اعتبر قيادي كبير داخل الحركة الشعبية أن التنسيق مع كل من حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، هو تنسيق دائم ومستمر منذ مدة، ويتجاوز الظرفية الانتخابية الحالية إلى ما بعد الانتخابات المقبلة، خاصة مع حزب الاستقلال، مشيرا إلى أن تصريحات عباس الفاسي الأمين العام للحزب والوزير الأول، سواء العلنية منها أو التي تتم بين قياديي الحزبين، ما فتئت تؤكد أن المكان الطبيعي لحزب الحركة الشعبية هو العمل إلى جانب حزب الاستقلال، في إشارة إلى رغبة الاستقلاليين في بقاء الحركة داخل الأغلبية الحكومية الحالية. وأضاف مصدر «المساء»، الذي فضل عدم الإشارة إليه بالاسم لاعتبارات شخصية، كما قال، أن «التنسيق مع الأحزاب الثلاثة المذكورة يعرف مدى جد بعيد، وأحيانا يخال المرء أن حزب السنبلة ليس في المعارضة، وذلك لوجود تقاسم وتناغم كبيرين بين حزبنا وبين هذه الأحزاب التي نتلاقى معها في عدد من التوجهات والمبادئ المشتركة»، مؤكدا أن عباس الفاسي يشعر بنوع من الارتياح السياسي إلى حزب أحرضان، وأنه كان من الممكن أن يكون حزب الحركة داخل الأغلبية الحالية، لولا بعض التسرع الذي شاب التعامل مع الحركة الشعبية، إبان التشكيل الحكومي. وأشار المتحدث إلى أن «مؤشرات» عدة تجعل الحركيين يشعرون أنهم لم يخرجوا من الحكومة إلا للعودة إليها، في تلميح إلى إمكانية الانضمام إلى الأغلبية الحالية، التي قال إنها «مسألة وقت فقط». وكان الأمين العام لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر نفى، في وقت سابق ل»المساء»، وجود أي خلاف داخل الحزب بخصوص إمكانية التحالف مع حزب الجرار، مشيرا، في سياق رده على سؤال «المساء»، عما إذا كان الحزب يسير في اتجاه التحالف مع حزب فؤاد عالي الهمة، أن اللعبة السياسية تجعل الحزب لا يستبعد، قبل أو بعد الاستحقاقات، إمكانية إقامة تنسيق وتحالفات، سواء مع حزب الأصالة والمعاصرة أو مع أحزاب أخرى، تلتقي مع حزبه في التوجهات الكبرى. وأضاف المصدر، بأن التحالف مع الأحزاب الثلاثة، لا يلغي التنسيق والتحالف أيضا مع أحزاب أخرى، خاصة في ما يتعلق بالانتخابات في بعض الجماعات البلدية، لما يقتضيه نظام الاقتراع وكذا الظروف المحلية، التي تتطلب التحلي بالمرونة السياسية وبإقامة مناورات، إن صح القول، للحصول على موطئ قدم على مستوى المجالس المحلية. إلى ذلك نفى القيادي الاستقلالي محمد الخليفة وجود أي تنسيق أو توجه إلى إقامة تحالف، لا حاليا ولا في الأفق القريب، وسواء مع حزب الحركة الشعبية أو غيرها من الأحزاب حتى إذا تعلق الأمر بأحزاب الكتلة الوطنية، مشيرا إلى أن نمط الاقتراع في الانتخابات البلدية المقبلة، لا يسمح بإقامة أي تنسيق أو تحالفات، وهو ما تفرضه طبيعة الانتخابات. وأضاف الخليفة أن العلاقات الشخصية والإنسانية لقياديي حزب الاستقلال مع الأحزاب الوطنية الأخرى، تبقى قائمة وتفرضها طبيعة مجتمعنا، غير أن الحديث عن وجود تنسيق مع هذا الحزب أو ذاك لا أساس له من الصحة. تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين كل من حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واللذين يشكلان أبرز مكونات الكتلة الوطنية إلى جانب حزب التقدم والاشتراكية، عرفت (العلاقة) مدا وجزرا، في الآونة الأخيرة بخصوص عدد من القضايا المطروحة على الساحة، وخاصة في ما يتعلق بالإصلاحات الدستورية، التي ينادي بها حزب الاتحاد الاشتراكي، بينما يرى الاستقلاليون أن الوقت الحالي غير مناسب لها، وكذلك بخصوص الاقتطاع من الأجور بالنسبة للموظفين المضربين، الذي أقدمت عليه حكومة الفاسي ويرفضه الذراع النقابي للاتحاد الاشتراكي وقياديون اتحاديون، وهو التوتر الذي جعل حزب التقدم والاشتراكية يدخل على الخط لرأب الصدع، بحسب قيادي من حزب الكتاب.