تتواصل بمختلف المدن المغربية، مسيرات التضامن والوقفات التنديدية بالعدوان الصهيوني الغاشم على سكان غزة، وما خلفه من أعداد في الأرواح والممتلكات البنى التحتية، في ظل صمت عربي، ومواقف وردود رسمية لم تتجاوز أسلوب الإدانة والشجب والاستنكار... مراكش خرج عشرات الآلاف من التلاميذ مساء أول أمس الثلاثاء مرة أخرى من مختلف أحياء مدينة مراكش في مسيرة موحدة استغرقت أكثر من 4 ساعات، وانطلقت المسيرة من ثانوية الحسن الثاني لتجوب أكثر من عشر كيلومترات عبر شوارع مدينة مراكش للتنديد باستمرار العدوان الصهيوني على الفلسطينيين في غزة. وأصر التلاميذ على قطع هذه الكيلومترات من جليز عبر مدخل باب دكالة ومرورا عبر مواقع ثانويات الكتبية وأبو العباس السبتي للوصول إلى شارع فلسطين تعبيرا عن رمزية هذا الاسم ليعودوا عبر شارع أسفي إلى جليز. ورفع التلاميذ بإمكانيات محدودة جدا كوفيات فلسطينية وأعلام مغربية ورايات بيضاء وأغصان الزيتون وأحذية تذكيرا لما تعرض له بوش أخيرا في بغداد، كما رددوا شعارات تدعو إلى نجدة الشعب الفلسطيني والتنبيه إلى الخطر المحدق بغزة. من جهة ثانية فوجيء التلاميذ وهم يهمّون بولوج أقسامهم في المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة مراكش عشية يوم الثلاثاء بقرار المدراء وهم يخبرونهم بتوقف الدراسة إلى يوم الجمعة المقبل، وأكد أحد المدراء في اتصال بالتجديد أن نائب وزارة التعليم بمراكش استعمل الهاتف وسيلة لتبليغ القرار المفاجئ الذي توصل به في آخر لحظة من الوزارة بعدما لم يتمكن من تحويل تعليمات الوزارة إلى مذكرة، وأكد نقابي أن قرار توقيف الدراسة قد أُملي على النائب ومدير أكاديمية مراكش من طرف الوزارة الوصية، مضيفا أن هذا القرار فرضته أحداث العدوان الصهيوني على غزة واستجابة الشعب المغربي بتلاميذه وطلابه الذين خرجوا إلى الشوارع لنصرة إخوانهم في غزة، وكان نفس القرار قد اتخذ في أحداث العراق والعدوان على جنوب لبنان. أولاد تايمة جابت مسيرة شارك فيها أزيد من ألفي تلميذ من الثانوية التأهيلية عبد الله الشفشاوني وثانوية الحسن الثاني وإعدادية الانبعاث بأولاد تايمة صبيحة يوم الثلاثاء 30 دجنبر أهم شوارع المدينة، منددة بالهجمة الصهيونية الشرسة على قطاع غزة. كما شهدت المدينة خروج العديد من السكان إلى أرصفة الطريق لمتابعة المسيرة التي وصفها أحدهم بالأولى من نوعها في تاريخ المدينة، ورغم تصرفات بعض التلاميذ الذين حاولوا جر المشاركين إلى دوامة الفوضى، فإن المسيرة مرت في جو مسؤول يعكس نضج التلاميذ وتأثرهم البالغ بما يجري من تقتيل للأطفال وتخريب للبيوت بأرض غزة.وعلمت التجديد أن عناصر - قيل أنها قادمة من إحدى المؤسسات التعليمية بالمدينة- اقتحمت مساء اليوم نفسه ساحة ثانوية عبد الله الشفشاوني بغية حمل التلاميذ على الخروج من داخل القاعات، وقامت بكسر زجاج بعض المرافق بالمؤسسة، إلا أن مصدرا من عين المكان قال بأن الإدارة تصرفت بحكمة حيال هذا الطارئ تفاديا لوقوع الفوضى وإزعاج التلاميذ بداخل أقسامهم. بني ملال وأزيلال جاب التلاميذ التابعين للثانويتين التأهيليتين بن سيناء والحسن الثاني ببني ملال شوارع المدينة انطلاقا من ثانوية بن سيناء إلى ثانوية الحسن الثاني في غرب المدينة، وخرج تلاميذ ثانوية الحسن الأول التأهيلية بتكلفت بإقليم أزيلال الجبلي من 2 إلى 5 شارك فيها كل التلاميذ وطلقوا كما خرج تلاميذ ثانويتي أم الرمان والأطلس بزاوية الشيخ في مسيرة جابوا خلالها الشارع الرئيسي بالطريق الرئيسية رقم 8 بعد الزوال، منددين بالهمجية الوحشية على الشعب الفلسطيني الاعزل واستنكروا الصمت الدولي عامة والعربي الرسمي خاصة. كما نظم تلاميذ ثانوية سد بين الويدان التأهيلية بأفورار مسيرة تضامنية مع غزة صبيحة يوم الثلاثاء 30 دجنبر 2008 ابتداء من الساعة العاشرة إلى حدود الساعة الثانية عشرة زوالا داخل أسوار المؤسسة، منددين فيها بالهجوم الغاشم والوحشي على الفلسطينيين العزل. وفي مساء اليوم نفسه، بلغت شرارة التظاهر إلى تلاميذ إعداديتي أفورار واللوز بأفورار، حيث خرجوا بدورهم في مسيرة جابت طول الشارع الرئيسي بأفورار، ليلتقي جميع تلاميذ المؤسسات التعليمية بالقرب من مقر الجماعة، وتوجه الجميع في مسيرة حاشدة عبر شارع المسيرة الخضراء حاملين الأعلام الوطنية وبعضهم لبس الكوفية الفلسطينية تعبيرا منهم على أن ما يقع في فلسطين وغيرها من البلدان العربية والإسلامية يجب أن يكون ضمن أولويات المسلمين شعوبا و حكومات.ولاحظت التجديد تأطير القوات الأمنية للمسيرات دون تدخل يذكر حفاظا على الأمن العام وتحسبا لأي انفلات، وإلى حدود مساء يوم الثلاثاء لم تسجل أي أحداث شغب أو عنف. تازة نظم تلاميذ وتلميذات مدينة تازة مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني صبيحة أول أمس، ورفع المتظاهرون طوال المسيرة التي جابت أهم شوارع تازة شعارات منددة بالصمت الرسمي العربي، ودعوا بالنصر للمقاومين الصامدين. وحسب شهود عيان، فإن المسيرة كانت عفوية وحاشدة، حيث فاق عدد المشاركين فيها 3000 مشارك، كما أكد المتحدث بأن التلميذات هن اللائي أخذن المبادرة لتنظيم المسيرة التي عرفت تأطيرا أمنيا مشددا دون تدخل.وفي موضوع ذي صلة، نظمت كل من ثانوية الزيتون بأولاد ازباير وثانوية الوحدة بواد أمليل وإعدادية واد أمليل وعدة مؤسسات أخرى في اليوم نفسه وقفات تضامنية مماثلة ردد خلالها المحتجون شعارات تضامنية مع الشعب الفلسطينيبغزة واستنكروا ما يقوم به العدو الصهيوني. تارودانت نظمت مجموعة من المؤسسات الحقوقية والنقابية والسياسية بتارودانت وقفة تضامنية مع شعب فلسطين وتنديدا بالمجازر الصهيونية وبقطاع غزة، وقد رفعت الوقفة التي كانت بوسط الميدنة (ساحة العلويين اسراك) العديد من الشعارات، واختتمت ببيان يدعو إلى كمقاطعة المنتجات الصهيونية والأمريكية.وقد جابت مسيرة لتلاميذ المؤسسات التعلميية الثانوية شوارع المدينة صبيحة يوم الثلاثاء رافعة بدورها شعارات تنديدية بالعدوان والسكوت والصمت العربيين، وواصلت المسيرة الحاشدة مسارها إلى أن توقفت أمام فندق السلام السياحي، واقتلع شباب المسيرة العلم الأمريكي من بين الأعلام المعلقة قرب الفندق وقاموا بإحراقه تحت ذوي وهتافات حشود المسيرة.