ما أصعب كلمة وداع، فهي أشد تأثيرا على النفس ولها وقع كبير كلما تناهت حروفها إلى أسماعنا، كلمة وداع تعني الإنقطاع والذهاب أو الرحيل إلى ما رجعة، ومؤخرا ودع راوول الأسطورة الإسبانية نادي ريال مدريد، ودعه بعد 18 سنة من الممارسة حيث كانت أولى مواجهته أمام سرقسطة عام 1994، وكانت تلك المواجهة بداية لتاريخ طويل من الألقاب والأهداف والإنتصارات. وأخيرا غادر راوول ملعب "بيرنابو" وقلعة الفريق الملكي بدموع وحسرة، ودع راوول البيت الأبيض الذي عاش معه أفضل اللحظات وعايش عدة أجيال وكان وسيبقى بحق أحد أساطير الريال الذين حفروا إسمهم بمداد من ذهب. لا يمكن لشخص في موضع راوول إلا أن يشعر بكل أنواع الأسى والحزن، فليس سهلا أن تغادر بيتا عمّرت به 18 عاما، وليس سهلا أن تودع جماهيرا تعشقك حتى النحاع، ثم ليس سهلا أن تودع فريقا ارتبط اسمه بك ووضع في صدرك وسام الفتى المدلل للريال. قليل هم اللاعبون الذين ظلوا أوفياء لفرقهم وعمروا طويلا بها، وراوول واحد من اللاعبين الذين استطاعوا أن يحافظوا على هذه الخصلة، خصلة الوفاء للنادي، لم تغريه أسماء الأندية الكبيرة ولا العروض التي يسيل لها اللعاب، الوفاء يأتي من الحب الحقيقي للفريق، فراوول كان يدرك أنه رمز ريال مدريد وعنوانها البارز ومعشوق الجماهير، فكان من الصعب عليه أن يغادر الريال أو حتى يفكر في الإقدام على هذه الخطوة. الريال ودعت أحد أساطيرها لكن إسمه سيظل محفورا في خزانته، رغم أن جماهير "المرينغي" ستجد صعوبة لتهضم خبر رحيل راوول عن الريال أو تتعود على رؤية الفريق الأبيض من دونه. لكن السؤال الذي يطرح هو ما السر الكامن وراء هذا الحب والعشق الذي يكنه الجمهور لراوول، ليس فقط جماهير الريال ولكن كل حرر بتاريخ 2010 07 30 14:22:00