اعتقال شخصين واتهامات لرئيس دائرة القصيبة بتأجيج الأوضاع عاشت منطقة فم الزاوية صباح السبت الماضي حالة من التوتر الشديد بين السلطات وسكان مشيختي آيت وودي وآيت إحمد ،كانت المحلات التجارية والمنازل مغلقة ،في حين رابطت ثلاثة سيارت للقوات المساعدة بمدخل القرية تحسبا لأي تدخل أمني ، كان العشرات من النساء والرجال والأطفال يرددون شعارات بالأمازيغية والعربية "أناوي إمورنخ نايراد إمث إمث " نأخذ حقنا ،واللي بغا يموت يموت "، سارع المحتجون لوضع نعش حمل أموات القبيلة وسط الساقية ،"دلالة على استعدادهم الموت لضمان استمرار استفادتهم من ماء عين تازروالت،التي يتقاسمونها مع ضيعة تازروالت التي هي في ملكية الأميرة لالة أمينة ". "" وأكدت مصادر من تاكزيرت ل"المساء" أن "محاولة رئيس دائرة القصيبة عبد العزيز بوزري منع السكان من الاقتراب من حوض ماء تازروالت كادت تزيد من توتر الأوضاع "خاصة بعد اعتقال شخصين حاولا استعمال الماء بأعلى الجبل مستفيدين من نظام" السعاية الذي بموجبه يستفيد الضعفاء ممن لا يملكون الحق في الماء ،وتكون السعاية في فترات كالصدقات بعد استعطاف القبيلتين "،وشيئا فشيئا كان التوتر يزداد حدة خاصة بعد تكاثر المحتجين من أبناء المشيختين الذين اقتحموا حوض الماء وقاموا بتدميره ،و"يمنع الماء عن تازروالت لأول مرة منذ 58 سنة "يؤكد أحد شيوخ القبيلة"لم أذكر يوما أن تازروالت بدورها سيقطع عنها الماء وهذه أول مرة منذ عشرات السنين" . مياه تازروالت التي تخضع في تنظيمها لظهير 1912 الذي بموجبه يعتبر الماء ملكا لمن يستفيد منه قبل 1912 ، ولأن ضيعة تازروالت كانت تابعة للمعمرين فقد استفادت من القانون السالف الذكر في تقاسمها للماء مع سكان مشيختي آيت وودي وآيت إحمد بتاكزيرت ،إلا أن التطورات الأخيرة خاصة وأن"كل مرة طيلة السنوات الأخيرة يسرق مسيرو الضيعة من نصيبنا من الماء، وكان كل واحد منهم محمي بالسلطات ورجال الدرك يستولي على نصيب قد نمنحه له عن طيب خاطر لتزامنه مع زيارة الأميرة للضيعة،إلا أن المسير في المرة الأخيرة رفض إرجاع نصيبنا الذي منحناه له"،مطالبة السكان لم تقف عند حدود المطالبة بالنصيب الأخير بل وأمام"الجفاف الذي نعيشه وأمام تحول الضيعة من استفادتها من أكثر من النصف إلى استفادتها من كل مياه العين في الوقت الذي تنفق فيه مواشينا وتصاب فلاحتنا بالجفاف فإننا نطالب بمراجعة شاملة وإرجاع حقوقنا المهضومة" يؤكد محمد منيول ، في حين يطالب لموم أحد شبان الدوار بأن "ينصفونا أو يأخذوا منا الأرض أيضا ويقبلوا بتشغيلنا في الضيعة وفي أراضينا،فلا معنى أن نبقى بأرض بدون ماء كان في ملكنا،مقابل استفادة الضيعة من كل الماء اليوم". احتجاجات السكان وتدميرهم للحوض كادت أن تؤجج الأوضاع ،وسرعان ما تدخلت ولاية الجهة التي أوفدت لجنة يرأسها يوطنو كولونيل الدرك بالقيادة الجهوية وبعض ممثلي الولاية ،والتي بدورها عجزت عن التوصل لحل يرضي الطرفين قبل أن يلتقي المحتجون مع والي الجهة مساء نفس اليوم ويتم الاتفاق مجددا على توزيع مياه العين على مساحة الهكتارات المسقية لدى كل طرف (ضيعة تازروالت 800 هكتار ، وأراضي السكان 2050 هكتار حسب احصائيات المصالح الفلاحية الاقليمية ). نفس "الاتفاق كان قد تم التوصل له قبل أسبوعين بحضور الكاتب العام للولاية والذي بموجبه تم تعيين لجنة تمكنت من تحديد الصبيب الكامل للعين والذي حددته في 343 لتر/الثانية ،قبل أن تتراجع السلطات عن تنفيذ الاتفاق مع السكان بدعوى عدم انجاز محضر في الموضوع،وقبل أن يطالبنا رئيس الدائرة بتسليم الماء للضيعة وإعادة التفاوض من جديد بعدما تبين لهم أن مسير الضيعة لن يقبل بحل يمكنا من استرجاع حقوقنا" يؤكد إبراهيمي الحسين أحد أعضاء لجنة الحوار . رشيد فهمي مسير ضيعة الأميرة أكد في اتصال هاتفي ب"المساء" أن" تدبير الماء بين سكان مشيختي آيت وودي وآيت إحمد يخضع لظهير 1912 المتعلق بملكية المياه والذي يؤكد ملكية كل من يستفيد من المياه ما قبل سنة 1912 " وأوضح رشيد فهمي أن" المشكل لايتعلق بمياه تازروالت بل هناك حملة انتخابية وتنافس بين بعض المنتمين للمشيختين بقصد جمع التأييد الشعبي والحصول على ثقة السكان كزعماء "، وأوضح رشيد فهمي أن السكان "يقومون ببيع الماء وكرائه ولا يستفيدون منه مباشرة في فلاحتهم التي يدعون أنها تضررت "، وحول الاتفاق الأخير بمقر الولاية أكد مسير الضيعة "لم نتفق على أي حل وإنما اتفقنا على قياس صبيب العين ،إنهم على عكس ما يدعون يستفيدون ثلاث مرات ضعف استفادة الضيعة من المياه، والضيعة تستفيد فقط من 80لتر في الثانية لايصل منها سوى أقل من النصف نظرا لكون مجرى المياه الذي يمتد على مسافة 4 كيلومترات يمر بدواوير تستفيد من الماء في الاستعمال المنزلي وفي سقي المواشي ،كما نتعرض أحيانا لسرقة المياه من البعض إذ لايمكننا مراقبة 4 كيلومترات كاملة". روبورتاج مصور بعدسة أبو أريج نُشر بجريدة المساء الثلاثاء 26 غشت 2008 العدد 603