قاعدة الانخراط داخل جماعات شباب «الستيل» تقول: «يجب أن تكون مختلفا»، ومن أجل هذا يتنافس المتنافسون بين صفوف شباب الألفية الثالثة المغربية في ابتكار كل أشكال الاختلاف حتى «المجنونة» منها، ويصير اختيار «اللوك» المناسب للحفلات والمناسبات الحميمية أمرا ضروريا، ومن بين ضروريات «الستيل» الشبابي لعام 2008 هناك تسريحة الشعر، التي اتخذت اليوم أشكالا وأنماطا مختلفة عما عرف في الماضي، فقد انتهى عصر «الزيرو» و«الفريزي» و«التصليعة»، وظهرت تسريحات «التراساج»، و«الديسان». واليوم في العديد من دول العالم تقام مسابقات دولية في اختيار «تسريحات السنة»، ومن الحلاقين المغاربة والحلاقات المغربيات من يشاركون في هذه الاستحقاقات، لكن يبقى أهم شيء في علاقة بالمغرب هو أن أصحاب صالونات الحلاقة المغاربة يستطيعون التعايش مع كل «فترة حلاقة انتقالية»، بحيث إنهم يستطيعون تقليد أي نوع من الحلاقة كيفما كان شكله، لذلك فإن العديد من الناس أصبحوا يلقبون حلاقي مدينة الدارالبيضاء ب«الشينوا»، وذلك لقدرتهم الكبيرة على تقليد أي نوع من الحلاقة، وكيفما كان نوعها. إلى وقت قريب كانت تسريحة «الرازي» العسكرية تعتبر الأغلى ثمنا في السوق، وكانت تصل في أقصى حد إلى ثمن 30 درهما، وقبلها كان أصحاب الصالونات المغربية ينجزون تسريحات «كوب كارسون»، و«الفريزي» و«التصليعة» بأثمنة لا تتجاوز 20 درهما، أما اليوم «فإن تسريحة تيكتونيك قد يصل ثمنها إلى 150 درهما ومع الصباغة والجيل وغسل الشعر قد تصل إلى 200 درهم»، هذا ما صرح به أحد الحلاقين المرموقين بالدارالبيضاء. ومع ذلك فإن الحلاقين المغاربة يواجهون بعض المشاكل في الاستجابة إلى الحاجيات الجديدة للشباب، بحيث إن إنجاز تسريحات «التيكتونيك»، من قبيل «التراساج» أو «الديسان» يتطلب استعمال أدوات وآليات جديدة غير المقص و«التوندوز»، و«شفرة الحلاقة»، المتعارف عليها عند كل الحلاقين، بحيث ظهرت تقنيات جديدة لقص الشعر والتي تستعمل من أجل إنجاز رسوم وأشكال وخطوط على الرأس والتي تشبه عملية الوشم (التاتواج)، الأمر الذي فرض على العديد من الحلاقين المغاربة وبعض مدراس تعليم الحلاقة، خصوصا بالدارالبيضاء والرباط، اقتناء هذه الآليات من فرنسا أو إسبانيا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية. وصار بالإمكان اليوم مشاهدة عشرات الشباب المغاربة يجوبون وسط العاصمتين الإدارية والاقتصادية، وبعض المدن الكبرى بالمملكة وهم يرسمون على رؤوسهم العديد من الأشكال والوجوه، وفي بعض الأحيان يكتبون أسماءهم أو أسماء صديقاتهم، وشكلا لنبتة الماريخوانا، أو رموزا علامية خصوصا رمز «السلام والحب» الذي اشتهر عند البوهيميين أيام السبعينات، وحتى شعارات الفرق الرياضية خصوصا الوداد أو الرجاء. فمن جانبهم غالبا ما يضع أتباع رقصة «التيكتونيك» على رؤوسهم رسوما على شاكلة نجوم، هذه الأخيرة التي تحولت إلى شعار عالمي لأتباع هذه الرقصة، خصوصا في فرنسا، والذي يقول العديد من المتخصصين في التيكتونيك «إنه مأخوذ من شكل النجمة التي كان يضعها الثائر الكوبي غيفارا على رأس قبعته العسكرية»، بالإضافة إلى رسم آخر لشكل «النسر التيكتوني»، والذي يعتبر «اللوغو» الرسمي لأشهر موقع فرنسي لراقصي «التيكتونيك». ليس هذا كل شيء فقد ظهرت على رؤوس المغاربة أشكال جديدة، صارت بعض محالات الحلاقة المغربية تعرضها للزبائن المغاربة والتي يتم «نقلها» من مواقع الحلاقة العالمية على الإنترنت، و من بين هذه الرسوم هنا الرمز العالمي ل«الأرنب زير النساء»، أو كما يعرف عند شباب العالم «البوي بلاير» والذي يعتبر رمزا للعديد من الشواذ في العالم، أيضا هناك رسم «التنين الصيني»، الذي يرمز إلى القوة وإلى كل الأساطير الآسيوية، وانتشرت أيضا رموز الفرق الموسيقية العالمية خصوصا مجموعات «الميتال» مثل «ميتاليكا» و«دي آند سي».