رفض أغلب من التقتهم «المساء» التصريح بأسماء الشركات التي تسلم أرقام الخطوط (090)، التي تستعمل في المحادثات الجنسية الساخنة، كما نفت مصادر من شركات الاتصالات الوطنية المعروفة (ميديتيل، اتصالات المغرب، وانا)، أن تكون قد منحت خطوطا لاستعمالها في هذا النوع من المكالمات. وحاولت «المساء» أخذ تصريحات من مسؤولين بخلايا العمليات بشركات الاتصالات جميعا لكن كل شركة كانت تتهم الأخرى. السؤال: من يسلم الخطوط الهاتفية لهؤلاء الناس؟ لا جواب. كل مسؤولي الشركات ينكرون أنهم يمنحون الأرقام الوردية لأي شخص، كما يقولون إن «الأرقام التي يتم الإعلان عنها في الجرائد هي أرقام لشركات تواصل». هل فعلا هي شركات تواصل؟ «المساء» اتصلت في الأسبوع الماضي بأكثر من سبعة أرقام، كلها يتم الإعلان عنها في الجرائد الوطنية تحت اسم (فلكيات، مسابقات، أغاني، تواصل)، وبمجرد الاتصال بأحد هذه الأرقام تجيبك فتاة ويكون أول سؤال تطرحه: هل تريد أغان، أم تريد أن تشارك في التواصل أم تريد التعارف؟ وفي كل المكالمات كانت «المساء» تطالب بدردشة جنسية، والجواب كان دائما «نعم». جميع المتحدثات يتفقن بعد مرور 19 دقيقة على قطع المكالمة، وفسرت إحداهن هذه العملية قائلة: «من الضروري أن أقطع المكالمة بعد مرور 19 دقيقة لا يمكن لي أن أتحدث معك أكثر من ذلك». لماذا؟»، لم تشرح وحتى شركات الاتصالات المغربية لم توضح الأمر. وبالرجوع إلى ثمن مكالمة وردية، وعلى أساس أن كل إعلانات الفلكيات والتواصل، التي اتصلت بها «المساء»، مجبرة بحسب القانون المنظم على الإعلان عن ثمن دقيقة من المكالمات في الإعلان، فإن أغلب الإعلانات، من هذا النوع، التي تظهر في الجرائد الوطنية تكون مرفوقة بثمن دقيقة المكالمة مكتوب بحجم صغير أسفل صفحة الإعلان. ثمن الدقيقة كما لاحظت «المساء» يختلف من إعلان إلى آخر ويتراوح مابين 7 دراهم للدقيقة، وفي إعلانات أخرى يصل إلى 9 دراهم للدقيقة، هذا يعني أن ثمن 19 دقيقة من المكالمات في هذه الخطوط، التي تسمح بها شركة الاتصال المانحة للرقم الهاتفي قد يصل إلى 171 درهما، وإذا افترضنا أن هؤلاء يستقبلون 100 مكالمة يوميا من هذا النوع سيصل مدخول اليوم إلى 17 100 درهما، ولمدة شهر سيصل هذا الرقم إلى 513 ألف درهم على أقل تقدير. وإذا تم افتراض أن الشركة المانحة «للرقم الوردي»، التي ستكون إما ميديتيل أو اتصالات المغرب أو وانا، تأخذ نسبة 50 في المائة فهذا يعني أن مالك الخط يأخذ 25 مليون سنتيم شهريا أي ما يعادل راتب 4 وزراء مجتمعين.