نعاكَ إلى الدنيا الطبيبُ المباشِر فريعتْ لمَنعاكَ البدورُ الزواهرُ وأَجْهَشَتِ الأصواتُ من كلِّ وِجهةٍ أحقّاً قَضى شيخُ المقارئِ طاهرُ ولَبَّى نداءَ الحقِّ بعدَ اعْتِلالِه وقد عجَزتْ عنهُ الأساةُ "الدكاتِر" بلى، وقضاءُ الله في الخلقِ ما لَهُ مَردٌّ ولا مما قضى اللهُ ناصر وكلُّ بني حواءَ ركْبٌ لغايةٍ إلى منتهاها يَستقلُّ المسافر فطوبى لمن أفضى به العيشُ بعدها إلى خير ما تُفضي إليه المَتاجر وقرَّب خيرَ الزادِ دُخراً مُؤمَّلا ليومٍ به تَزكو وتغلو الذخائر سلامٌ على شيخِ المَقارئ طاهرٍ غداةَ اعتلى أخشابَه وهْو طاهر مُشيحٌ عن الدنيا فما عُمْرَه احتفى بزهرَتها أو نالَها منه ناظر ولا طلَبَ الزُّلفى بجاهٍ ورُتبةٍ ولا صدَّهُ عن عِزَّةِ النفس كاسر خبرْناهُ خُبْرَ العارفين بصُحبَةٍ طويلٍ مَداها أحكمتْها الأواصر توطَّد فيها الحُبُّ في الله في الحَشا وجاشتْ به تحتَ الشِّغافِ الضمائر وقامتْ لهُ فينا ثلاثينَ حِجَّةً شواهدُ صِدقٍ ما لهُنَّ أواخر وكانتْ لنا فيها رياضُ مجالسٍ عوابقُ بالعلمِ الشريفِ عوامر نوافحُ من علمِ المَقارئِ بالشذى وما ضمَّنتْ ألواحَهُنَّ المحاضر وفيضِ نصوصٍ للمشايخ أُودعتْ صحائفَ إتقانٍ وعتْها المصادر وكمْ من حُلىً خطِّيَّةٍ ظَفِرتْ بها نباهتُه تعيا بهنَّ المَخابِر