حوصر العشرات من التلاميذ على بعد ثلاثين مترا من مقر ولاية جهة تادلة أزيلال ببني ملال بعد ظهر أول أمس الاثنين، وردد التلاميذ شعارات مختلفة تندد بما يتعرضون له جراء أزمة النقل المدرسي التي تفاقمت مؤخرا، حيث أصبح العديد منهم مضطرين لتدبر وسيلة نقل تقلهم كل يوم من وإلى مدارسهم بضواحي مدينة بني ملال رغم اشتراكهم الشهري في شركة النقل الحضري والقروي ببني ملال (سوتيرب)، وأوضح مجموعة من التلاميذ في تصريحات ل«المساء» أنهم ملزمون بتدبر وجبات غذاء ومصاريف إضافية يومية للعودة إلى منازلهم أو التوجه إلى مدارسهم، خاصة بعد رفض سائقي الحافلات السماح لهم بالركوب على متن الحافلات والاكتفاء بإركاب مسافرين آخرين بدلا من التلاميذ المشتركين اشتراكا شهريا، وأضاف التلاميذ أن الحرب استعرت بين سائقي الطاكسيات والحافلات، حيث تدخلت نقابات سيارات الأجرة الكبيرة لمنع الحافلات من نقل أكثر من أربعين راكبا، حسب ما ينص عليه دفتر التحملات الذي بموجبه كانت تستفيد شركة النقل الحضري والقروي ببني ملال من رخصة النقل. وأكد بعض التلاميذ الذين حوصروا تحت زخات المطر التي تساقطت أول أمس ببني ملال أن عشرة خطوط متجهة إلى عشر جماعات وعشرات الدواوير بنسبة تبلغ آلاف التلاميذ، أصبح مشتركوها من التلاميذ عرضة للبقاء ببني ملال مساء كل يوم أو محرومين من الانتقال لمدارسهم صباح كل يوم بفعل هذا الوضع المتردي، وساهمت كثرة الاحتجاجات العفوية للتلاميذ في تنظيم مسيرة عفوية شارك فيها العديد ممن لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم أول أمس الاثنين. وكانت الشركة الإسبانية للحافلات التي استفادت من الرخصة الثانية للنقل قبل ثلاثة أشهر ببني ملال لم تفتح بعد باب الاشتراك للتلاميذ رغم أنها في بداية الأمر أكدت أنها شركة تهدف إلى المقاربة الاجتماعية وخدمة الفئات من التلاميذ والموظفين محدودي الدخل بواسطة اشتراك رمزي شهري، وفي علاقة بالموضوع أكد سائق سابق في شركة النقل (سوتيرب) رفض ذكر اسمه أن «الشركة أصبحت تتكبد خسائر جسيمة بفعل إلزامها بدفتر التحملات مما يحتم عليها اتخاذ إجراء وقائي منه منع التلاميذ والمشتركين من الركوب مقابل إركابها مسافرين عاديين، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن ثمن الرحلة الواحدة يقارب 5 دراهم في حين لا تستفيد الشركة من رحلة التلميذ المشترك إلا بأقل من درهم للرحلة الواحدة». وعلمت «المساء» أن مصالح الولاية استقبلت في وقت لاحق ممثلين عن التلاميذ المحتجين ووعدتهم بإيجاد حلول عاجلة لمشكلتهم مع شركة النقل الحضري والقروي ببني ملال.