احتفل عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية السابق بيوم عيد المولد النبوي في منزله ووسط عائلته، بعد أن غادر جدران المركب السجني عكاشة، الذي ظل معتقلا به منذ شتنبر من سنة 2006، وغادر إيزو السجن ساعات عقب صدور قرار قضائي يقضي بإدانته بعقوبة مدتها سنة ونصف سجنا نافذا وبستة أشهر موقوفة التنفيذ. وخلفت الأحكام الصادرة في حق المتابعين في ملف «الشريف بين الويدان» -الذي كان مجرد راع للغنم شق طريقه مهربا للسلع، ليتحول إلى مقاول لمواد البناء وتتهمه السلطات بالاتجار الدولي في المخدرات- ردودا موزعة بين السخط والرضا. جرف «بين الويدان» معه رؤوسا أمنية كبيرة في صفوف الأمن والدرك، وتوبع بعضهم في حالة اعتقال وآخرون في حالة سراح، وتميزت المحاكمة بجلسات ماراطونية شهدت سجالا بين النيابة العامة والدفاع، قبل أن تقرر هيئة الحكم لغرفة الجنايات الابتدائية في الدارالبيضاء مساء الأربعاء طي الملف وإصدار أحكام وصفها أحد المحامين ب«المتزنة». وكان اعتقال عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور والإقامات الملكية السابق، ووالي أمن طنجة سابقا، المشتبه في تورطه في قضية الاتجار الدولي في المخدرات إلى جانب «الشريف بين الويدان» ومسؤولين في الدرك والأمن والقوات المساعدة، قد أثار زوبعة سرعان وضعها منير الرماش، تاجر المخدرات المحكوم ب20 سنة سجنا نافذا في فنجان، وهو يعلن في شهادة أدلى بها أمام القاضي أنه لا يعرف المتهمين وبرأهم من المنسوب إليهم، قبل أن يطلب من القاضي استدعاء الجنرال حميدو لعنيكري إن هو أراد البحث عن العدالة فعلا. وطفت قضية «الشريف بين الويدان» على السطح منتصف شهر شتنبر من عام 2006، وقد توزعت الأحكام التي أصدرتها غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، قرابة الساعة التاسعة إلا ربع من ليلة أمس الخميس، بين البراءة والحكم بثماني سنوات سجنا نافذا. وبينما علت الابتسامة وجوه 14 متهما من أصل ال17 المتابعين في الملف، يفترض أن يكون خمسة معتقلين قد غادروا جدران سجن عكاشة ليلة الاحتفال بعيد المولد النبوي، ضمنهم عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية السابق، ورجال درك فيما يظل ثلاثة متهمين فقط وراء أسوار السجن، هم محمد الخراز وشقيقه عبد العزيز الخراز ومحمد عياد، تاجر السمك المتهم بالاتجار الدولي في المخدرات. وعندما كان القاضي يتلو منطوق الحكم، شوهد «الشريف بين الويدان» يغوص داخل جلبابه الصوفي بمجرد أن سمع قرار الحكم عليه بالسجن ثماني سنوات سجنا نافذا وأداء غرامة قيمتها 500 ألف درهم، مع مصادرة خمسة ملايين و200 ألف درهم لفائدة الدولة. وسرعان ما اقتاد رجال الشرطة «بين الويدان» إلى الطابق السفلي للمحكمة بمعية أخيه عزيز الخراز، الذي أدانته هيئة الحكم بخمس سنوات سجنا نافذا وغرامة قدرها 100 ألف درهم، مع مصادرة أموال بقيمة 282000 درهم، فيما اشرأبت أعناق باقي المتهمين باتجاه منصة ضمت قاضيا ومستشارين ووكيل ملك وكاتب ضبط.. وقال أحمد الجباري، محامي «الشريف بين الويدان»، إنه سيستأنف قرار الحكم الاثنين المقبل، مشيرا إلى أن العدالة لم تأخذ طلبات تقدم بها الدفاع بعين الاعتبار، تتعلق بتاريخ ومكان اعتقال محمد الخراز ودفوعات شكلية أعرب عن اعتقاده بأن محكمة الاستئناف ستستجيب لها. وتوبع في قضية «الشريف بين الويدان» 17 شخصا، بينهم ثمانية في حالة سراح بتهم «الاتجار في المخدرات وتهريبها على الصعيد الدولي والارتشاء واستغلال النفوذ والتستر على مجرم مبحوث عنه من طرف العدالة وتهجير أشخاص إلى الخارج بصفة غير مشروعة». وقضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء بخمس سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية تبلغ مائة ألف درهم ومصادرة 282 ألف درهم في حق عزيز الخراز شقيق «الشريف بين الويدان. وقضت الغرفة ذاتها بالحكم ب«ما قضي» في حق كل من الكولونيل في الدرك عقا أهبار ومصطفى الخويلي ومصطفى غريب، وأداء غرامة مالية قدرها ألفا درهم لكل واحد منهم، وبشهرين موقوفي التنفيذ في حق محمد مساعيد وأدائه لغرامة مالية قيمتها ألف درهم. وحكمت غرفة الجنايات ببراءة كل من محمد الطريبق ومصطفى البوخليفي ويوسف العلمي الحليمي وفريد الهاشمي وسمير ليلي وعبد القادر السفري ونور الدين بولغوال وعبد المولى التطواني ونور الدين الزمر.