هشام بن ثابت ... في الوقت الذي اعتقد فيه المدير التقني الوطني لألعاب القوى سعيد عويطة أنه خرج منتصرا من خرجته الإعلامية الأخيرة التي هدد فيها بكشف عدة حقائق عن المعوقات التي تواجهه من الجامعة وعلى رأسها عبد السلام أحيزون، وبعدما تم ثنيه عن عقد ندوة صحافية في الموضوع كانت مقرر هذا الأسبوع، أصيب عويطة بخيبة أمل وصدمة كبيرة وهو يتلقى خبر فسخ عقده في اجتماع طارئ عقده معه المكتب الجامعي بعد زوال أول أمس الأربعاء بمقر الجامعة بالرباط. وحسب مصادر من الجامعة المنلكية لألعاب القوى فإن عويطة كان متوجها رفقة بعض العدائين إلى مدينة إفران زوال أول أمس الأربعاء وتم الاتصال به هاتفيا للعودة إلى مقر الجامعة لحضور اجتماع طارئ مع أعضاء المكتب الجامعي في غياب الرئيس عبد السلام أحيزون وتم إخباره في هذا الاجتماع أن قرار فسخ عقده مع الجامعة قد تم اتخاذه وما عليه إلا التوافق حول الصيغة التي سيتم بها الانفصال ماديا ومعنويا . ودائما حسب نفس المصادر فإن عويطة خرج مذهولا من الاجتماع ولم يصدق ما جرى له خصوصا وأنه كان في موقف قوة عندما هدد بعقد ندوة صحافية، لكن يبدو أن «الحفرة التي حفرها بنفسه وقع فيها». وفي اتصال هاتفي ل «العلم» بالكاتب العام للجامعة محمد النوري نفى هذا الأخير أن تكون تمت إقالة عويطة من منصبه مؤكدا أن لاشيء رسمي لحد الآن وأنه إذا كان عويطة صرح بأنه تم فسخ عقده مع الجامعة فهو مسؤول عن تصريحاته، وطلب منا النوري معاودة الاتصال به بعد الزوال وهو مالم يتسن لنا بسبب ظروف طبع الجريدة. إلى ذلك لم ينف نائب رئيس الجامعة عبد النبي سليغان خبر فك الارتباط مع عويطة لكنه أكد في نفس الوقت أن الجامعة تبحث عن صيغة توافقية ترضي الطرفين. وأشار سليغان في اتصال هاتفي ل «العلم» أن قرار الجامعة فسخ عقدها مع عويطة جاء بناء على إخلال هذا الأخير بالتزاماته مع الجامعة من خلال تصريحاته التي عبر فيها عن رغبته في الرحيل من الإدارة التقنية الوطنية وعدم مرافقة الفريق الوطني إلى بطولة العالم في الأردن وقبل ذلك كشف المستور في الجامعة، وهو ما لم يستسغه المكتب الجامعي واعتبره استقالة من جانب عويطة .. ودائما -حسب سليغان- لم يرد الأعضاء الجامعيون البقاء مكتوفي الأيدي ويشاهدوا عويطة وهو يمس نزاهتهم ويهين كرامتهم عبر اتهامهم بأشياء لا وجود لها على أرض الواقع خصوصا وأنه تم وضع رهن إشارته كل متطلباته. وأضاف سليغان أن تأجيل الحسم في فسخ العقد مع عويطة جاء لرغبة عويطة في الحصول على صفقة يخرج منها رابحا ماديا، فهو يريد الرحيل لكنه في نفس الوقت يريد أن تتم إقالته من طرف الجامعة حتى يحصل على تعويض مالي ضخم يساوي راتب أربع سنوات وهو مدة عقده مع الجامعة.. وهو ما يتنافى مع الروح الوطنية التي طالما تغنى بها عويطة. من جهة أخرى أكدت مصادر جامعية أن مدير مركز تنمية ألعاب القوى الوطنية لحسن صمصم عقا يبقى المرشح الأكبر لتولي مهمة الإدارة التقنية خلفا لعويطة ويأتي في المرتبة الثانية المدرب الوطني عبد القادر قادة، وقد يشتغلا معا.. وبخصوص بطولة العالم للعدو الريفي فقد تقرر أن يبقى الوضع على ما هو عليه خصوصا من ناحية الأطر التي سترافق العدائين، مع تسجيل حضور صمصم عقا منسقا بين الجميع وهي المهمة التي كان سيقوم بها سعيد عويطة. وكانت أخطاء عويطة تراكمت كثيرا منذ توليه مسؤولية الإدارة التقنية الوطنية خلفا لسلفه مصطفى عوشار في شهر شتنبر من العام الماضي، بدءا من طرده العديد من المدربين والعدائين وجلبه مدربين ليست لديهم تجربة كافية في مجال التدريب. وكانت بداية مشاكل عويطة شهرا واحدا على تعيينه مديرا تقنيا حيث منع أجود العدائين الموجودين على الساحة الوطنية من ولوج قاعة تقوية العضلات وهو ما اعتبر إهانة لهم وللإنجازات التي حققوها، ومن تم تناسلت المشاكل فكان كل يوم يطفو فوق السطح مشكل أفدح من الآخر، كتعاطي العدائين للخمور والمخدرات، وكذلك وقوع بعض الأشياء المنفية للأخلاق الرياضية داخل المعهد الوطني بالرباط وأيضا مغادرة بعض العدائين احتجاجا على التمييز الذي يتعامل به عويطة معهم سواء من حيث الرواتب الشهرية أو التداريب، هذه الأخيرة اشتكى منها العديد من العدائين الذين اعتبروها تداريب شاقة ونتائجها غير مرضية بدليل إما تعرض بعضهم للإصابة أو توقف البعض الآخر عن إتمام السباقات التي جرت في مختلف المدن المغربية.