مر ثالث إضراب عام في عهد الملك محمد السادس أمس في أجواء هادئة، وسط استجابة ضعيفة للإضراب الذي دعت إليه الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ولم تسجل أية حوادث أو اضطرابات أو فوضى في يوم الإضراب العام كما حصل في سنوات 81 و84 و90. تعطلت بعض وسائل النقل الخاصة، وأقفل عدد من محلات المواد الغذائية أبوابه خوفا من الفوضى أكثر منه استجابة لنداء نوبير الأموي الذي هاجم حكومة الفاسي... وأعرب الكاتب العام للكونفدرالية، عن ابتهاجه بنتائج الإضراب العام الذي دعت إليه نقابته، وهنأ العمال والمواطنين على انخراطهم في إنجاح إضراب أربك، في رأيه، قطاعات حيوية في عاصمة المغرب الاقتصادية. اللافت أن الإضراب، الذي جندت له السلطات جيشا احتياطيا من قوات الأمن والقوات المساعدة وقوات التدخل السريع وضعت على أهبة الاستعداد للتدخل في حالة وقوع أي انفلات أمني، مرّ بشكل عادي ولم تسجل حالات شغب كما حدث في إضراب سابع يونيو من سنة 1981 الذي خلف قتلى في مواجهة بين قوات الأمن والمضربين الغاضبين. وقال مصدر أمني ل«المساء» إن السلطات في الدارالبيضاء استقدمت رجال أمن من مدن أخرى ووضعت الثكنات العسكرية في حالة تأهب تحسبا لوقوع مواجهات، وقال: «الحمد لله أن الأمور مرت بخير، وقد كنا نتخوف من إمكانية حدوث انفلات أمني». واتهم الأموي الحكومة بالكذب بشأن نتائج جلسات الحوار الاجتماعي الرابع لهذا العام، وقال إن الحكومة اقترحت 16 مليار درهم كمبلغ إجمالي للزيادة في الأجور، وهو المقترح الذي رضخت له نقابته، لكن عندما طالبت الكونفدرالية الحكومة بتوزيع الستة عشر مليارا على الجميع وبالتساوي رفضت الحكومة، وكان أن قررت النقابة اللجوء إلى الإضراب. وتحدث الأموي عن وجود حكومتين في المغرب على حد قوله، الأولى يقودها، في رأيه، وزير أول عاجز عن فعل أي شيء، والثانية عبارة عن حكومة ظل هي التي تباشر أمور الدولة، مشددا على كون السلطة التزمت الحياد، ولم تتدخل في الإضراب كما حدث في السابق لتكسير الإضراب الوطني الإنذاري ليوم أمس. التافصيل في صفحة تقارير.