هذا هو عاشر الأجزاء من هذه المقالات عن ابن القطان، وهو صلة لما سبق من ترجمة ابن زرقون خصوصا، تتميم لما أنا بصدده من الكلام عن مشيخة ابن القطان عموما. وتلك سلسلة أعرض فيها من وقفت له منهم على رواية جملة من دواوين العلم، أو ذُكر له شيء من التآليف فيه؛ ومن جملة أغراضي من ذلك: استعمالُه بعد الفراغ من جمعه في مناقشة كلام قيل عن ابن القطان، من كونه أخذ الحديث مطالعة. ولست ألتزم هنا بنسق معين في عرض هذه المشيخة، وإنما أجلب منهم من آنَسُ من نفسي أني استفرغت وسعا في جمع مادة ترجمته. وكنت في المقال السابق قد أوردت ما وقفت عليه من مرويات ابن زرقون من الكتب المصنفة في ضروب العلم، وذكرت منها خمس عشرة كتابا وهي: التيسير، والمفردات في القراءات الثمانية، المقنع في رسم المصاحف وكلها لأبي عمرو الداني، والرعاية في تجويد القراءة لمكي بن أبي طالب، والموطأ للإمام مالك، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، والسيرة النبوية لابن إسحاق، والدرر في اختصار المغازي والسير، والتقصي، والاستيعاب وكلها لابن عبد البر، والشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، والأربعون حديثا للإمام الآجري، والأربعة الأحاديث التي بني عليها الإسلام، ومدار العلم عليها، وسائر السنن غير خارج عنها بطرقها ووجوهها للداني، والحديث المسلسل بالأخذ باليد؛ وسأتابع في هذا المقال عرض بقية ما وقفت عليه من مروياته، مع المحافظة على الترقيم المتسلسل، مُتْبِعا ذلك بما عثرت عليه من أسامي مصنفاته. فأما بقية المرويات فهي: 16) التفريع لابن الجلاب، وهو من مرويات المنتوري من طريق ابن زرقون[1]؛ 17) اختصار الطريق لأبي سعيد بن الأعرابي، قال ابن الأبار في ترجمة علي بن عبد الله بن داود اللماتي أبي الحسن المعروف بالمالطي القيرواني نزيل المرية: "سمع بها على أبي علي كتاب اختصار الطريق لابن الأعرابي وغير ذلك –ثم قال بعد أن ساق حديثا من أحاديث الكتاب-: وهذا الحديث مما قرأت على أبي الربيع بن موسى الحافظ عن أبي عبد الله بن زرقون قراءة عن أبي عبد الله الخولاني قال: قرأت علي أبي عبد الله محمد بن عيسى المكتب عن أبي جعفر أحمد بن عون الله عن ابن الأعرابي. وبهذا الإسناد عندي جميع كتاب "اختصار الطريق" من تأليفه"[2]؛ 18) الجمل في النحو لأبي القاسم الزجاجي وهو من مرويات التجيبي[3] والمنتوري[4] من طريق أبي علي الشلوبين عن ابن زرقون[5]؛ 19) إصلاح المنطق لابن السكيت، وهو من مرويات التجيبي عن الشلوبين عن ابن زرقون[6]؛ 20) الفصيح لثعلب، وهو من مرويات التجيبي من طريق ابن زرقون[7]؛ 21) أدب الكتاب لابن قتيبة، وهو من مرويات التجيبي عن الشلوبين عن ابن زرقون[8]؛ 22) الأمالي والنوادر لأبي علي القالي، وهو من مرويات المنتوري من طريق ابن زرقون[9]؛ 23) الحماسة اختيار أبي تمام، وهو من مرويات المنتوري من طريق ابن زرقون[10]؛ 24) مصنفات أبي الوليد الباجي أخذها عن ابن شبرين[11]، ومصنفات أبي الوليد كثيرة أشهرها:1) المنتقى. وذكر منها القاضي عياض في ترتيب المدارك: 2) السراج في علم الحجاج. 3) إحكام الفصول في أحكام الأصول. 4) الحدود. 5) الإشارة في أصول الفقه. 6) فرق الفقهاء. 7) التعديل والتجريح لمن روى عنه البخاري في الجامع الصحيح. 8) المقتبس في علم مالك بن أنس. 9) المهذب في اختصار المدونة. 10) شرح المدونة. مسألة مسح الرأس. 11) اختلاف الموطآت. 12) المنهاج في ترتيب طرق الحجاج؛ 25) تآليف المؤرخ الكبير أبي مروان ابن حيان، والتي منها أشهر كتبه: أ- المقتبس في أخبار الأندلس. ب- المتين في تاريخ الأندلس، وهو أكبر من الذي قبله. وتآليف ابن حيان من مرويات المنتوري من طريق ابن زرقون[12]. هذا ما وقفت عليه منصوصا على عنوانه وهو مشمول بروايته، ولا شك أن ما فات ذكره أكثر من هذا بكثير. ويبعد جدا ألا يكون لابن زرقون في سنن أبي داود وجامع الترمذي سماع، وقد جمع بينهما في كتاب مشهور سيأتي ذكره قريبا؛ كما أنني لم أقف على نص فيه روايته للاستذكار، وقد خدمه فجمع بينه وبين منتقى الباجي مع التتميم والاستدراك والتنبيه، ويبعد أيضا ألا تكون له إليه طريق مع قرب الزمان، وتوفر الدواعي وشدة الاعتناء؛ خصوصا أنه روى من كتب ابن عبد البر المنصوص عليها: الاستيعاب، والدرر. ولم يتيسر لي الآن الوقوف على الموجود من كتاب الأنوار، فلعله ذكر سنده إلى الكتابين في طالعته كما هي عادة المصنفين في هذا الباب. وأما مصنفاته: فقد ذكر المنتوري في فهرسته أن له تآليف ومنظومات هي من جملة مروياته[13]. ومما وقفت عليه منها: 1) الجمع بين جامع الترمذي وسنن أبي داود[14]. 2) الأنوار في الجمع بين المنتقى والاستذكار[15]. وقد بَيَّن ابن عبد الملك عمله في هذا الكتاب فقال: "وجمع بين المنتقى واستذكار ابن عبد البر، وتمم فيه ما رأى تتميمه، واستدرك ما اقتضى نظره استدراكه، ونبه على مواضع يجب التنبيه عليها"[16]. وذكره الزركلي بعنوان: "جوامع أنوار المنتقى والاستذكار" ثم قال: "منه الجزء الثالث، مخطوط في الأزهر (42) 303 حديث، والجزء الرابع في الرباط (145 أوقاف) كتب سنة 702"[17]، قلت: المشهور في عنوان الكتاب: "الأنوار في الجمع بين المنتقى والاستذكار"، ونسخة الخزانة العامة تحمل نفس هذا العنوان، وأما باقي المعلومات عنها: رقمَ حفظٍ، وتاريخَ نسخٍ فكما ذكر الأستاذ الزركلي[18]. 3) مختصر المنتقى للباجي. قال ابن عبد الملك: "اختصر المنتقى للباجي أنبل اختصار"[19]. تنبيه: نُسب إلى ابن زرقون أبي عبد الله من الكتب: • الجمع بين الصحيحين، وأنكر ذلك ابن عبد الملك، فقال: "قال ابن الزبير: إنه جمع بين الصحيحين، وإنما جمع بينهما ابنه أبو الحسين"[20]. وسأعرض في المقال المقبل - إن شاء الله تعالى - لشيخ آخر من شيوخ ابن القطان على نفس النهج الذي سرت عليه في هذه الترجمة وما سَبَقَها. يُتبع ... ------------------------------------------------------- 1. فهرس المنتوري (176)2. 2. المعجم في أصحاب الإمام أبي علي الصدفي لابن الأبار (293-294). 3. برنامج التجيبي (280). 4. فهرسة المنتوري (187). 5. فهرسة المنتوري (185). 6. برنامج التجيبي(281). 7. برنامج التجيبي (282). 8. برنامج التجيبي (281). 9. فهرسة المنتوري (191-192). 10. فهرسة المنتوري (193) 11. الذيل والتكملة (6/203). 12. فهرسة المنتوري (272). 13. فهرسة المنتوري (326). 14. التكملة (2/63)، الذيل والتكملة (6/205)، تاريخ الإسلام (12/822). 15. التكملة (2/63)، الذيل والتكملة (6/204-206)، الديباج المذهب (2/260). 16. الذيل والتكملة (6/204). 17. الأعلام 6/139 18. انظر فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في الخزانة العامة بالرباط 7/84. 19. الذيل والتكملة (6/204). 20. الذيل والتكملة (6/204).