عقدي مستمر مع الرجاء إلى نهاية يونيو الجاري مستقبلي مرهون باستشارة وموافقة أسرتي وعدت وأوفيت بالوعد في حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا من يوم الخميس الأخير، كان التقني البرتغالي مدرب الرجاء الرياضي جوزي روماو قد حضر كعادته إلى مركب النادي بالوازيس استعدادا لثاني حصة تدريبية بعد الفوز على شباب المحمدية والظفر باللقب قبل إسدال الستار عن آخر دورات البطولة الوطنية، ولم يتردد روماو في الإستجابة لطلبنا بإجراء حوار مقتضب معه قبل حضور اللاعبين، سيما بعد ما ذكرناه بأول تصريح أدلى به لجريدتنا فور تعاقده مع الرجاء حين قال لي شخصيا وبحضور الإطار الوطني والدولي السابق رضوان حجري بأنه جاء إلى الرجاء من أجل الألقاب ولا شيء غير ذلك، ولكونه يعشق التحدي· ونزولا عند رغبة قرائنا في محاورة روماو الذي كان دوما يتهرب من الإستجوابات المطولة، غير بعض إجاباته المختصرة عقب نهاية كل مباراة بالمجمع الرياضي محمد الخامس، ندعوهم لمتابعة الحوار التالي·· المنتخب: في البداية نهنئ السيد روماو على فوزه بالبطولة وعلى وفائه بالوعد الذي قطعه على نفسه؟ جوزي روماو: (ضاحكا) أمازلت تذكر ذلك عندما قدمك لي حجري؟ كنا حينها نستعد للدخول في معسكر أكادير، وقلت لكم بالحرف بأنني جئت إلى الرجاء من أجل الألقاب، وها نحن نجدد اللقاء على بعد دورة واحدة من إسدال الستار عن آخر دورات البطولة الوطنية، وقد حققنا الظفر باللقب· المنتخب: كيف جاء هذا اللقب؟ وما تقييمكم التقني للبطولة؟ جوزي روماو: دعني أولا قبل الإجابة عن سؤالك هذا أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل اللاعبين بدون إستثناء عن المجهودات الجبارة التي بذلوها طيلة الموسم وتفانيهم في الدفاع عن ألوان القميص الرجاوي، كما أشكر الرئيس السيد غلام الذي أبادله نفس الإحترام والتقدير، وعلى احترافيته في التسيير وهو يهييء لنا كل الأجواء والظروف المناسبة للإشتغال من أجل تحقيق الأهداف التي سطرناها سويا بمجرد اقتناعي للإشراف على الإدارة التقنية لفريق الرجاء الذي أعرفه حق المعرفة منذ كنت رفقة الوداد قبل ثلاثة مواسم، بل ومن خلال زميلي حجري الذي تدرج في كل فئاته قبل أن يحترف بالبرتغال، كما أريد أن أتوجه بالشكر الخاص إلى الطاقم التقني الذي ساعدني في القيام بهذه المهمة على الوجه الأكمل، بداية من رضوان حجري ساعدي الأيمن، والمعد البدني هلال الطير ومدرب الحراس نجيب مخلص الذين أفسح لهم كامل الحرية في مجال التأطير والإبداع تحت إشرافي طبعا، وفي إنسجام وتناغم تامين، كما أشكر الطاقم الطبي والإداري اللذين لا يدخران جهدا من أجل تسهيل عملنا، وأشكر خصومنا الذين ساهموا بدورهم في رفع الإيقاع والإثارة، ودون أن أنسى الصحافة الرياضية بصفة خاصة التي تواكب كل مبارياتنا بالنقد والتحليل لتحسين المستوى وتحفيز الجميع على العمل الجاد· المنتخب: لكنك كنت مقلا في تصريحاتك وفي خرجاتك الإعلامية؟ جوزي روماو: كنت دوما أستجيب للندوات الصحفية التي تعقب كل مباراة للإجابة عن تساؤلات الصحفيين، أما إن كنت تتحدث عن الحوارات واللقاءات الصحفية المطولة، فأظن بأنني كنت أجريها نهاية كل أسبوع على أرضية الملعب، فأنا مدرب عملي، وواجبي كمدرب محترف فرض علي في وقت من الأوقات بألا أدلي بأي تصريح صحفي لأن جهاز أو منبر إعلامي حفاظا على لحمة الفريق وتجنبا لأي تأويل محتمل وغير مقصود في ظل بعض نتائجنا الأولية التي حرصت أشد الحرص بألا تؤثر بشكل سلبي على مجموعة من اللاعبين الشبان الذين تنقصهم القليل من التجربة والخبرة، وقد نجحنا بفضل الله >Grace à dieu< من تجاوز تلك المرحلة· واليوم وبعد أن نجحنا في أداء مهمتنا على الوجه الأكمل، فنحن على أتم استعداد للإجابة عن كل تساؤلاتكم، وبصدر رحب· المنتخب: لنعد إلى الشطر الثاني من السؤال السابق والذي هو تقييمكم لبطولة هذا الموسم؟ جوزي روماو: فهي كل تأكيد كانت طويلة وشاقة وتطلبت منا مجهودات جبارة في المحال التقني والإعداد البدني والنفسي والسيكلوجي، وكنت أحرص كثيرا على تخصيص عشر دقائق تقريبا قبل وبعد أي حصة تدريبية للجانب النفسي البسيكلوجي حتى أساعد اللاعبين عن طرد كل التخوفات والهواجس التي قد تحول دون تشبثهم وتمسكهم بمرتبة الزعامة، وليس من السهل على أي فريق غير محترف في العالم، أن يتربع على كرسي الزعامة منذ الدورة السادسة عشرة إلى نهاية الموسم الرياضي، ودون أن ينهزم خلال إحدى وعشرين مباراة متوالية، وأظن بأنه رقم قياسي، ومن جهة أخرى أعتبر هذا الإنجاز بمثابة إعادة كتابة تاريخ الرجاء وربط ماضيه بحاضره، وفي ذلك سعادة لا توصف ولا تقدر بثمن·· وأظن بأنني المدرب الوحيد الذي استطاع الفوز مع الفريقين البيضاويين الكبيرين الرجاء والوداد بلقبين للبطولة الوطنية، الأول مع الوداد بعد غياب دام لمدة ثلاث عشرة سنة، وهذا الموسم مع الرجاء الذي خاصمه اللقب منذ الموسم الرياضي 2004/2003، لهذا فأنا جد سعيد وأكاد أطير من الفرحة، فهي ثمرة عمل مجموعة من الأشخاص والمتدخلين من الأعوان إلى المستشهرين ووقوفا عند اللاعب رقم 12 الذي هو الجمهور، فلا أظن بأن هذا الجمهور الكبير والعظيم قد تخلى يوما عن فريقه حتى عندما جاءت نتائجنا في أولى المباريات مخالفة لطموحاتنا· وبفضل مؤازرة الرئيس ومساندتها لنا تمكنا كما أسلفت سابقا من تجاوز أزمة النتائج، بل أصبحت هذه الجماهير تقدم لنا بدورها لوحات فنية بالمدرجات لا تزيدنا جميعا إلا قوة وإصرارا على بذل المزيد من المجهودات لنكون في مستوى طموحاتها، وأظن بأن الجميع يتذكر سقطة نبيل مسلوب في الديربي ورغبته القوية في مواصلة اللعب لولا إقناعنا له بأن صحته وصحة كل زملائه تهمنا أكثر من أي نتيجة رقمية يمكن تداركها·· فشكرا مرة أخرى للجمهور الرجاوي الذي أكن له كل الإحترام والتقدير عن حبه الكبير وعشقه للألوان الخضراء وعن مؤازرته اللامشروطة لنا رغم بعض الهزات التي تعرض لها الفريق، والتي أعتبرها شخصيا عادية وتقع داخل كل الأسر، بل قد تكسب الفريق والأسرة مناعة قوية ضد كل الهزات· المنتخب: ما هي الأندية المغربية التي استرعت انتباهك أكثر خلال هذا الموسم الرياضي؟ جوزي روماو: الواقع أن أغلب الفرق التي واجهتنا خلال بطولة هذا الموسم اتسمت بالقوة والندية والإستعداد الجيد لنا، وهو شيء طبعيي وعادي بالنسبة للفرق الكبيرة التي تلعب دوما على الألقاب أو احتلال بعض المراتب المتقدمة التي تخول المشاركة في إحدى البطولات والكؤوس الإفريقية، لكن الفريق الذي أعجبني كثيرا وحقق تقريبا نفس النتائج التي حققناها خارج قواعدنا مع تشبته بمركز الوصافة، بل لعب من أجل الظفر باللقب لما يتوفر عليه لاعبوه من تقنيات فردية وجماعية عالية وحسمنا من خلاله لقب البطولة كان صراحة هو الدفاع الحسني الجديدي الذي فزنا عليه ذهابا وإيابا· ويأتي بعد الفريق الجديدي بنسبة أقل الجيش الملكي والوداد البيضاوي ثم أولمبيك خريبكة والمغرب التطواني الطموح، ثم الجمعية السلاوية وحسنية أكادير والمغرب الفاسي، باختصار شديد فقد كانت معظم الفرق الوطنية متحمسة للعب الأدوار الطلائعية حتى بالرغم من انطلاقتنا المبكرة واحتلالنا للرتبة والأولى واحتكارها منذ الدورة 16· المنتخب: وكيف تتوقع مستقبل كرة القدم الوطنية بصفة عامة والرجاء بصفة خاصة؟ جوزي روماو: المادة خام موجودة ومتوفرة بكثرة، كما أن المغرب يتوفر على أطر تقنية لها من الكفاءة والأهلية ما لا يحول دون مساهمتها في إقلاع رياضي حقيقي في ظل الرغبة الأكيدة للمسؤولين في دخول عالم الإحتراف الذي سيرفع من قيمة اللاعبين ومن المردود التقني للبطولة بصفة عامة، عندما تتحسن البنيات التحتية لكل الأندية المغربية، وفي مقدمتهم فريق الرجاء الرياضي الذي يتوفر حاليا على مركز تكوين بمواصفات دولية، وهو أقرب إلى الإحتراف في الهواية بعقلية مسيريه الذين يطمحون لأن يكونوا سباقين لدخول عالم الإحتراف من أوسع أبوابه، ولا أدل على ذلك التأقلم السريع والإستجابة الفورية لكل تغيير هادف· المنتخب: هل هذا يعني بأنك باق مع الرجاء لموسم آخر؟ جوزي روماو: أنا باق مع الرجاء إلى حدود نهاية مدة العقد المبرم بيننا، والذي سينتهي مع نهاية الشهر الجاري، توصلت بمجموعة من العروض، لكنني لم أناقش أيا منها لأنني مازلت في ذمة فريق الرجاء بموجب عقد شرف معنوي وآخر قانوني· ولن أجدد عقدي أو أرتبط بأي فريق آخر إلا باستشارة وموافقة أسرتي الصغيرة المتكونة من زوجتي وإبنتي، حتى وإن أصبحت لا أعتبر نفسي غريبا داخل البلد الجميل والشعب المضياف والجمهور الرياضي الشغوف بمتعة الكرة، بكل صراحة وصدق، لقد أحببت المغرب حبا كبيرا، ولم أعد أشعر فيه بالغربة، وقرار زوجتي وابنتي فوق كل اعتبار· المنتخب: كلمة أخيرة·· جوزي روماو: (صمت قليلا مطأطأ الرأس ثم يرفعه)، ينطقها بالعربية (choukrane) >شكرا< لكل مغربي رياضي من الأصغر سنا إلى الأكبر، فأنا رجل أحترف التدريب والتأطير، ومهنتي تحتم علي أن أكون بالأمس مع الوداد واليوم مع الرجاء وغذا ربما مع فريق آخر·· لكن الشيء الذي أصبحت أحسه ويتملكني هو إحساسي بأنني أصبحت مغربيا، وشكرا لكل الفعاليات الرياضية على ما أسدته لي من خدمات، وشكرا لجريدتكم· خوصي روماو من مواليد: 13 أبريل 1952 الجنسية: برتغالي - مشواره التدريبي الأندية التي دربها: فينزويلا (19841986) - بينا فايل (19861990) - فيتوريا سيتوبال (19901991) - تشافيز (19911992) - فاميليكاو (19921993) - بيلينينسي (19931995) - تيرسينسي (19951996) - أكاديميكا (19971998) - ألفيريكا (19981999) مدرب المنتخب البرتغالي لأقل من 20 سنة (20022004) مدرب المنتخب الأولمبي (20022004) مساعد مدرب منتخب البرتغال (20002002) 20052006: الوداد البيضاوي 20062007: العربي القطري منذ موسم 20082009: الرجاء البيضاوي· - شواهده: أستاذ جامعي في الدراسات الرياضية العليا شهادة مدرب من الدرجة العالية في الإتحاد البرتغالي مؤطر تقني في الإتحاد الأوروبي لكرة القدم عضو تقني في اللجنة الأولمبية البرتغالية· - إنجازاته بالمغرب: البطولة مع الوداد موسم 20052006 البطولة مع الرجاء موسم 20082009·