تجمهر أزيد من 2000 شخص من مشيختي آيت وودي وآيت إحمد صباح أمس الخميس أمام مقر المحكمة الابتدائية ببني ملال، وانتظم مئات الشيوخ والنساء من سكان المشيختين في ترديد شعارات احتجاجية، مطالبين بإطلاق سراح 11 شخصا من ممثلي المشيختين في لجنة الحوار التي كانت تفاوض السلطات، فيما أصبح يعرف ب«الصراع حول مياه تازروالت بين ضيعة الأميرة لالة أمينة وسكان تاكزيرت»، وكان وكيل الملك ببني ملال قد قرر متابعة 11 شخصا من سكان المشيختين في حالة اعتقال بعد الاستماع إليهم مساء أول أمس الأربعاء بتهمة «تحويل مياه مخصصة للغير» في ملف يحمل رقم 554/08، قبل أن يمتعهم بالسراح المؤقت. وتضم لائحة المعتقلين 8 أشخاص من لجنة الحوار التي توصلت لاتفاقات مسبقة مع مسير الضيعة برعاية ولاية جهة تادلة أزيلال، وهم بالإضافة إلى زايد الروم كاتب المجلس الاقليمي لبني ملال والنائب الرابع لرئيس المجلس القروي لتاكزيرت ورئيس جمعية مستعملي المياه والسقي بآيت وودي، كل من محمد بناتا رئيس جمعية مستعملي المياه والسقي بآيت إحمد، والحسين ابراهيمي رئيس جمعية مربي الماشية والماعز بتاكزيرت، وحميد موحى، ومباركي حماد، وامباركي حسو، وخامة بناصر، وأوملوس صالح، وبن ابراهيم موحى، والمنصوري مصطفى والمنصوري عبد القادر. وأكدت مصادر من تاكزيرت أن «السوق الأسبوعي ليوم أمس الخميس عرف مقاطعة جميع السكان له، كما عرفت المؤسسات التعليمية مقاطعة التلاميذ، وبدت الحركة مشلولة بالقرية الصغيرة، خاصة بفم الزاوية مكان مرور مياه العين موضوع الصراع». وطالب المحتجون في شعارات رفعوها أمام المحكمة، على مدى ثلاث ساعات قبل جلسة أمس الخميس التي كان من المنتظر أن تنطلق في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال، بإطلاق سراح أحد عشر معتقلا، مرددين «ماسرقوا ماخونوا، غير حقهم اللي طلبوا» «ماخارجينش من هنا غير خوتنا اللي بغينا»، وشعار «البور ليه الماء، ولجفاف للزيتونة». وكانت منطقة فم الزاوية بجماعة تاكزيرت (20 كيلومتر عن بين ملال) عاشت لحظات توتر عصيبة طيلة الأسابيع الماضية بين السلطات وسكان مشيختي آيت وودي وآيت إحمد، حيث رابطت سيارت للقوات المساعدة وشاحنات للقوات المسلحة بمدخل القرية تحسبا لأي تدخل أمني في مرات عديدة، في مواجهة العشرات من النساء والرجال والأطفال الذين يرددون شعارات بالأمازيغية والعربية «أناوي إمورنخ نايراد إمث إمث «نأخذ حقنا، واللي بغا يموت يموت»، «سوى اليوم سوى إذا، الماء ولابد». وأكد مواطنون من تاكزيرت أن «السلطة استقدمت الأسبوع الماضي وحدات من التدخل السريع ومن القوات المسلحة بمجموع يصل إلى 200 عنصر، لمنع السكان من الاقتراب من حوض ماء تازروالت وللإشراف على عملية سلب حقوقنا التاريخية في ملكية الماء لصالح مسير ضيعة الأميرة»، وأضافت نفس المصادر أن «اعتصام السكان الذي دام 43 يوما، والحوارات التي كانت بين السلطات وبين مسير الضيعة من جهة وبين السكان من جهة أخرى توصلت إلى حل سبق التوصل إليه في اجتماع مع الكاتب العام للولاية جمع الأطراف الثلاثة بتوزيع صبيب العين حسب مساحة الهكتارات المسقية بين الطرفين، قبل أن تتراجع السلطات عن الاتفاق نظرا لكونه لا يخدم مصالح ضيعة الأميرة لالة أمينة، ويتم عقد اجتماع جديد مع والي الجهة، بعد تدمير حوض مياه تازروالت، اللقاء توصل إلى ماسبق واقترحه الكاتب العام للولاية، وتراجعت عنه السلطة المحلية من ضرورة تقسيم صبيب مياه العين حسب مساحة الهكتارات المسقية» (ضيعة تازروالت 800 هكتار، وأراضي السكان 2050 هكتار حسب إحصائيات المصالح الفلاحية الإقليمية).