توجد في الدارالبيضاء لوحدها 6 مراكز للرسائل الوردية، حسب معلومات توصلت إليها «المساء»، يشتغل بها أكثر من 400 شاب وشابة مغاربة، بالإضافة إلى شباب من إفريقيا جنوب الصحراء. في المقابل، يبقى عدد مراكز المكالمات الوردية في المغرب طي الكتمان، بحكم العلاقات التي تجمع هذا النوع من «المشاريع» بشركات الاتصالات المغربية، وأيضا بحكم العلاقة التي تجمعهم ببعض الجرائد الوطنية التي تستفيد من نشر إعلاناتهم في خانة خدمات «التواصل»، و«الفلكيات»، و«تحميل المقاطع الموسيقية». وقد قالت سعاد ( فتاة اشتغلت سابقا في هذا النوع من الخدمات): «كنت أتحدث مع أشخاص مغاربة أغلبهم رجال، وكنت ألبي لهم كل ما يطلبونه»، وتضيف: «المهم نجرجرهم.. وأجعلهم يتكلمون أطول وقت ممكن». أما محمد، وهو شاب مغربي آخر اشتغل لفترة وجيزة بأحد منازل «المكالمات الوردية» بالدارالبيضاء، فيقول: «مالكو الخطوط الوردية في المغرب أغلبهم عائلات تستثمر في هذا النوع من التجارة» وقد رفض أغلب من التقتهم «المساء» التصريح بأسماء الشركات التي تسلم أرقام الخطوط (090)، التي تستعمل في المحادثات الجنسية الساخنة، كما نفت مصادر من شركات الاتصالات الوطنية المعروفة (ميديتيل، اتصالات المغرب، وانا)، أن تكون قد منحت خطوطا لاستعمالها في هذا النوع من المكالمات. وحاولت «المساء» أخذ تصريحات من مسؤولين بخلايا العمليات بجميع شركات الاتصالات لكن كل شركة كانت تتهم الأخرى. السؤال: من يسلم الخطوط الهاتفية إلى هؤلاء الناس؟ لا جواب. وتوصلت «المساء» إلى أن ثمن الدقيقة يختلف من إعلان إلى آخر ويتراوح ما بين 7 و9 دراهم للدقيقة، هذا يعني أن ثمن 19 دقيقة من المكالمات في هذه الخطوط (وهي المدة الزمنية المفروض الوصول إليها مع كل زبون، التي تسمح بها شركة الاتصال المانحة للرقم الهاتفي) قد يصل إلى 171 درهما، وإذا افترضنا أن هؤلاء يستقبلون يوميا 100 مكالمة من هذا النوع سيكون المحصول هو: 17100 درهم يوميا، ولمدة شهر سيصل هذا الرقم إلى 513000 درهم على أقل تقدير. وإذا تم افتراض أن الشركة المانحة «للرقم الوردي»، تأخذ نسبة 50 في المائة، فهذا يعني أن مالك الخط يأخذ 256500 درهم، ومستعمل الخط يأخذ بدوره نفس الثمن. هذا على أقل تقدير. التفاصيل داخل الملف الآسبوعي.