بين ثنايا جغرافية الجنوب الشرقي المهمشة، وبإيقاعات حديثة ممزوجة بأخرى تقليدية وكلمات أمازيغية أصيلة تجعل فن «الراب» ملائما لطبيعة المنطقة وثقافتها. تبرز فرقة «ستيل مكونة»، الفرقة الشابة المكونة من شابين «محمد» 19 سنة، و»منتصب» 20 سنة، واللذين اتخذا الراب أسلوبا للتعبير والغناء. - أيمكنكما أن تقربانا أكثر من «ستيل مكونة»؟ < ستيل مكونة هي فرقة اتخذت أسلوب «الراب تامازيرت» كأسلوب جديد في المنطقة، مكونة من عنصرين، محمد «Klam-Echo» 19 سنة، ومنتصب «Awal-man» 20 سنة بالإضافة إلى «DJ»، بدأت المجموعة مسيرتها الفنية سنة 2006 بعد أن كانت ومنذ 2004 تعمل بشكل غير منتظم وغير احترافي وبدون اسم محدد، مكتفية بكتابة الكلمات دون تلحينها أو محاولة للتسجيل، وتعتبر المجموعة الآن من أبرز مجموعات الراب في المدينة. - بماذا تتميز « ستيل مكونة» عن باقي الفرق بالمنطقة؟ < من أهم ما يميز الفرقة، هو تبنيها لأسلوب جديد متمثل في إدماج الإيقاع التقليدي واللغة الأمازيغية، لتصنع بذلك أسلوبا جديدا في فن الراب وهو ما أسمته المجموعة ب«راب تامازيرت»، لتِؤكد بذلك أصالتها وتشبثها بثقافة وتراث المنطقة. - و لماذا اخترتم اسم «ستيل مكونة» ؟ < بكل بساطة الأسلوب الذي نهجته الفرقة، من ناحية الكلمات الأمازيغية والإيقاعات التقليدية، والحديث عن أسلوب خاص بالمنطقة، كلها أسباب ساهمت في جعل الفرقة تقترح على نفسها هذا الاسم «ستيل مكونة» أي أسلوب مكونة أو نمط مكونة، ليدل على الابتكار الذي قامت به الفرقة في فن الراب، رغم كون هذا الأخير ذا أصل أمريكي. - نلاحظ أن المنطقة تتوفر على مجموعة من الأشكال الموسيقية المختلفة، فلماذا اختارت «ستيل مكونة» الراب تحديدا دون غيره ؟ < اختارت «ستيل مكونة» الراب دون غيره لكونه أفضل وأسهل طريقة يمكننا من خلالها توعية الشباب، وإيصال مجموعة من الأفكار، خصوصا بعد الغزو الموسيقي العصري والحديث الذي يعيشه الشباب المغربي، مما يجعل فن الراب يعرف إقبالا كبيرا في المغرب عامة وفي قلعة مكونة خاصة. - هل سبق ل«ستيل مكونة» أن شاركت في بعض الأمسيات أو المهرجانات المحلية أو الوطنية؟ < بالطبع، فقد شاركنا في أمسية نظمتها جمعية أنازور للإبداع بدار الثقافة، كما شاركنا في الأيام الثقافية التي نظمتها ثانوية الإمام مسلم بأيت إيحيا، بالإضافة إلى حفل افتتاح فندق تازاخت، كما شاركنا في الدورة 47 لمهرجان الورود بالمدينة. - هل للفرقة طموحات للمشاركة في مهرجانات وطنية ؟ < بالطبع، كأي فنان أو فرقة فنية، نحن نطمح للمشاركة في بعض المهرجانات الوطنية التي تراها الفرقة فرصة للتعريف بنفسها وبثقافة المنطقة، وكذا التعرف على الفرق الأخرى والتي يتضاعف عددها يوما بعد يوم، ومن بين المهرجانات التي نطمح للمشاركة فيها، «البولفار» ومهرجان «موازين»، باعتبارهما المشروعين الكبيرين بالمغرب من حيث تشجيع الموسيقى الشبابية، خاصة منها موسيقى الراب. - ألا تفكر الفرقة في إصدار ألبوم ؟ < تنكب الفرقة حاليا على إعداد ألبومها الأول والذي سنحاول إصداره في أقرب وقت ممكن، وهو بعنوان «ستيل مكونة في قلعة مكونة» ويتضمن 12 قطعة من بينها، «ثقافة الراب»، «الصحراء» و«تمازيرت» و«الطريق لقلعة مكونة» وهي القطعة التي تفكر الفرقة في تصوير فيديو كليب لها، وقطعة « Jet Mazirt»، التي سيؤديها الفنان عمر أيت سعيد في ألبومه الذي سيصدر صيف هذا العام. وقد حاولنا في ألبومنا هذا التطرق إلى مجموعة من المواضيع التي تراها الفرقة مهمة، كالمشاكل العائلية التي تتفاقم في المجتمع، وأحوال الأمة الإسلامية، مرورا بالقضايا الوطنية كقضية الصحراء المغربية مثلا. - هل تتلقون مساعدة من جهات معينة؟ < كل ما نقوم به هو عمل فردي، ولا نتلقى مساعدات من أحد، وهو نفس الشأن بالنسبة إلى باقي الفرق والفنانين بالمنطقة، الذين يحرمون حتى من المشاركة في المهرجانات المحلية، كمساعدة بسيطة في إبراز مواهبهم، وندعو من خلال الجريدة الجهات المعنية والسلطات المحلية وكذا الجمعيات الوطنية، إلى تقديم المساعدة لفناني المنطقة وإدماجهم في المناسبات والمهرجانات المحلية وكذا الوطنية، للمساهمة ولو بشكل بسيط في تطوير موسيقى المنطقة والتي تعتبرها الفرقة، موسيقى مهملة ومهمشة، كما تعتبر الفنان عنصرا أساسيا في المجتمع، لا ترقى حضارة بدونه، ولا يتقدم مجتمع في ظل غيابه.