مراكش / المسائية العربية بدأت شوارع وأزقة لمراكش تشهد غزوا من طرف المهاجرين الأفارقة، حيث تزايدت أعدادهم بشكل ملفت واصبح معظمهم يزاحمون الفراشة والبائعين المتجولين، والبعض الآخر اتخذ من التسول مهنة، أو اعتماد النصب والاحتيال كوسيلة للكسب، معتمدين في ذلك على البحث عن مرضى الطمع والحالمين بالثراء ، حيث يسهل الإيقاع بهم باعتماد منطق المثل الشعبي"الطماع تيغلبو الكذاب"، ولعل الطريقة الأكثر شيوعا وإقناعا حسب ما أكده لنا مصدر أمني تلك التي تتمثل في الإدعاء بالقدرة على مضاعفة الأموال، مثلما حدث مع مسير رياض بمراكش عندما تلقى اتصالا هاتفيا من امرأة إفريقية تؤكد له بأنها زوجة الرئيس الغيني المغتال وتود القدوم إلى مراكش لقضاء بعض الأيام للإستجمام وبالتالي الإستقرار بالمدينة الحمراء لما تتمتع به من سمعة سياحية دولية، وأنها في حاجة إلى تعاون صاحب الرياض لمساعدتها على استثمار حوالي مليون أورو . كما فشلت محاولة غينيين حين أبلغا احد تجار البازارات برغبتهما في صرف مبلغ مالي كبير من الأورو، فأرشدهما إلى البنك الذي لا يبعد عنه إلا ببعض الخطوات، فردا بأنهما على عجل من أمرهما ولا وقت لهما في الوقوف في طابور طويل، حينها أدرك التاجر بالسليقة ان الامر فيه شيء من الغموض، إذ ذاك طلب منهما الانتظار إلى غاية مهاتفة " المعلم" ومطالبته بإحضار المبلغ المطلوب، في هذه اللحظة تبادل الإفريقيان الحديث بلغتهما الخاصة، وذكرت بعض المصادر ان مجموعات كبيرة من المهاجرين الافارقة اتخذت من محيط المحطة الطرقية مكانا آمنا للمبيت، حيث تنام خلف أكشاك الكتبيين ، وتغادر المكان في وقت مبكر. ويجهل إن كان هؤلاء الأفارقة مجرد عابري سبيل نحو الهجرة إلى الديار الأوربية، وأيضا إن كانوا يتوفرون على الوثائق الضرورية التي تسمح بتواجدهم على ارض الوطن وتحدد هوياتهم وتسهل إحصاءهم ومعرفة عددهم الحقيقي، أم أن وجودهم يدخل في إطار سياسة تهدف إلى تحويل المغرب إلى دركي أروبا وموطن آمن لكل من يحلم بالهجرة إلى أروبا، أو الفارين من جحيم الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية لبلدانهم. والغريب أن السلطات المحلية تتخذ موقف المتفرج دون ان يكون لها يد في الحد من هذه الظاهرة التي قد تكون لها انعكاسات سلبية مستقبلا، ويصبح حلها من سابع المستحيلات