المسائية العربية مراكش في الوقت الذي أوصى فيه المجلس الوطني لحقوق الانسان بضرورة تضمين مشروع القانون حول العنف ضد النساء مقتضيات صارمة وعقوبات قاسية ضد الزواج الذين يقدمون على تعنيف زوجاتهم، تبرز إلى السطح قصة رجل وطليقته، اختارا فندقا صغيرا بأحد دروب مراكش العثيقة، أملا في إيجاد صيغة للتآلف والصلح وطي صفحة الماضي، إلا أن الخلافات الكبيرة، والجروح العميقة ومستوى الوعي، يتحكمان أحيانا في مسار الحياة، فتصبح الجريمة والانتحار حلولا ناجعة للخلاص من عذاب باطني، ودواء يشفي الغل والحقد وحب الانتقام. تقدم شخص من مواليد 1966، ورفيقته إلى أحد الفنادق غير المصنفة بدرب سيدي بولقات بمراكش مساء أمس الخميس 6 مارس 2014 ، وأدلى للمسؤول عن الفندق بشهادة تثبيت الزواج إلى جانب الوثائق الرسمية التي تسمح للزوجين باقتناء غرفة مشتركة، بعد مدة قصيرة من الاستقرار داخل فندق هادئ، أثار انتباه المسؤول حركات غير طبيعية وحشرجات وتأوهات داخل الغرفة أعقبها شجار واستغاثة، فاضطر ومجموعة ممن تواجد آنذاك في الفندق إلى اقتحام الغرفة، ليجدوا الفتاة وقد تحولت اطرافها السفلية وبطنها إلى شبه جدار مزخرف بالإصابات التي كان يحدثها الزوج بغاية تعذيبها قبل الإقدام على جريمة القتل معتمدا في ذلك على سكين حادة. دخول أطراف أخرى على الخط، دفعه إلى الهروب وترك الزوجة في حالة يرثى لها، اتصل المعنيون بالدائرة الأمنية الرابعة، وخلال استفسار الزوجة، تبين أنها طليقته، وأنه أخفى شهادة الطلاق وأدلى بنسخة عقد الزواج ، كما عثروا داخل الغرفة على كيس من مبيد الحشرات " سم الفيران " وقنينة حليب " رايبي ". استدعيت سيارة الإسعاف لحمل الزوجة إلى مستعجلات ابن طفيل لتلقي العلاج، وأبلغ عن الجاني، إلا أن الأخبار الواردة أن الزوج نقل بدوره عبر سيارة الإسعاف لتلقي العلاج بعد أن تناول مبيد الحشرات، مما يؤكد أنه كان ينوي قتل طليقته قبل وضع حد لحياته.