تمكنت المصالح الأمنية في مراكش، بتعاون مع الشرطة الدولية «الأنتربول»، من اعتقال جندي سابق، قام بذبح زوجته من الوريد على الوريد في أحد الفنادق غير المصنفة بمراكش في 27 دجنبر من السنة قبل الماضية. وحسب معلومات مؤكدة حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن الجاني اعتقل في مدينة برشلونة قبل أن يتم اقتياده من قبل عناصر من الأنتربول صوب العاصمة الإسبانية مدريد حيث تمت محاكمته، وقبل حوالي شهر تقريبا تم ترحيله إلى المغرب من قبل عناصر من الشرطة القضائية. وقد أشرف على عملية التسليم رئيس الشرطة القضائية بعد أن تمت كافة إجراءات الترحيل التي قامت بها عناصر متخصصة في هذا المجال اختيرت بعناية فائقة. وبالرغم من مضي أزيد من سنة على تنفيذه لعملية قتل زوجته، التي طالبته بالطلاق، داخل أحد الفنادق الموجودة في درب «بولوقات» القريب من ساحة جامع الفنا الشهيرة، فقد تواصلت عملية الترصد، حيث اعتمدت تقنيات متطورة، من بينها تتبع الجاني عبر الهاتف والتدقيق في هويته وإطلاق مذكرة بحث دولية، خصوصا في إسبانيا، ليتم وضع حد لفراره. وكان الجندي السابق في صفوف القوات المسلحة الملكية «عبد العزيز.ب»، المزداد سنة 1972، قد أقدم على ذبح زوجته «نزهة.ع»، البالغة من العمر قيد حياتها 48 سنة، من الوريد إلى الوريد داخل غرفة في الفندق، بعد أن دس لها مخدرا في مشروب غازي أفقدها وعيها وسهل عليه عملية القتل البشعة التي تمت فوق السرير الذي كان ينام عليه، قبل أن ينقل الجثة إلى الحمام، حيث عثرت مصالح الأمن على جثة أم غزلان (22 سنة) ورشيد (16 سنة) غارقة في الدماء. وقبل يوم من تنفيذ عمليته البشعة، قام الجاني بزيارة لبيت والد طليقته من أجل إقامة الصلح معها، لكن بعد نهاية الزيارة، التي لم تسفر عن نتائج ترضي الطليق، توجه إلى الفندق الصغير غير المصنف. وهناك، وفي حدود الساعة التاسعة ليلا، اتصل بزوجته، التي تقطن بحي النهضة في منطقة المحاميد، وطلب منها الالتحاق به في الفندق. وبعد الحديث وتناول مشروب غازي دس لها فيه مخدرا أفقدها وعيها، نفذ جريمته وغادر الفندق دون لفت انتباه العاملين فيه، بعد أن أدى واجبات الإقامة. وقبل أن يتمكن الجاني، المقيم بإسبانيا، من الهرب إلى الديار الإسبانية عبر مطار مراكش المنارة الدولي، قام بربط الاتصال هاتفيا بأسرة الضحية، ليبلغها بالجريمة التي ارتكبها. وفور تلقيها الخبر، أبلغت أسرة الضحية المصالح الأمنية في مراكش التي انتقلت إلى عين المكان، لتعثر على الجثة غارقة في الدماء، وإلى جانبها رسالة خطية تركها الجاني، يقول فيها: «البكا ورا الميت خسارة».