من عمال هذا المنجم و وقع له بحال اللي وقع في الشيلي فهل سيحضر السيد البرلماني عن المنطقة او رئيس جماعته او حتى المرشح ديال الحومة؟ الجواب......كنعتقد حتى الى المنجم مطاحش كامل اجيو اكملو لو ا يتهناو حتى شي حد ميصيقلو لخبار، العائلة ديالو اشفوا غداديهم في مختفون "الى شافو شي حد يتصل بالنمرة الي كتبان على الشاشة و اللا يتصل بالدوزيام" مكاين حد اشوفو الالة هو اللي دارها الراسو في يوم الاقتراع بدل ما يختار من ينقذه اختار من يدفنه حيا...
لنعود الى 'الفساد الانتخابي' نعم نسمع في كل موسم انتخابي صدور أحكام في حق نواب اتهموا ب"الفساد الانتخابي"، و قبول الطعون في المجلس ألأعلى لاعادة انتخاب مكتب عدة جماعات قروية و حضرية، و اعادة الانتخابات في بعض الدوائر الانتخابية سواء تعلق ألأمر باعضاء على المستوى المحلي، الجهوي او الوطني ،فكل هذا و ذاك قد يعتبر مؤشرا قويا على رغبة المغرب في محاربته ل'الفساد الانتخابي' في ظل ما يعيشه من انتقال ديمقراطي و وضع قطيعة مع الماضي، فشراء الأصوات بالمال كان دائما يعتبر جريمة و يعاقب عليها القانون، لكن الاشكالية تكمن في انعدام قوة الاثبات كونه يبقى دائما شيء مستبعد و الجرائم في هذه الحالات تتم ليلا و بعيدة عن الانظار مستعملين مختلف الأساليب للوصول الهدف المنشود، فالمسؤول ألأول و ألأخير في مثل هذه الحالات هي الدولة عبر مؤسساتها فالقانون لا يخول لأي كان حق المراقبة ما عدا مؤسسات وزارة الداخلية من أمن و سلطة محلية،لكن لم يقوموا بشيء في مثل هذه الجرائم الا بعض الحالات التي يدلي بها اصحاب الطعون فتبدأ الشكاية في اخذ مسارها الطبيعي و تستغرق مدة نصف ولاية انتخابية تقريبا، هذا يدل على شبه انعدام الارادة الفعلية لمحاربة "الفساد الانتخابي" فاذا ارادت الدولة المغربية القضاء على شراء الاصوات و الذمم و محاربة "الفساد الانتخابي" بشكل جاد يجب عليها ان تتعامل معه كجريمة مثل الجرائم ألأخرى و تكثر من المراقبة اعتمادا على العنصر البشري و التكنولوجيات الحديثة و وضع كمين لزعماء الاحياء حيث انهم يدعون دائما ان اصوات احيائهم في جيوبهم و ستستعمل نفس الطريقة التي يستعملها الدرك و رجال الامن في محاربة الجرائم قبل حدوثها فسيسقط العديد من المرتشين بين ايديهم، او اعتماد الطريقة التقليدية عند رجال الشرطة القضائية اثناء حملات محاربتهم لترويج المخدرات فيذهب احدهم الى مشتبه فيه ليطلب منه كمية معينة من المخدرات و تحديد مكان و زمان تسليم البضاعة و بعد نصب كمين لهذا الأخير يسقط بين ايديهم مع شبكته التي تساعده في تنفيذ عملياته، هذا الأسلوب في كشف الجرائم قبل حدوثها معمول به، ويمكن استعماله لمحاربة "الفساد الانتخابي" كذلك وكشف الفاسدين. وإذا كان في بعض الدول المتقدمة يتخفى المسؤولين الكبار في هيئة مواطن عادي ليكشف سوء معاملة المرضى في المستشفيات و المواطنين في المؤسسات العمومية ، فإن الأولى أن يتخفى رجال الأمن والضابطة القضائية و مديرية مراقبة التراب الوطني لكشف مواطن الفساد والرشوة سواء تعلقت بالانتخابات أو بغيرها، ففي امريكا مثلا يتعامل مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي مع المشتبهين بهم بطرقه الخاصة فعندما اشتبه في سلوك أحد الشبان العرب نتيجة مراقبة رسائله عبر الانترنت التي تفوح منها رائحة الإرهاب أرسلوا له مندوبين بمظهر ممثلي القاعدة، وأعطوه قنابل وهمية ليزرعها في إحدى ناطحات السحاب، فاستجاب للطلب ووقع في الفخ، أي أنهم لم ينتظروا حتى تأتيه المتفجرات من مصدر إرهابي حقيقي.
فبدون رغبة حقيقة لكل من الدولة عبر مؤسساتها و الأحزاب السياسية في محاربة "الفساد الانتخابي" فدار لقمان ستظل على حالها، الا اذا قدر الله و أعلن السيد وزير الداخلية عن تفكيك شبكة متخصصة في شراء الذمم للمنتخبين و سماسرة "الفساد الانتخابي" و وضح للرأي العام العلاقة بينهم و بين تجار المخدرات كما هو الشأن بين شبكة المخدرات و عناصر القاعدة.وحاربوا كل من سولت له نفسه استعمال المال لشراء الاصوات، فكل الاحتمالات واردة اذن، لأن هذه الظاهرة اصبحت تستفحل في كل موسم انتخابي و تزداد من سيء الى أسوأ رغم النداءات المتكررة للعديد من المنظمات الحكومية و الغير الحكومية و المجهودات المبذولة من طرف وزارتي الداخلية و العدل لمحاربة مثل هاته الممارسات اللاخلاقية التي لا تخدم مصالح العباد و البلاد بل تخدم المصالح الخاصة لمستعملي المال الحرام في تمويل الحملات الانتخابية و شراء ذمم الانتهازيين من المغاربة فرغم كل هذا و ذاك فان الامور لا تزال كما هي، فاليوم يجب على الجميع ان يقف في وجه هؤلاء المنتخبين الاميين و قطع الطريق على السماسرة بقوة القانون و الاكثار من الحملات التحسيسية و التوعوية و وضع يدا في يد من اجل انتخابات حرة و نزيهة كما يقول المثل الأمازيغي "يات تفوناست ئورا تاكا أغو ءيتقبيلت" و عاش المواطن المغربي مستقلا و نزيها، و في الختام نقدر نقول واش هذا فساد ام افساد؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.