راوول يولد من جديد عودنا ريال مدريد على إنجاب النجوم والأساطير، لذلك لا أحد ينكر أن راوول غونزاليس يبقى من بين الأسماء التي بصمت إسمها بمداد من ذهب وواحد من المهاجمين الذين قدموا الشيء الكثير للريال وحصدوا معه العديد من الألقاب، ومن يعود لمشوار هذا المهاجم سيتأكد له أنه من بين اللاعبين القلائل الذين وجدوا لهم إسما في سن مبكرة وعاصر العديد من الأجيال، وحتى وإن كانت السنوات الأخيرة لم تمر بردا وسلاما عليه، حيث واجه وعلى غرار الفريق ككل بعض المشاكل، إذ لم تكن متوهجة مثلما كان في السابق، فإنه فضَل عدم إسدال الستار رغم أن مغامرة الريال مجملا كانت ناجحة بكل المقاييس، لذلك آحزم حقائبه نحو البطولة الألمانية بنادي شالك رغم أن الفراق كان صعبا بعد أن وجد راوول نفسه لم يعد لديه ما يقدمه لفريق ملكي أصبح مطالبا بتجديد دمائه وتغيير جلدته. الكثيرون إنتظروا أن يسدل راوول الستار على مشواره بعد أن ذاق العديد من الألقاب، خاصة أنه دخل النجومية مبكرا بعد أن لعب في السن ال 17 مع الريال، لكن هذا اللاعب ذو الوجه الطفولي قرر بدأ مشوار جديد وتحدي آخر مع شالك، والظاهر أن راوول قد أصاب الإختيار لأن العديد من المتتبعين ساورهم الشك أن محطة شالك لا توازي قيمته الفنية الكبيرة، حيث إنتقل إلى فريق لا تقاس نجوميته بنجومية الريال ولا بأقطاب الكرة الأوروبية، خاصة أن راوول لعب على مستويات عالية، كما أن مصلحة النجوم لا لا تسمح لهم بالتراحع إلى الوراء، حيث يفضل أغلبهم الإعتزال والخروج من الباب الواسع. بيد أن راوول أكد أنه أحسن الإختيار وكأنه بشبابه قد تجدد، حيث يقود بنجاح شالك نحو المربع الذهبي وما أدراك ما المربع الذهبي لكأس عصبة الأبطال الأوروبية، خاصة أن تجربته في تشكيلة الفريق الألماني اعتبرت مفيدة وهذا باعتراف فعاليات فريقه، حيث تلقى كل أنواع الإشادة والثناء والاحتفال به مباشرة بعد مباراة الإياب أمام أنتر الإيطالي عن كأس عصبة الأبطال الأوروبية. هو إذن درس بليغ قدمه راوول لكل اللاعبين، ذلك أن حضور العزيمة والإرادة من شأنهما أن يقودا دائما إلى النجاح، وهو ما أكده راوول وهو يدافع عن ألوان شالك، فرغم ما حققه من أمجاد غالية مع الريال إلا أن الإصرار ما زال يتملكه لتحقيق المزيد من الألقاب والنجاحات.. ولأن مسيرة راوول تؤكد أن لا شيء ينقصه من شهرة وألقاب وجوائز ومال، سنتساءل عن هذا الذي دفع به إلى تعلقه بالمستديرة المجنونة وعزمه مواصلة المشوار بعيدا عن الريال، والظاهر أن العشق الدفين للعبة كرة القدم وكذا الإحترافية التي تميزه واهتمامه الكبير بلياقته وصحته إيمانا منه أن طول المشوار يتطلب هذا الإهتمام الكبير بالجوانب الصحية، وهو السر الكامن في أنه ما يزال يحافظ على نفس التوهج، وعندما نقترب من شخصية راوول سنجد أنه من اللاعبين الجديين والمواظبين والمتزنين في حياتهم، لذلك لن يكون مفاجئا أن يلعب إلى غاية هذا السن وبنفس الحماس على مستويات عالية ويقود فريقه إلى المربع الذهبي لكأس عصبة أبطال أوروبا.. الأمور هنا تتعلق بحياة اللاعب والسر يبدو واضحا وليس لغزا، فكل لاعب أراد لمسيرته أن تطول بنفس المستوى عليه أن يأخذ العبرة من أمثال راوول وغيرهم، فإذا ما وقفنا على النجوم الذين طال بهم المقام في الملاعب واستطاعوا أن يلعبوا على مستويات عالية رغم تقدمهم في السن سنجد أن أكثرهم يتشابه في شخصيته وفي حياته المتزنة، كماتيوس ومالديني، نفس التشابه يحمله أيضا المعمرون في بطولتنا الوطنية، من رضا الرياحي إلى بنشريفة وروكي واللويسي ولمراني وعمر حاسي ومريانة والحارسان الشادلي ولمياغري لأن قاسمهم المشترك هو الإحترافية والمواظبة. هي دروس مجانية يقدمها هؤلاء اللاعبون للأجيال القادمة ومؤكدين أن الجدية والعزيمة والمواظبة من أسباب وأسرار النجاح وطول العمر الكروي، وراوول يبقى واحدا من هذه الأمثال الحية التي سنضطر لنرفع له القبعة كنجم ولاعب مثالي بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.