يوما عن يوم تتضاعف نداءات وتحذيرات المربين من مخاطر الألعاب الإلكترونية وتأثيرها المباشر على تصرفات الصغار، وفي هذا الصدد تقول الدكتورة النفسية المغربية ليلى غربي: أصبحت الألعاب الإلكترونية العنيفة شائعة ومنتشرة بين الأطفال والمراهقين، وأصبحت أمرا عاديا. وهذا الانتشار جعل خطرها يزداد لأنها تحث، بطريقة غير مباشرة، على العنف، وذلك ناتج في معظم الأحيان، عن الغياب التام للوالدين وعدم متابعة الآباء لأبنائهم. ورغم كون هذه الألعاب خيالية وغير حقيقية، إلا أنه يسهل الخلط بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي للعبة، حيث يمكن للطفل أن يقوم بما يفعل أثناء اللعب بهذا النوع من الألعاب دون أن يشعر بأنه خارج العالم الافتراضي. وهنا يكمن الخطر الحقيقي. وقد كشف علماء وباحثون أمريكيون أن ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة مثل مورتال كومبات يمكن أن تزيد النزعات والمشاعر العدوانية. وقد حذر الباحثون من أن ألعاب الفيديو العنيفة ربما تكون أكثر إضرارا من مشاهدة الأفلام أو البرامج التلفزيونية العدوانية لأنها أكثر فاعلية، وتتطلب من اللاعب أن يؤدي دور الشخص العدواني في اللعبة أو يقترن به. وقد قام كل من الدكتور كريج أندرسون، الخبير في علم النفس من جامعة ولاية أيوا للعلم والتكنولوجيا والدكتورة كارين ديل من كلية لينيور راين، بدراستين منفصلتين حول الموضوع. ونشر هذا البحث في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي التي تصدرها جمعية علم النفس الأمريكية. كما كشفت دراسة أمريكية أخرى أن المراهقين والأطفال الذين يلعبون بألعاب الفيديو العنيفة يتعرضون لتأثيرات متفاوتة على أداء المخ، حيث يزيد النشاط في منطقة المخ التي تتحكم في الإثارة العاطفية، وينخفض النشاط في الجزء التنفيذي، الذي يرتبط بالتحكم والتركيز والسيطرة على الذات. وقد أجرى الدراسة قسم الأشعة في كلية الطب بجامعة إنديانا بالولايات المتحدةالأمريكية، وفي هذا الإطار يقول أستاذ الأشعة فينسينت ماثيوز إن ممارسة نوع معين من ألعاب الفيديو العنيفة ربما يكون لها تأثيرات قصيرة المدى على أداء المخ مقارنة بممارسة الألعاب المثيرة غير العنيفة. وفي هذه الدراسة طلب من 44 مراهقا ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة أو لعبة غير عنيفة لمدة 30 دقيقة، واستخدم العلماء تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة أداء المخ أثناء سلسلة من المهام التي تقيس التركيز، فأظهرت صور المجموعة التي مارست اللعبة غير العنيفة وجود نشاط أقل في أجزاء التحكم والسيطرة التي توجد في مقدمة المخ، وحدوث نشاط في منطقة الإثارة العاطفية، ولذلك ينوي الباحثون إجراء أبحاث إضافية على الآثار طويلة المدى للتعرض لألعاب الفيديو العنيفة وتأثير هذه الآثار على الفروق في الأداء. ولهذا السبب أيضا يسعى وزراء العدل بالاتحاد الأوروبي إلى وضع خطط تهدف إلى تشديد قوانين بيع «ألعاب القتل» للأطفال باستحداث قائمة من العقوبات المشتركة ضد التجار الذين يقومون ببيع ألعاب الفيديو العنيفة للأطفال. وركز وزراء العدل بالاتحاد الأوروبي على خطط تستهدف تشديد القوانين واللوائح الخاصة ببيع «ألعاب الفيديو العنيفة» للأطفال. كما تعتزم المفوضية الأوروبية استحداث قائمة من العقوبات المشتركة ضد تجار التجزئة.