يدير حميد شباط عمدة فاس، جريدة اختار لها من بين الأسماء «غربال القرويين»، الجريدة غير المنتظمة الصدور وصلت إلى عددها ال56، وتضمنت الصفحة الأولى للعدد الموجود من هذه الجريدة في الأكشاك عنوانا بالبنط العريض يقول: «...وأما بنعمة ربك فحدث»، وهو عنوان افتتاحية العمدة شباط لهذا العدد الذي يتضمن 12 صفحة من حجم «الطابلويد». وياحظ أن أغلب المقالات المنشورة في هذا العدد منقولة عن جرائد ومواقع إلكترونية وطنية ودولية. وجاء في افتتاحية هذا العدد والتي تحمل توقيع العمدة شباط أن بعض الأقلام دأبت على التعرض للحديث عن فاس «وكأنها المدينة الوحيدة في المملكة التي تعرف مشاكل»، وقال إن هذه الأقلام يبدو أنه مسها الجنون «بسبب التحولات الإيجابية والمنجزات الحضارية والمعمارية التي تشهدها العاصمة الأولى للمملكة». وأضاف أن عيون هذه الأقلام لا تبصر ما وصفه بالإنجاز الحضاري الكبير المتمثل في شارعي الحسن الثاني وعلال بن عبد الله، إلى جانب شارع مولاي يوسف وشارع السعديين. وذكر شباط أن منتقديه تغيظهم الأعمال الإيجابية والمنجزات الحضارية التي يقوم بها، واتهمهم بمحاربة الإصلاح «عبر قيامهم بدور الطابور الخامس المعروف في لغة الجيوش». وإلى جانب «غربال القرويين» «تزخر» جهة فاس بعدد من المنابر الإعلامية الجهوية. وطبقا لمصدر من مندوبية وزارة الاتصال، فإن عدد هذه الجرائد يتجاوز الثلاثين. لكن الملاحظ، طبقا للمصدر ذاته، هو أن هذه الجرائد غير منتظمة الصدور وتعاني من ضعف المهنية وسوء التوزيع وضعف المطبوعات ونقص حاد في المبيعات. وينتقد أحد المراسلين الصحفيين بفاس وضع الجرائد الجهوية بالمدينة، قائلا إن أغلبها يصدر بشكل مكثف في الأعياد الوطنية والاستحقاقات الانتخابية. وذكر أن جزءا كبيرا من هذه الصحف لا يهتم بالمواد الصحفية التي تتضمنها، والتي تكون في الغالب منقولة عن الجرائد الوطنية والمواقع الإلكترونية، بقدر ما تهتم بمداخيل الإعلانات و«الروبورتاجات الإشهارية»، ويذهب إلى أن بعض هذه الجرائد تصدر أكثر من عشرة أعداد في كل حملة انتخابية. كما أورد أن السبب في صدورها في الأعياد الوطنية هو نشرها للتهاني المؤدى عنها باسم مدراء المؤسسات والمصالح الخارجية للوزارات. وذكر أن بعض هذه الجرائد لا يطبع إلا 500 نسخة، لكن المبالغ التي تجنيها من «عبارات التهاني» سخية. أما في كل استحقاق انتخابي فإن بعض هذه الجرائد لها مدراء حزبيون، منتخبون في الغالب إما محليا أو وطنيا، «يصرون» على أن يكون «إعلامهم» حاضرا لمواكبة حملاتهم الانتخابية وخرجاتهم لانتقاد المنافسين «وفضحهم» إعلاميا.