قال عباس الفاسي، أمين عام حزب الاستقلال إنه عقد لقاءات في الفترة الأخيرة مع قيادات أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار، واستقبل أيضا وفدا عن قيادة الحركة لكل الديمقراطيين التي رغبت في تقديم أهداف الحركة لحزب الاستقلال، على حد قوله. ولم يقدم الفاسي، الذي كان يتحدث إلى أعضاء المجلس الوطني للحزب، نهاية الأسبوع، تفاصيل اللقاء ودواعيه، واكتفى بالقول: «إن هذه اللقاءات جاءت لتأكيد أهمية تقوية العلاقات بين تنظيماتنا الحزبية والانتصار للانسجام والتضامن في العمل الحكومي، بهدف الإصلاح ومواصلة بناء المغرب الحديث». وأكد الفاسي أن الظرفية الجديدة ومتطلبات قيادتها تفرض على الحزب ألا يركن إلى الارتياح الذاتي، ويلزمه بمضاعفة الجهود والتعبئة في ساحة العمل السياسي، لكسب انخراط المواطنين في أوراش الإصلاح، في ظل الحماس والثقة في قدرات البلاد، للتغلب على التحديات الداخلية والخارجية. وحدد الفاسي أولويات الإصلاح التي ستطبق قريبا من قبل وزارة التربية، وتهم إعادة تأهيل المؤسسات التعليمية، خاصة في الوسط القروي، ومحاربة الهدر المدرسي الذي يستنزف بمعية التكرار 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني، ومحاربة تغييبات الأساتذة التي قاربت مليونا و800 ألف يوم عمل سنة 2006، ما يعادل من الناحية المالية ثمن بناء 80 إعدادية، ثم محاربة الاكتظاظ. وتطرق الفاسي إلى المخطط الأخضر المرتبط بالفلاحة، مشيرا إلى أن هذا المخطط الجديد يرتكز على 6 أفكار، تعتبر فيها الفلاحة أحد محركات تنمية الاقتصاد الوطني على مدى 15 سنة المقبلة، وهذا يتطلب القطع مع التصور التقليدي الذي يقابل بين الفلاحة العصرية والفلاحة الاجتماعية، وذلك باعتماد نماذج التجميع التي أبانت عن نجاحها على الصعيد الدولي والوطني وتشجيع الاستثمار الخاص، المصاحب بدعم عمومي عند الضرورة، واعتماد مقاربة تعاقدية لإنجاز ما بين ألف و1500 مشروع، وإشراك سلاسل الإنتاج في إنجاز هذا التحول الهام في مسار الفلاحة، مما سيكلف قرابة 15 مليار درهم. وفي الجانب الطاقي، قال الفاسي إن للحكومة تدابير عاجلة لتقليص الاستهلاك في الكهرباء، وذلك من خلال تعميم استعمال مصابيح اقتصادية، وسخانات مائية تشتغل بالطاقة الشمسية، لاسيما في البنايات العمومية وترشيد استعمال الإنارة العمومية وتكثيف الافتحاصات الطاقية على مستوى قطاعات الصناعة والفلاحة والجماعات المحلية، ووضع تسعيرة تحفز على تقليص الاستهلاك. لكن الفاسي لم يوضح لماذا لا تزال هناك جيوب مقاومة استعمال المصابيح الاقتصادية، التي أطلق برنامجها الوزير الأول السابق، إدريس جطو، والتي سبق وأن أعلن أن الحكومة اشترت 500 ألف مصباح أبيض في الدفعة الأولى، على أساس تعميم تلك المصابيح على كافة التراب الوطني، إذ ثبت أنها لا تستهلك سوى 50 في المائة مما تستهلكه المصابيح الصفراء، وكلفتها أقل من كلفة المصابيح الصفراء، التي تملأ شوارع المغرب، وتساعد قطاع الطرق، كونها لا تضيء سوى قطر واحد، في حين أن المصابيح الجديدة تضيء بنسبة أكبر. وفي المجال الصحي، أثار الفاسي المخطط الاستراتيجي ما بين 2008 و2012، بالعمل على تقليص نسبة وفيات الأمهات إلى 50 وفاة في كل 100 ألف ولادة حية، وتقليص نسبة وفيات الأطفال إلى 15 وفاة عن كل ألف، وضمان العدالة في العرض الصحي ما بين الجهات وما بين الوسط القروي والمديني وتيسير ولوج العلاجات بالنسبة إلى الفئات الأكثر هشاشة، مبرزا أهمية الإصلاح المرتقب من حيث إنشاء مؤسسات عمومية ذات استقلالية في تدبير البنيات الاستشفائية، وتخفيض أثمنة العلاجات الصحية والأدوية، وتقوية الحرص والسلامة الصحية، وتخفيض الجزء المتحمل من قبل الأسر في ما يخص تمويل الصحة إلى أقل من 25 في المائة في أفق 2015، والتكفل بصفة كاملة بالأمراض الطويلة الأمد.