بدت العديد من الأحياء الشعبية بالقنيطرة، يوم أمس، أكثر انخراطا في الإضراب، سواء بقصد أو بغير قصد، وظهرت في حالة شلل شبه تام، بعدما أغلقت أغلب الدكاكين التجارية ومحلات الخدمات المتنوعة أبوابها في وجه زبنائها. وكشفت بعض المصادر أن أغلب الأحياء التجارية المهمة بمعظم المناطق الشعبية بالمدينة، نظير ساحات «المسيرة» و«الشهداء» و«بئر انزران»، عرفت تراجعا ملحوظا، وملفتا للنظر، في حركيتها وحجم الرواج، على غير عادتها، حيث لوحظ تراجع الحركة في دروبها، في الوقت الذي خلت فيه مناطق أخرى، تضيف نفس المصادر، من أية مظاهر احتجاجية تشير إلى تنفيذ الإضراب. وشوهد تلاميذ العديد من المؤسسات التعليمية وهم يعودون أدراجهم إلى منازلهم، بعد انخراط العاملين بها في الإضراب، بينما عرفت نظيراتها سيرا طبيعيا للدراسة بها، ولم تسجل بها سوى نسب تغيب ضئيلة. هذا، وعرفت معظم الشوارع الرئيسية بالمدينة، التي ظلت المقاهي المتناثرة بجوانبها مفتوحة في وجه مرتاديها، حركة سير طبيعية، ساهم فيها اشتغال حافلات النقل الحضري، وكل وسائل النقل الأخرى، بما فيها أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة، فيما كانت دوريات الأمن التي استقر بعض منها في العديد من المواقع الحساسة تجوب أرجاء المدينة، تحسبا لأي انزلاقات غير محمودة العواقب، على حد تعبير مصدر أمني. واعتبر مصطفى الهيقي، كاتب الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أن الإضراب الذي دعت إليه نقابته، نجح بنسبة 90 في المائة بمدينة القنيطرة، بالرغم من «مخططات بعض الجهات النقابية الأخرى التي سعت إلى إفشاله ونسفه، على حد تعبيره». وأبرز الهيقي، في تصريح ل«المساء»، أن التعبئة الناجحة التي قادها مناضلو نقابته في القطاعات المنظمة وغير المنظمة، وفي الشارع العام، طيلة العشرة أيام الماضية، كانت سببا رئيسيا في تجاوب المواطنين، على اختلاف مشاربهم، مع الدعوة إلى هذا الإضراب، مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات التابعة للقطاع الخاص كانت نسبة نجاح الإضراب بها مائة في المائة، في حين أن قطاعات كالتعليم والاتصالات والجماعات المحلية تراوحت نسبها ما بين 70 و80 في المائة. واعترف المصدر نفسه بأن العديد من القطاعات لم تشارك بالشكل المتوقع في إضراب الأربعاء، مشيرا إلى أن ذلك راجع لضعف تمثيلية نقابته بها، وللحملة «الحقيرة والدنيئة» لمن أسماهم ب«عديمي الأخلاق» و«الوصوليين»، مضيفا أن حالة الهلع الأمني التي عرفتها المدينة دليل على نجاح مناضلي الكونفدرالية في تعبئتها.