فوت الوداد البيضاوي فرصة الاستفادة من امتياز الملعب والجماهير، وانهزم في مباراة الذهاب برسم نهائي دوري أبطال العرب الجمعة الماضي أمام وفاق سطيف الجزائري بهدف لصفر وقعه اللاعب الطويل في الدقيقة 80 من زمن المباراة، مباشرة بعد إدماجه في تشكيلة الوفاق. وقدم الوداد عرضا طيبا في الجولة الأولى وكان لاعبوه قاب قوسين أو أدنى من التسجيل، بل إن اللاعب مصطفى بيضوضان وعبد الرزاق سقيم كادا في محاولتين أن يمنحا فريقهما تقدما رقميا لولا الحضور المتميز للحارس الحجاوي والمدافع المتألق عادل معيزة، وحين كانت المباراة تسير نحو نهايتها أطفأ فريد الطويل حماس الجماهير وسجل هدفا ضد مجرى الحلم، واضعا اللقب العربي فوق كف عفريت ومحولا الأمل إلى ما يشبه المستحيل رغم أن الكرة لا تخضع لتكهنات استباقية. وعلى الرغم من الهزيمة التي قلصت حظوظ الوداد في الظفر باللقب، إلا أن الفريق البيضاوي تمكن من الظفر بانتصار مالي على مستوى المداخيل، حيث حققت عائدات التذاكر مدخولا قياسيا للوداد هذا الموسم، وبلغ المدخول الصافي الذي استفادت منه خزينة النادي 100 مليون سنتيم و500 ألف درهم، رغم أن عدد المتفرجين الذين أدوا ثمن التذكرة لم يتجاوز 29360 فقط، بينما أكد المنظمون بأن العدد الحقيقي الذي تابع المباراة من المدرجات تجاوز 60 ألف متفرج، أي أن أزيد من نصف عدد المتفرجين دخل الملعب دون الحاجة لأداء تذكرة. وكان المكتب المسير للوداد قد بادر إلى التفاوض القبلي مع الاتحاد العربي في شأن عائدات المباراة، ومنح الجهاز العربي ما يقارب 45 مليون سنتيم كمبلغ جزافي يمكن الوداد من امتلاك الحق الحصري لجمع المداخيل دون أن يكون للاتحاد العربي نصيب. وحسب المسؤولين عن مالية المباراة فإن التسربات التي فاقت كل التوقعات، تعود لسوء التنظيم من طرف الشركة الخاصة التي جندت 110 أفراد لتنظيم لقاء نهائي يعرف اكتساحا جماهيريا، وقال المصدر ذاته بأن حجم استفادة الوداد كان مرشحا للارتفاع لولا التسربات التي عرفتها عملية الدخول إلى الملعب، حيث أن البعض لجأ لعملية إعادة بيع التذاكر بعد استخلاصها من المتفرجين، وقال أحد أفراد الشركة الخاصة إن المسؤولين عن اتلشركة يتقاضون 300 درهم عن كل فرد، بينما يتقاضى العاملون 100 درهم، مما يشجع على تنامي ظاهرة إعادة بيع التذاكر والدعوات، سيما أثناء لحظات الهجوم على الأبواب في ذروة الازدحام الذي يكون أحيانا مقصودا. وعلى الرغم من الربح المالي الذي حققه الوداد، إلا أن أعضاء المكتب المسير للفريق لم يتحمسوا للأمر، واعتبروا الفوز الكروي أكثر أهمية، وقال أحد المسيرين إن المداخيل ستغطي مصاريف المباراة التي تم التحضير لها بشكل استثنائي، من خلال معسكر مغلق في الجديدة وما ترتب عنه من نفقات اعتبرت غير ذات أهمية مقارنة مع الهدف الذي كان الجميع يسعى إلى تحقيقه.