ياك حْنا جيران؟ دخل أحد المطربين الشعبيين المعروفين في حالة حزن شديدة هذه الأيام بعدما قرأ في إحدى الجرائد خبر إلغاء مشاركته في حفل الرجاء البيضاوي.. لم تذكر الجريدة إسمه، ولا أعلنت في الخبر إلغاء مشاركة أي فنان، بل ذكرت أن «إحتفال الفريق الأخضر بلقب البطولة هذا الموسم سيقتصر على دعوة الفنانين الرجاويين فقط»، وبما أن الفنان «سيكو» كما كان يلقبه خاله في الطفولة لا يخفي تشجيعه لفريق الوداد البيضاوي، وبما أنه أيضا قاري حتى لكاطريام وكيفهم بين السطور، فقد فهم بأنه فنان غير مرغوب فيه لإحياء الحفلة الرجاوية.. أوااااه، علاش؟ والسي «سيكو»، كيفاش باغي تفرح معاهم اليوم، وانت العام كلو كتدعي ليهم بالخسران؟ بصح، في الكورة حنا عديان، ولايني داك الشي كيبقى في التيران. وأنت علاش بغيتي الرجاويين يعرضو عليك؟ ياك انت ودادي؟ وعلاش ما يعرضوش عليّ؟ ياك حنا جيران؟ تمنى «سيكو» لو يتوقف الصراع بين الوداديين والرجاويين عند حدود المباريات، ولا يمتدّ إلى خارج الملعب.. لم يفهم هذا الفنان الودادي كيف يُحرم من معانقة جمهوره الرجاوي بقرار من منظمي الحفل.. فهو يعتبر نفسه فنانا لأبناء الشعب كلهم بغض النظر عن اختلافاتهم السطحية والعميقة.. لقد كان يعتقد بحكم نجوميته أن دعوة الرجاويين له تحصيل حاصل، فاستعد لهذه السهرة بكل ما يليق بها من تركيز.. ترك شعكوكته تنمو بإهمال كي يذكر الرجاويين بنجوم أيام زمان (آخرهم صلاح الدين بصير)، وأعدّ أغنية خاصة بهذه المناسبة تعذب عليها كثيرا، إذ أخذت منه وقتا طويلا في تلحينها، فلأول مرة يستغرق «سيكو» ثلاثة أيام وهو يلحن أغنية، كما ألغى عددا من السهرات خارج أرض الوطن كي يبقى داخل حدود المملكة جاهزا في أي وقت لتلبية نداء بطل المغرب.. كان يحلم أن يشارك بحنجرته وكمنجته في أفراح صوت الشعب، لكن الخبر اللعين أنهى كل أحلامه. وصافي أسي «سيكو»، إيلا ما شاركتيش في هاد الحفلة راه الصيف كلّو عْراسات. خايف هاد الصيف يطلعوا كاع موالين العراسات رجاويين، ونبقى بلا خدمة. ومالك هاد العام كلّو كنتي خدّام غير مع الوداديين؟ لا، كنت كنخدم في الحْفاري، وفي الضلمة كاع الألوان كتْشابه، بنادم براسو ما كيبقاش عاقل على راسو واش هو ودادي أو لا رجاوي. لماذا لم يقم مكتب الوداد البيضاوي بتنظيم حفل على شرف جاره مكتب الرجاء البيضاوي احتفالا باللقب؟ لماذا لم يذهب الفريخ مثلا إلى بيت فاخر هاز في يدّو واخا غير جوج قوالب ديال السكر ليبارك لزميله الفوز باللقب، فتنشر الصحف صور الزيارة؟ لماذا لا تتناقل المواقع الإلكترونية صورا لزيارة لاعبين وداديين مثلا وهم يحملون الزْرورة إلى اللاعب الرجاوي محسن متولي ليباركوا له ميلاد فتاته الرائعة؟ ولماذا مثلا لم يقم أنصار الفريق الأحمر والفريق الأخضر مرة بمبادرة وطنية مشتركة (كالتبرع بالدم أو حملة نظافة أو جمع تبرعات للمرضى بالسكري والقلب) بمناسبة اللقب العاشر؟ مثل هذه الخطوات الرمزية كافية لتعطي معنى آخر لكرة القدم، وكافية لتنهي حالة العداء المتبادلة بين الجارين، وكافية لاستثمار حماس الشباب والفتيان بما يعزز وحدتنا كشعب، وانسجامنا كمواطنين، ولهذا كم يتمنى كل المغاربة أن يسمعوا رئيس الرجاء في الحفل المرتقب يلقي خطابا شبيها بخطاب النصر الذي ألقاه الزعيم التركي رجب طيب أردوغان بما يحمله من دعوة إلى وحدة كل أبناء الشعب الواحد تحت راية الوطن الواحدة. فعلا، نبغيوا حنات يقول في الخطاب ديالو ديك الجملة اللي قال أردوغان في خطاب النصر: «اليوم هو نصر للأخوة، نصر للوطن». ومالك نقَّّزْتي «نصر للديموقراطية وللنزاهة» كيف قالها أردوغان؟ آش باغي تقول؟ ما باغي نقول والو.. صافي، خلّينا ناشطين. نافذة خايف هاد الصيف يطلعوا كاع موالين العراسات رجاويين