بدت شوارع وطرقات طنجة صباح الإضراب العام أقل ازدحاما، بينما كانت أغلب الإدارات والمدارس والمصالح العمومية تباشر عملها بشكل عادي. وبدت مشاركة ملحوظة لسيارات الأجرة في طنجة في يوم الإضراب العام الذي دعت إليه الكنفدرالية الديمقراطية للشغل يوم أمس، فيما ازدهرت وسائل النقل السري التي مارست عملها بحرية غير معهودة. وقال إدريس الوافي، الكاتب العام الجهوي للكنفدرالة الديمقراطية للشغل بطنجة، إن نسبة نجاح الإضراب في قطاع التعليم وصلت 80 في المائة، وأضاف أن أغلبية القطاعات كانت مشلولة. واتهم الوافي، في تصريح ل«المساء»، ما أسماه «المخزن والنقابات الأربع» بفرض حصار حول مناضلي الكنفدرالية وترهيب الناس، أو استخدام الزبونية والإغراءات. مظاهر الإضراب العام بدت جلية من الناحية الأمنية، حيث شوهدت الكثير من سيارات الأمن تجوب مناطق مختلفة من المدينة، خصوصا في الأحياء الشعبية المحيطة بطنجة، وهي التي عادة ما تعرف اضطرابات خلال الإضرابات العامة. وكانت مناطق بني مكادة عرفت خلال إضراب ديسمبر 1990اضطرابات أمنية كبيرة أدت إلى سقوط عدد من الضحايا، ومئات المعتقلين. وأمام ولاية أمن طنجة، توقفت شاحنة عسكرية وسيارات كبيرة وعلى متنها عشرات من أفراد القوات المساعدة . كما جاب أفراد أمن شوارع المدينة على متن دراجات نارية في محاولة لرصد أي إرهاص لتوتر أمني محتمل. وبدأت الدوريات الأمنية في طنجة العمل في وقت مبكر من صباح أمس، حيث شوهد مسؤولون أمنيون يجوبون شوارع المدينة حوالي السادسة صباحا. ووقف عشرات المواطنين أمام مصلحة إنجاز بطاقة التعريف الوطنية في ولاية الأمن، وهو شيء لم يكن معتادا خلال الأيام السابقة. وقال موظف إن أغلب الواقفين توقعوا أن يكون الإقبال على هذه المصلحة خفيفا خلال يوم «الإضراب العام»، وهو ما أدى إلى العكس تماما. وفي المحكمة الابتدائية كانت الأشغال تسير بشكل عادي، لكن عشرات المواطنين الذين تعودوا على الوقوف خارج المحكمة صباح كل يوم بدت أعدادهم أقل بكثير. وتوجه صباح أمس التلاميذ إلى المدارس بشكل شبه عادي، غير أنه لوحظ أن أعدادهم قلت بشكل ملحوظ، وفي بعض الأحيان كان يوجد عشرات التلاميذ أمام أبواب المدارس من دون الدخول إلى الأقسام. وفي بعض مدارس وثانويات المدينة بدا أن أعداد التلاميذ انخفضت إلى أكثر من النصف، بينما قال تلاميذ إن الذين يدخلون الأقسام يكتفون بالجلوس أو الدردشة أو النقاش مع معلمين وأساتذة في مواضيع عامة. وقال عدد من سكان المدينة وأصحاب متاجر إن مقدمين وشيوخا وقيادا جابوا خلال الصباح الباكر مناطق نفوذهم الإداري من أجل رصد أية حركة إضراب.