قال سعيد عويطة العداء العالمي السابق إنه مستعد للعمل ضمن جامعة ألعاب القوى، مشيرا في حوار أجرته معه «المساء» أنه إذا وجهت إليه الدعوة فإنه لن يرفضها. من ناحية ثانية ثمن عويطة الخرجة الإعلامية الأخيرة لعبد السلام أحيزون رئيس الجامعة، مؤكدا أنه بدا صريحا وتحدث عن النقط الإيجابية والسلبية. عويطة الذي يعمل حاليا محللا بقناة «الجزيرة الرياضية» أشار إلى أن القوى المغربية تحتاج إلى تظافر جهود الجميع. - بماذا يفسر سعيد عويطة غيابه عن العمل التقني في ميدان ألعاب القوى؟ < لقد قررت بعد اعتزالي المضمار أن أعود لدراستي، فبعد أن اشتغلت بالإدارة التقنية لألعاب القوى المغربية لمدة سنتين 93-94، رحلت إلى الديار الأمريكية فحصلت على شهادة الباكلوريا (حسب النظام الأمريكي)، ثم ولجت جامعة فلوريدا فجامعة أخرى بولاية أريزونا لنيل الإجازة في مجال تدبير الأعمال، ولم يقف طموحي عند هذا الحد فقررت إشباع عطشي العلمي ونلت شهادة MBA «Master Business of Administration»، والآن أنا في طور إنجاز دكتوراة في تخصص التدبير الرياضي والقيادة الرياضية إلى جانب اشتغالي كمحلل رياضي بالجزيرة الرياضية، إذن فغياب سعيد لم يكن لشيء سوى رغبة منه في مزاوجة التألق الرياضي بالتكوين الأكاديمي الذي لم تعد أهميته تخفى على أي أحد منا. - احتضنت الدوحة مؤخرا الجائزة الكبرى لألعاب القوى، ما هي قراءتك للمشاركة المغربية المتمثلة بفوز عبد العاطي إيكيدير بالمرتبة الأولى والمستاوي بالمرتبة الثانية في سباق 1500 متر وفوز ابتسام الخواض بالمرتبة الثالثة في هذه الدورة؟ < أولا يجب التنبيه إلى أن مشاركة المغاربة بصفة عامة في ملتقى الدوحة كانت مشرفة، ولكن علينا أن نعترف أنها تعتبر أيضا أول مشاركة من نوعها في ملتقى دولي من هذا النوع هذا الموسم، فلهذا أتمنى أن يحصل الأبطال المغاربة في الملتقيات المقبلة على مراتب جيدة على غرار ما حققوه في الدوحة. وأود أن أشير هنا إلى أنني أعجبت في هذا الملتقى بمشاركة ابتسام الخواض لأنها كانت رائعة جدا وكانت شجاعة في سباقها، أما البطلين المستاوي وإيكيدير فلديهما بطبيعة الحال أرقام أفضل من تلك المحصل عليها في الدوحة، لهذا أتمنى أن يحتفظا بنفس الاستعداد لخوض الملتقيات المقبلة إن شاء الله. - لم تعد تفصلنا إلا ثلاثة أشهر عن الأولمبياد التي ستقام ببكين، بصفتك كيف تتوقع حضور القوى المغربية في هذه التظاهرة؟ < لقد تعودنا نحن في المغرب على أن نكون دائما حاضرين بشكل بارز في الألعاب الاولمبية، لأنه تقريبا في معظم المشاركات السابقة في الأولمبياد حصلنا على ميداليات سواء ذهبية أو برونزية أو فضية، فالذي نتمناه نحن كمغاربة هو أن تكون هناك مشاركة قوية جدا ونستطيع بالتالي الفوز بأكبر عدد من الميداليات، حتى تبقى ألعاب القوى المغربية في مستواها العالي المعروف كما كانت عليه في الثمانينات والتسعينات. - بالتأكيد تابعت الخرجة الإعلامية الأخيرة لرئيس جامعة القوى عبد السلام أحيزون.. < إنني أتابع عن قرب، ورغم كل انشغالاتي كل ما يدور بعالم ألعاب القوى المغربية، وتابعت الخرجة الإعلامية لأحيزون، وأنا أثمن هذا الأمر. لقد وضح أحيزون العديد من النقاط المهمة حول ألعاب القوى المغربية بجرأة كبيرة، وهذا هو الشيء الذي طالما افتقدناه. سيما أنه لم يكتف بالحديث عن النقاط الإيجابية فقط وإنما أيضا العراقيل التي تواجه عمل الجامعة، ولكن كما قال إنه بدون شك سيعيد فيها النظر بعد الألعاب الأولمبية. - لكن ماذا تفهم أنت من عبارة الباب مفتوح؟ < إنني أفهم من عبارة «الباب مفتوح» أن أحيزون يعني أن ألعاب القوى هي لأصحابها، أي للناس الذين حققوا فيها العديد من الانجازات وهم الأوائل الذين سيعملون فيها، ولذلك، أتمنى أن يستمع أحيزون لجميع أبطال ألعاب القوى المغاربة، وهنا أقصد كل الذين يمكنهم أن يساعدوه إيجابيا في تطوير أداء الجامعة والرقي بأم الألعاب. - لكن كثر مؤخرا، القيل والقال حول لقاء بينك وبين أحيزون، هل يمكنك أن توضح لنا ما الذي جرى؟ < أولا أنا فرحت كثيرا لأن أحيزون صار رئيسا لجامعة ألعاب القوى المغربية، إنه إنسان ناجح ويحب النجاح في كل المسؤوليات التي يتحملها، علاوة على أنه إنسان يحب ألعاب القوى، وهو ما سيمكنه من الوصول إلى الطريقة المثلى للتعامل مع الأبطال المغاربة القدامى والجدد، وأنا على يقين من خلال متابعتي لألعاب القوى المغربية، أنه يسير في الطريق الصحيح، طريق اهتدى إليها من قبل مسؤولون حققوا أمورا عدة لأم الألعاب، وأقصد المذكوري و مومن الذي كان بدوره رئيسا رائعا في سنة 1992 بالإضافة إلى فيصل العرايشي الذي كان حينها نائبا لرئيس الجامعة. وكما قلت فأحيزون شخص يحب أن ينصت للطرفين الايجابي والسلبي. وعندما التقيت به فتح لي قلبه وتحدثنا عن عدة أشياء رياضية وغير رياضية، وهذا ما جعلني أقول إنه إذا ما طلب مني أحيزون العمل معه سأفعل، فهدفنا الأول والأخير هو إرجاع أم الألعاب إلى المكانة الهامة التي كانت تحظى بها من قبل، والحفاظ على راية المغرب خفاقة في الملتقيات الدولية الهامة. - لكن هذا يجرنا إلى التساؤل، ماذا يمكن أن يفعل سعيد عويطة لإخراج ألعاب القوى من الأزمة الحالية التي تتخبط فيها، إذا ما أتيحت له الفرصة؟ < الحمد لله، لقد راكمت تجربة محترمة، مكنتني من تكوين رؤية واضحة بخصوص مكامن قوة وضعف ألعاب القوى المغربية، وأظن أن نتائج هذا البحث الشخصي قد جنينا ثمارها حين كنت مديرا تقنيا لأم الألعاب. الآن أقول إنه من الممكن إنقاذ ألعاب القوى المغربية، إذا تواجدت هناك إدارة قوية ومسؤولون لهم نية ورغبة صادقة في العمل وتركوا جانبا المصلحة الشخصية وجعلوا أولى أولوياتهم مصلحة المغرب والراية المغربية. - وبأي طريقة ترى أنه يجب أن يتم تكوين العدائين؟ < من خلال التكوين الأكاديمي والمزاوجة بين الرياضة والدراسة،لقد مررت بنفس التجربة، وأصبحت أعي مدى أهمية التكوين الأكاديمي في حياة الفرد، أحمد الله أنه قد توفرت لدي الرغبة الجامحة والإمكانيات التي ساعدتني على العودة إلى قاعات الدراسة ولو بشكل متأخر، لكن هناك العديد من الأبطال الذين لا تتوفر لهم هذه الإمكانات، لهذا يجب ومنذ البداية التغلب على مثل هذه المشاكل، وجعل المدرسة منبعا لاكتشاف الأبطال والعمل على تكوينهم رياضيا وأكاديميا. - تدوولت مؤخرا إمكانية مشاركة سعيد عويطة في ملتقى الرباط المقبل؟ كيف تنظر للأمر؟ < لا أعرف ماذا تعني بالمشاركة، إذا كنت تقصد بالحضور، سأنظر في الأمر. وسأعمل على تلبية الدعوة، ولكن كلمة المشاركة غير واضحة. - لقد أشارت الصحافة المغربية، أنه ومن أجل إعطاء صبغة خاصة للملتقى قد يقوم العداؤون الثلاثة سعيد عويطة ونوال المتوكل وهشام الكروج بإجراء دورة حول الملعب... < أتمنى أن يكون حضورنا بمثابة دعامة نوعية لقيمة الملتقى، وأدعو الله شخصيا أن تسمح الظروف لنكون حاضرين في 14 يونيو، أما المشاركة فهذا يدخل في عمل الجامعة ولا أريد أن أعلق عليه ويمكن أن تتم مناقشته فيما بعد مع المسؤولين. أتمنى أن يكون هذا الملتقى في المستوى الكبير لأنه سيكون اختبارا من بين الاختبارات التي تسبق الاستعداد للألعاب الأولمبية. أحيزون كان جريئا في تشخيص وضعية القوى المغربية - لقد قال أحيزون إنه عندما أصبح رئيسا لجامعة ألعاب القوى وجد حالة من الفوضى واللانظام، بعد فترة طويلة من إشراف اللجنة المؤقتة، ما تعليقك على هذا الأمر؟ < أكيد أن أحيزون وبعد توليه لرئاسة جامعة ألعاب القوى قام ببحث دقيق لأوضاع أم الألعاب، وبما أنه توصل إلى هذه النتيجة وقالها فهو متيقن مما يقول. لكن يجب الآن ترك الماضي وراء ظهورنا وينبغي تظافر جهود كل الفاعلين لإخراج ألعاب القوى من عنق الزجاجة وإيصالها لبر الأمان لتعود متوهجة كما في السابق، لقد لاحظنا كيف أن ألعاب القوى في بطولة العالم بالفتيان في مراكش 2005 لم تتمكن من الحصول ولو على ميدالية واحدة. - لكن من بين النقاط التي أشار إليها أحيزون أن المغرب في الماضي، كان يحصل على بعض الأبطال بالصدفة ما تعليقك على ذلك؟ < على ما يبدو أن الكثيرين فهموا وسوف يفهمون بالخطأ تصريحات أحيزون عندما قال إن أبطال الماضي جاؤوا بالصدفة، بالتأكيد هو لم يقصد الصدفة كما يفهمها العامة وهي أن أبطال الماضي أتوا بطريقة عشوائية ومن دون تدريبات شاقة، إن السيد أحيزون يعي جيدا أنهم ليسوا كذلك، وكان يقصد أنهم في مرحلة البداية برزوا بالصدفة، فالابطال السابقون أتوا بطريقة علمية ومهنية جيدة وتدريبية، فلا يمكن أن يأتي أي أحد بالصدفة ويحطم أرقام قياسية ويحصل على ميداليات أولمبية. لقد تحدثت مع أحيزون، وعرفت أيضا أنه إنسان يحب ألعاب القوى بشكل كبير جدا، وقد تبين لي أنه يعرف أكثر بعض التفاصيل التي تخفى حتى على التقنيين المختصين. - في نفس الإطار، أشار أحيزون أن سعيد عويطة يرجع له الفضل في اهتمامه بألعاب القوى، من خلال ظهوره القوي في تظاهرات دولية أهمها لوس انجلس وقال إن الباب مفتوح أمام عويطة للعمل مع الجامعة ومساعدتها، ما قولك بهذا الخصوص؟ < الفضل لم يكن لسعيد عويطة فقط وإنما أيضا لجميع الناس الذين وقفوا إلى جانبي حتى أصبحت بطلا، مثل الرئيس السابق عبد الرحمان المذكوري، فهو إنسان أعتبره أحد الرؤساء الاقوياء في تاريخ ألعاب القوى المغربية، لأنه عرف كيف يتعامل ويتعايش مع سعيد عويطة والأبطال الآخرين، وهذا هو ما نتمنى أن يقوم به أحيزون، حتى يكون هو كذلك رئيسا قويا جدا وناجحا، ويتمكن بمعية مساعديه من الإتيان بأبطال آخرين بنفس الطريقة التي أتى بها سعيد عويطة ونوال المتوكل وغيرهم.