قالت مصادر من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إن نسبة نجاح الإضراب العام الذي دعت إليه هذه المركزية النقابية يوم أمس الأربعاء تراوحت ما بين 90 و95 في المائة. وشهدت الحياة العامة بالمدينة نوعا من الفتور، إذ أغلقت جل المقاهي والمحلات التجارية وعرفت الإدارات بالمدينة حالة من الشلل شبه التام. وخيمت انتفاضة 14 دجنبر 1990 على هذا الإضراب. وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية استنفرت جل إمكانياتها للتواجد بالأحياء الهامشية وبالمدينة العتيقة، وهي ذاتها الأحياء التي اندلعت فيها الشرارات الأولى لهذه الأحداث بسبب إضراب عام مماثل تزامن مع غلاء المعيشة وتدهور الأوضاع الاجتماعية. وأوردت المصادر أن السلطات المحلية حاولت الضغط على بعض أصحاب المقاهي لفتح هذه المحلات، لكن تدخل النقابيين حال دون ذلك وسجلت المصادر وقوع ضغوطات مشابهة في إقليمصفرو. ولم تسجل انفلاتات أمنية صباح يوم أمس، باستثناء خروج 6 أطفال من حي عوينات الحجاج الهامشي لرشق بعض السيارات بالحجارة، لكن سرعان ما تدخل رجال الأمن لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي. وفي السياق ذاته، نظمت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل تجمعا خطابيا لم يجمع سوى ما يقرب من 400 شخص. وتطرق عبد الرحيم الرماح، الكاتب المحلي لنقابة الأموي، في كلمته إلى الوضع الاجتماعي في المغرب، مسجلا أن النقابة ستعود إلى خوض إضراب آخر إذا لم تستجب الحكومة لمطالبها. وشهد أول أمس حربا خفية بين نقابات الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، المقربة من حزب الوزير الأول، ونقابة الأموي التي دعت إلى الإضراب. وسجل توزيع بيان من قبل نقابة الأندلسي يصف الكونفدراليين بنعوتات وصفت بالمسيئة للتنافس النقابي الشريف، وقالت المصادر إن هذه النقابة على المستوى المحلي حاولت «تسريب» معلومات تفيد بتأجيل الإضراب. ومن جهة أخرى، لم يحضر أتباع جماعة العدل والإحسان هذا التجمع الخطابي بشكل كبير، كما روج له من قبل. وكانت السلطات الأمنية تتخوف مما وصفته المصادر ب«إنزال» لأنصار هذه الجماعة في ظل وضع اجتماعي يوصف بالهش.