وشرب الساقي من كأسه غريب أمر هذه الدنيا.. وغرائبها تأتي من أهل كرتها.. من أهل العارفين بالخبايا وملقني الدروس.. عندما تكون الطيحة «قاسحة».. وخصوصا عندما ترجع البضاعة الملقنة لأصحابها فإن الملقن يستقبلها ويسترجع بضاعته الفاسدة ودروسه الفاشلة باستهزاء وشماتة المتلقي.. وخصوصا عندما يضبط في حالة غش و«كون كان الخوخ يداوي كون داوا راسو».. وهذا ما وقع لمن تفننوا عفوا لمن لقنوا مالين كرتنا دروسهم بالأمس وهاهم اليوم يشربون من نفس الكأس الذي شربوا منه تلامذتهم الكسالى الذين لا يحاولون الإجتهاد ويعتمدون على سواعد الآخرين.. في الوقت الذي تعج بالكوادر والطاقات التي لا توجد في أرض نابليون، اللهم لا مذلة.. بالأمس عاشت الكرة المغربية مذلة لم يعرفها تاريخها الطويل والعريض الذي يمتد لأكثر من نصف قرن.. وبالأمس كذلك كانوا مالين الكرة عندنا تلاميذ نجباء بأدمغة «مسلفة» لا يؤمنون إلا ببيض الديك أو "الفروج".. ويا حسرة على زمن ساعات الفروج الحقيقية التي كان المغاربة يؤمنون بضبط وقتها.. وفي بداية الخمسينيات كان كل المغاربة يتسابقون على "مكانة الفروج" باش يفيقوا يتسحروا بالبطبوط النافع وليس بالباكيط الباريزي.. وباش يفطروا بالتمر والحريرة والمحراش الذي يقوي الركابي.. وليس بالكرواصات والبتي بان.. لكن اليوم وأقول البارحة وليس الأمس.. مالين كرتنا كانوا كيفيقوا ويفطروا إلا على "تعواك" فروج إسكاليت وسياسة مجموعته الكروية التي رما بها جيل PS3 بقرن إفريقيا.. فكانت السقطة.. ورغم ذلك لازال هؤلاء الملقنون يتشبتون بكراسيهم الباريزية رغم إستعمارهم لها لأكثر من ربع قرن.. اليوم سيعيش الفرنسي صحوة الجيل الفرنسي الجديد.. جيل زيدان.. ودوغاري وبوتي ولوران ليؤكدوا رحيل زمن بلاتيني وناديه للمنوعات.. جامعتنا المرحومة كانت لا تؤمن إلا بما يقوله لها إيمي جاكي ورئيسه.. وأطلب المعذرة لأنه ليس من عادتي أن أطلق الرصاص على الضحايا أو سيارات الإسعاف ولا المشي على الجثث.. ودافعي هو أن الشيء بالشيء يذكر.. وإن كان بالأمس المكتب الجامعي ونائبه قد شرب من كأس الغضب.. وكأس... وكأس... وكأس... فها هو اليوم ساقيه يشرب من نفس الكأس بفضل الزمن الذي لا يرحم مع الإشارة والإشادة بالإعلام المغربي بجميع توجهاته إحترم الشارع والمتتبع والقارئ.. ولم يضف الحدج لكأس جامعتنا المرحومة.. مثل ما يقع اليوم لجامعة إسكاليت وإيمي جاكي أصدقاء صديقنا الذي تعنت وجاء لنا بلومير حبا في سواد عيون مالين كرة الفرنسيس.. التي أصبحت تطاردهم لعنة الإيرلنديين أينما حلوا وارتحلوا.. والله يمهل ولا يهمل.. لا أريد أن أطيل وحتى لا أنعث بأنني أتشفى، فقط لأذكر مالين الكرة الجدد أن يعتمدوا اليوم على كفاءتهم.. وعلى كرتنا.. وعلى إمكانياتنا و«نلبسوا قدنا باش "يواتينا».. أما الجاية مع غريتس فالله يحضر السلامة .. والآن المغاربة أبانوا عن إمكانياتهم وقدراتهم منذ عهد الإستقلال.. ولحد الآن لا زلنا نعتمد على أطرنا في جميع الميادين.. إلا في كرتنا.. والله يهدي جيل البلاك بيري.. على مالين كرتنا وهذه ليست بدروس لأنني لست بملقن.. لكن علمتني التجارب أن أحتاط من كل ما هو قادم من «الواد لهيه».. لأنني أعرف أن غرضهم هو أن نعيش دائما المشاكل التي تقودنا إلى إستشارتهم.. ولنظل تحت رحمتهم المادية ومصالحهم التي لم يستطيعوا هم الإستفادة منها.. فلماذا "سقي".. الآخرين في الوقت الذي هم غير قادرين على إرواء عطشهم.. ولقد أعذر من أنذر.