أغلقت أبواب المتاجر والمدارس، وانتشرت عناصر الآمن في العديد من الدروب والأزقة، سيارات الأمن البيضاء والزرقاء بعد أن حصنت واجهاتها بواقيات فولاذية، تمركزت في قلب الحي بإحدى الزوايا المفتوحة.. دراجات نارية تجوب الشوارع والأزقة الضيقة، تطارد كل مشبوه فيه، وفي حالة الاعتقال يتم نقله عبرها إلى أقرب مركز أو سيارة للشرطة، لست أدري إن كانت تلك الدراجات النارية مؤمنة على حمل ثلاثة أشخاص أم يدخل ذلك في إطار تضحيات عناصر الأمن، وبعض التجاوزات القانونية التي تغفرها حالة الطوارئ.. همسات هنا و صفير وكلمات ساقطة وقليلة الأدب هناك.. تجمعات سرعان ما يتم تفريقها امتثالا للتعليمات الصارمة بضبط الأمن والحرص على أن تبقى الأوضاع تحت السيطرة وألا تتجدد المواجهات من جديد. وبين متشدد يرى أن ما وقع شيء طبيعي بدعوى أن كثرة الضغط تولد الانفجار، وأن اليأس والشعور بالحكرة يؤجج الغضب ويدفع في اتجاه العنف والانتقام من الذات ومن الآخر، كما يرى أن الدستور خول للمواطن حق التظاهر والاحتجاج السلمي، وحين تمنع الأجهزة الأمنية المواطنين من التقدم نحو المؤسسات المعنية بمعالجة الاختلالات المحلية، وتمتد الهراوات إلى أجساد المحتجين، وخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع وغيرها من الوسائل المرفوضة والدافعة للتوتر والانزلاقات الخارجة عن السيطرة. الرافضون بدورهم لهم رأي آخر، فهم يعتبرون أن الظرفية الحالية والتي تستقبل فيها مدينة مراكش ضيوفا من الوزن الثقيل من رؤساء وسفراء و نجوم وأثرياء لا تسمح بالخروج في مظاهرات تكشف الوجه الآخر لطبقة لا يشغلها سوى لهيب فاتورة الماء والكهرباء، ولا يؤرقها سوى غلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الصحية والتعليمية .وتحذر من مقتنصي الفرص والمناسبات الذين يسعون إلى تأليب الرأي العام و توظيف المحتجين من أجل زعزعة الاستقرار وخلط الأوراق، وتحويل تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية إلى ذروع بشرية وأيضا من اولئك الذين يجدون فرصتهم لمزيد من النهب والسرقة والتحرش والتخريب والاعتداء على رجال الأمن. هدأت العاصفة، لكن مشكل غلاء فاتورة الماء والكهرباء ما زال قائما، وعلى وكالة الماء والكهرباء بمراكش "لاراديما" أن تعيد مليا التفكير في سياستها ليس على مستوى التعريفة ولكن أيضا في أسلوب التعامل الذي يتسم بالعجرفة والغلظة. محمد السعيد مازغ sidi youssef ben Ali Marrakech