قد يكون حسن بنعبيشة قد توفق مبدئيا في إسماع جانب من الإكتشاف الخاص بتقديم المهاجم المغربي عاطف شحشوح إلى الجمهور المغربي مع أن الناخبين الذين سبقوه غضوا الطرف عن مجموعة من الأسماء التي شكلت ولا تزال تحضر بقوة في مختلف البطولات الأوروبية، إلا أن ما أقدمت عليه جريدة المنتخب في كثير من اللحظات التاريخية لمسارها على مستوى المتابعة والإكتشافات الشابة منها والأكثر خبرة ونضجا، وعندما كنا ننادي بوجوه مغربية تصنع الفارق والأضواء على مستوى الكثير من المراكز التي يشكو منها المنتخب المغربي وبخاصة في الشق الدفاعي على مستوى الأظهرة الدفاعية بما فيها حتى متوسط الدفاع، لم يعط أكثر الناخبين اهتماما بما ينشر من متابعات إعلامية في محاصرة العديد من الأسماء المفروض أن توجه لها الدعوة في لقاءات ودية للوقوف على مؤهلاتها وإمكانية الإعتماد عليها في ظل الفراغ الذي تعيش عليه البطولة الوطنية في غياب قناعات محترمة للاعبين من مستوى جيد في المراكز التي يشكو منها المنتخب الوطني على صعيد الدفاع والوسط معا. واليوم نؤكد مجددا هذه الصورة الإنفلاتية التي يعيش عليها وضع خط الدفاع المغربي ووسط الإرتداد من خلال غياب كشكول من صناع القرار داخل البطولة الوطنية، إذ من المفترض أن يكون الوجه الجديد أشرف لزعر ( 22 سنة) والظهير الأيسر لنادي باليرمو الإيطالي بالدرجة الثانية حاضرا بالمنتخب الوطني لمعاينة أدائه الرائع من خلال القفزة الإحترافية التي قدمها من نادي فاريزي إلى باليرمو من دون الحكم على الدرجات الأكثر صرامة بأوروبا، وحضوره من اليوم يبدو جوهريا بالنظر إلى طبيعة التجاهل الجامعي لأبناء المهجر في كثير من المناسبات التي ضيعت علينا نجوما مغربية تلعب الآن في أقوى الأندية العالمية من قبيل عادل رامي ومروان الفلايني وناصر الشادلي وبولحروز وأفلاي وأدم ماهر وكثير من الأسماء التي تحمل الآن الجنسية النرويجية وغيرها في بلدان أوروبية، كما حصل حاليا مع الناشئ المغربي المهدي الحدادي نجم البارصا القادم عندما اختار منتخب إسبانيا. واليوم أيضا نحن أمام أسماء كثيرة تلعب في مواقع عديدة على صعيد الدفاع والوسط من قبيل فؤاد شفيق المدافع الأيمن لنادي إيستر الفرنسي ويونس عبد الحميد المدافع الأوسط لنادي أرل أفينيون، وفيصل فجر صانع ألعاب نادي كون ومتصدر قائمة أفضل الموزعين بالدرجة الفرنسية الثانية، وأنور كالي سقاء نادي رودا الهولندي وياسين أيوب سقاء نادي أوتريخت الهولندي وحكيم زياخ الجناح الأيسر لنادي هيرنفين الهولندي ويوسف توتوح رجل الوسط لنادي كوبنهاكن الدانماركي ومصطفى الكبير هداف نادي هاكين السويدي وغيرهم كثير وكثير. واليوم نحن مدعوون جميعا إلى معاينة أفضل اللاعبين الأكثر تكوينا وحضورا وتنافسية بأوروبا مقارنة مع هشاشة البطولة الوطنية في استخراج أفضل الوجوه التي كان المنتخب الوطني لا يجد أية صعوبة في اختيارها على المستوى الدفاعي والحراسة، بينما اليوم لا يوجد من يقدم لنا صفة اللاعب الكبير في الرواقين الأيمن والأيسر وحتى متوسط الدفاع والوسط السقاء وصانع الألعاب والقناص الحقيقي والحارس الكبير، ما يعني وكما كنت أقول دائما أن البطولة ضعيفة وضعيفة بمسيرين لا يملكون مشروع الإدارة التقنية، ولا يملكون لاعبين من المستوى الدولي العالي، وربما حتى مؤطرين من الدرجة العالية في صناعة الأجيال.