شيء لا يصدق: في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث يوجد أكبر منتجي الأفلام الجنسية الفاحشة (البورنوغرافية) الموجهة للكبار وللقاصرين، تتصاعد ثورة مضادة للإباحية الجنسية، ويعلو صوت العفة والاستعفاف، ويختار الشباب والمراهقون أن يبقوا عذارى ذكرانا وإناثا إلى لحظة الزواج. إنه لأمر ملفت حقا، ويستحق التوقف والتحليل بعد الإثارة ولفت الانتباه، خاصة وأن الأمر لم تتناوله وسائل الإعلام الغربية بما يستحق، فكيف بالإعلام العربي الذي لا حول له ولا قوة. نقدم للقراء عامة، وللشباب خاصة، التقرير الخاص الذي نشرته الأسبوعية الأمريكية الشهيرة "نيوزويك" في نسختها العربية بتاريخ 10 دجنبر 2002، في أربعة عشر صفحة(36 49)، أهم ما في التقرير مقالان حول استمساك المراهقين الأمريكيين بالعذرية والعفة، وانخراط الحكومة الأمريكية الحالية في ذلك، بل ودعمها المالي والمعنوي للاختيار الجديد عن طريق الزيادة في الغلاف المالي المخصص للإنفاق على برامج العفة ليصل إلى 531 مليون دولار هذا العام بعد أن كان في حدود 60 مليون دولار عام 1998. برامج العفة التي تشترك فيها العديد من الهيئات والجمعيات والمؤسسات التعليمية وصلت إلى 700 برنامج، وتجد إقبالا متزايدا من الأبناء والآباء. وغير بعيد عن الحملة يقف اليمين المسيحي المحافظ ويقدم لها المساعدات المتعددة. كما أن وباء السيدا الذي يحصد الملايين ليلا ونهارا من الأسباب الرئيسية في ذلك. ينبغي التذكير بأن "التجديد" كانت سباقة إلى التنبيه إلى هذا التيار الجديد المتصاعد منذ أن بدأت إصدارها اليومي في رمضان 1422ه، ونشرت في صفحتها الأخيرة بعض النماذج للعفيفات الأمريكيات الجديدات، تحت عنوان "عذراء وطاهرة..خيار جديد". نقدم هذا التقرير بعد تصرف يسير فيه لأبنائنا وبناتنا، ولآبائنا وأمهاتنا، كما نقدم للجهات المعنية بالشباب والمرأة والطفولة وهي جهات لازالت حبيسة ثقافة "النوع" ومقررات "بيكين + 5" في انتظار "بيكين + 10"، عسى أن تقتنع بحجة قادمة من بلد غير إسلامي يعتبر نفسه سيد العالم والآمر والناهي فيه. هذا علما بأن في الإسلام الحنيف مخرجا من كل أزمة، ودعوة أخلاقية للدنيا، ورسالة رحمة ورأفة للعالمين، ودعوة إلى العفة والاستعفاف في مجال الغريزة الجنسية والعلاقات بين الجنسين. حسن السرات
اختيار العذرية : سموقف جديد: بات عدد زقل من المرهقين يمارس الجنس بقلم لورين علي وجولي سيلفو ثورة جنسية آخذة في الاندلاع في الولاياتالمتحدة. وصدقوا أو لا تصدقوا تجري هذه الانتفاضة في العالم الواقعي لا في البرامج التلفزيونية التي تحاكي العالم الواقعي. فإذا زرتم أي مدرسة ثانوية أمريكية، ستجدون على الأرجح عددا متزايدا من الطلاب الذين يشاهدون برامج تلفزيونية غير محتشمة ، وقد قرروا البقاء أعفاء حتى الزواج. فهذه الموجة من الشباب اليافعين التي ترفض روحية الجنس المتحررة. التي اتسم بها جيل آبائهم. تمثل ثقافة مضادة جديدة تبدو بوضوح معاكسة للتيار السائد في وسائل الإعلام حيث يستخدم الجنس بشكل روتيني لزيادة معدلات المشاهدين والترويج للسلع التجارية. ووفق دراسة أخيرة أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض، ارتفع عدد طلاب المرحلة الثانوية الذين يقولون إنهم لم يمارسوا الجنس بعد بنحو 10 بالمائة بين عامي 1991 وعام 2001، وقد يرتاح الأهل ومسؤولو الصحة العامة والمرهقون المحاصرون بآخرين يمارسون الجنس لوجود هذا الاتجاه الداعي إلى العفة. لكن حركة العفة هذه التي ولدتها بصورة واسعة الثقافات المحافظة والميسحيون الإنجيليون تحولت أيضا إلى مسألة جدلية للغاية. ففيما تخطط إدارة بوش لزيادة التمويل الفيدرالي لبرامج العفة بنحو الثلث لتصل إلى 135 مليون دولار، تقول منظمة المدافعين عن الشباب ومجموعات أخرى تدعو إلى مقاربة أكثر شمولية إزاء الجنس إن تعليم العفة ليس بكاف. فوفق هذه المجموعات يحتاج المرهقون أيضا إلى معرفة كيفية حماية أنفسهم إذا مارسوا الجنس، كما يحتاجون إلى فهم القوة العاطفية الكامنة في العلاقات الجنسية. ويشمل النقاش السياسة العامة لكن المسألة الفعلية هي مسألة الخيار الشخصي. ففي قلب هذا الموضوع، هناك شباب يافعون غالبا لا تسمع أصواتهم وسط ضجيج السياسي. بعضهم فتح لنا قلبه فتحدث بصراحة لنيوزويك عن الأسباب التي تدفعه إلى الامتناع عن ممارسة الجنس قبل الزواج. ومن الواضح أن الدين يؤدي دورا محوريا في هذا القرار الشخصي. لكن هناك أيضا عوامل أخرى مثل الأهل المحبين وشعور الشباب بعدم جهوزيتهم والرغبة في التحلي بنوع من السيطرة على مصيرهم الخاص. وفي ما يلي بعض قصصهم. فتاة ويلسلي تقول أليس كونس إنها تؤيد الحركة النسائية لكنها ليست "من النوع الذي يرتدي زيا كالعسكر ويحلق رأسه ويكره الرجال" فابنة ال 81 هذه بشعرها الأجعد طالبة في السنة الثانية في كلية ويلسلي تخطت صفا حين كانت في المدرسة الابتدائية وهي تبدو وتتحدث بشكل ينسجم مع طبيعتها: إحدى الطالبات اللامعات المتكلمات في هذه الجامعة النسائية الليبرالية في ماستشوستس، كما أنها عذراء. وهي تقول: "من النقاط القوية في الحركة النسائية أنه يسعنا إثبات أنفسنا ورفض الجنس من دون أن نشعر بالضغط للقيام به. وأعتقد أن الشبان بدأوا يفهمون ذلك ويعون بأن الجميع لا يمارس الجنس". ترعرعت أليس مع هذه المشاهد لكن كونها فتاة من بلدة جفرسون الصغيرة بولاية ميزوري بدت معظم برامج المراهقين غريبة على تقاليدها ومنفرة. وتقول: "إما أنك شخص مفرط الاحتشام لا يمكنه الحديث عن الجنس وإما أنك تخرج كل سبت لتمارسه. لكن إذا لم تكن ناشطا جنسيا وأنت مستعد لتتحدث في الموضوع لا يمكن أن يعتبروك مفرط الاحتشام، فكيف يسمون ذلك؟ وقد طلب صديقها من بلدتها الأم الذي تواعده منذ شهر أغسطس ألا يذكر اسمه في هذا المقال. لكن أليس لا تمانع في التحدث بصراحة عما يفعلانه ولا يفعلانه. وهي تتساءل: ما هو المقبول؟ بالنسبة إلي كلها جنس. ترتاد أليس الكنيسة باستمرار وتعطي دروسا دينية نهار الأحد. لكنها تقول إن الدين ليس السبب الذي دفعها إلى اختيار العفة. فبالطبع تخشى الحمل والإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، لكن الأهم، وفق ما تقوله، أنها ليست ناضجة بما فيه الكفاية عاطفيا للتعاطي مع الحميمية العميقة التي يولدها الجنس. ورغم أن معظم الأشخاص في جامعتها وحتى في مدرستها الثانوية السابقة الكائنة في مدينة متدينة لم يقوموا بالخيار ذاته. تقول أليس إنها لم تشعر قط بأنها منبوذة بل تشعر بحاجة إلى التكلم نيابة عن أولئك الذين تقمعهم مجموعات العفة العدائية. وتضيف أليس التي لم يسبق لها أن شاركت في برنامج عفة: "الضغط الديني كان ولا يزال أكبر بكثير من ضغط الرفاق والأتراب. ولا أعتقد أن هناك مراهقين يقولون: "هيا الجميع يمارس الجنس" بقدر ما هناك رجال دين يقولون: "لا، هذا سيء لا تفعلوا ذلك، ستدمرون حياتكم". والخيارات التي يضعها أمامكم الكثير من المجموعات الدينية كنتية عن الامتناع المطلق عن الجنس أو الجنس بلا تثقيف الشباب حول كيفية حماية أنفسهم؟ الفريق الحلم لم يهدر كارل نيكوليتي وقته حين تعلق الأمر بإجراء "الحديث" مع ابنه كريس، وحدث ذلك قبل خمس سنوات حين كان كريس في الصف السادس وكان نيكوليتي يعيده في السيارة من المدرسة إلى البيت فأثير موضوع الفتيات. "أعرف الكثير من الأهل الذين لا يعرفون كيف يتحدثون إلى أطفالهم عن الجنس لكنني قلت له "لا، لن تمارس الجنس، حتى تتخرج من الثانوية". اليوم، ابن ال 16 هذا من بلدة لونغمونت بولاية كولورادو يتعهد بأن يبقى عفيفا حتى الزواج. وينسحب الأمر ذاته على صديقته، ابنة ال 17، أماندا وينغ التي وضع والداها قواعد تقييدية مشابهة لها ولشقيقيها الأكبر سنا. وتقول أمها لين وينغ: "هذا مدهش فعلا لكنهما استمعا إلينا". وتواعد أماندا كريس منذ شهرين فقط لكنهمت يعرفان أحدهما الآخر منذ ثماني سنوات. وخلال عشاء نهار الثلاثاء في مطعم بورتابيلو (قبالة المركز التجاري توين بيك) سألت أماندا كريس: "هل ستطلب طبق الدجاج مع جبنة البارما؟ فهز رأسه إيجابا قائلا: "أجل، تعرفينني حق المعرفة". إنهما يبدوان كثنائي متزوج منذ فترة طويلة. أما ضغوط الأتراب والرفاق في هذه البلدة التي تضم 17000 نسمة في ظل جبال الروكيز فأقل بكثير من الضغوط في مدينة دنفر المنفتحة والبعيدة 54 دقيقة (وقد قال أحد المحليين لمراسلنا: "يبدو أنك اضطررت إلى المجيء حتى هنا لتجد عذراء"). وكان كريس قد انضم هذه السنة إلى مجموعة عفة مسيحية تدعى مستشارو المراهقين. وهو يقول: "شاهدنا عرض الصور الذي قدموه حين كنت في الصف الثامن. وكانوا يمررون صورا لمختلف أنواع الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. إنها من أكثر الأمور البذيئة التي قد تراها في حياتك. لم أشأ بعد ذلك أن ألمس فتاة إلى الأبد". وهو اليوم يذهب مرة في الشهر ليتحدث إلى تلاميذ في الصفوف المتوسطة عن العفة، وقد رأت أماندا العرض ذاته وتقول: "هذا فظيع، إذا لم يستطع هذا العرض أن يردع الشباب عن ممارسة الجنس، فلن يردعهم أي رادع"، فهل ستحول هذه الصور المريعة دون ممارستهما الجنس طوال حياتهما؟ ينفي كل من كريس وأماندا ذلك. فهما متأكدان من أن الشخص الذي سيتزوجانه لن يحمل أيا من هذه الأمراض. وبالنسبة إلى معظم المراهقين المنكفئين عن ممارسة الجنس، يشكا الزواج النور الباهر في آخر نفق المواعدة المحفوف بالمخاطر بغض النظر عن تجربة أهلهم مع المؤسسة الزوجية. ففيما حظي والد ووالدة أماندا بعلاقة زوجية طويلة وهانئة، انفصل كارل نيكوليتي عن والدة كريس حين كان هذا الأخير في الصف الخامس. وقد انتقلت خطيبته للعيش مع كريس وكارل قبل سنتين. كما أن والدة كريس اليوم لديها ابن عمره سنة ونصف السنة أنجبته خارج الزواج. ويتحدث كريس وأماندا عن الزواج بصورة نظرية لكنهما يريدان الذهاب إلى الجامعة أولا، ويفتش كل منهما عن كليات في مناطق متباعدة جغرافيا، ويقول كريس: "أعتقد أنه بوسعنا القاء معا". وتوافقه أماندا الرأي قائلة: "يثق أحدنا بالآخر ثقة عمياء لذا ليس الأمر صعبا بالنسبة إلينا". أما عما إذا كانت الصلة بينهما قوية بما فيه الكفاية لتتحمل علاقة عن بعد، فهذا أمر متروك للتجربة، فاليوم يتطلع كريس وأماندا إلى موعدهما الأسبوعي التالي وهو غداء الفطير المحلاة نهار الثلاثاء. الناجية البقاء عذراء حتى الزواج ليس بخيار سهل أو شائع في أحياء باترسون بولاية نيوجرسي حيث تعيش لاتويا هاغنز. فقد أصبحت ثلاثة من صديقاتها على الأقل أمهات عزباوات حين كن في المدرسة الثانوية، إحداهن من رجل أكبر سنا لا يريد اليوم أن يتعرف حتى إلى الطفل. وتقول لاتويا: "يصعب عليها أن تنهي دراستها المدرسية لأنه لا بد أن تهتم بالطفل وتطعمه وترعاه". وتعيش لاتويا في عالم فوضوي، فهذه السنة وحتى الآن، قتل أكثر من 21 شخصا في حيها. وهذه حياة، تجعل حياتها الجنسية من الأمور القليلة التي بوسعها السيطرة عليها. وتقول لاتويا التي تدرس لتصبح اختصاصية تجميل في مدرسة مهنية عالية: "لا أريد حبيبا إلا بعد تخرجي. فأنا أريد الكثير في الحياة. وستحتاج خياراتي المهنية إلى الكثير من الوقت والمجهود". وتتحلى لاتويا، 81 عاما، بنضج شخص في ال 82، وقد بدأت بالتفكير جديا في العفة قبل خمس سنوات حين باشر برنامج وطني يدعى مراهقون أحرار بإعطاء دروس في كنيستها. وقد عززت الدروس ما كانت تعرفه أصلا جراء نشأتها في باترسون. وهذا السلوك هو المفتاح لاجتياز سني المراهقة والبقاء حيا.
حاملة الخاتم: نادي الفتيات الصالحات تحاول ليني يونغ كتابة بحث لصف اللغة الإسبانية في كلية سبيلمان بمدينة أتلانتا لكن كالعادة يتغير مجري الحديث مع رفيقاتهال ليتناول موضوع الشبان. وتقول ليني بعفوية وحماسة: "أحب لوداكريس. أحب كل شيء فيه. وموريس شستنات أيضا، لديه ابتسامة رائعة فعلا. مذهلة حقا". لكن ليني البالغة ال 19 لم تحظ قط بحبيب ولم يسبق لها أن قبلت فتى. وتقول: "الكثير من الفتيان في المدرسة الثانوية مارسوا الجنس. وعرفت بأن هذا الموضوع سيطرح لذا كنت أنهي كل علاقاتي منذ البداية". وقد قررت ليني وقتها البقاء عذراء حتى الزواج. وإلى اليوم تشعر بالإغراء للقيام بما يفعله الكثير من أترابها خلف أبواب بيوت الطلبة المغلقة. وتقول: "أشعر بأن جزءً مني لم يطلق بعد. فالجنس من الأمور التي لا يمكنك أن تفتقد إليها قبل أن تعرفها". والصيف الماضي، قصدت مع صديقة لها من بلدتها الأم بيتسبرغ حفل الخاتم الفضي، وهذا من الحفلات المجانية الشعبية التي تمزج بين الأغاني المصورة والألعاب النارية والمسرحيات الفكاهية يؤديها مراهقون مع تحذيرات رهيبة حول الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وبوسع المشاركين شراء خاتم فضة وإنجيل لقاء 12 دولارا. ثم وفي ختام البرنامج، تنطلق موسيقا تكنو فيتلو المشاركون تعهدا بالعفة ويلبسون خاتمهم. وأردفت ليني بالقول: "قالت صديقتي، وهي أيضا عذراء، إنه علي الذهاب حتى أحصل على خاتم. كان الأمر مسليا مع الموسيقا وكل ما رافقها. وبعد ذلك، كانت هناك رقصة ومشعلة". ولم تكن فكرة العفة جديدة بالنسبة إلى ليني ففي المدرسة الثانوية شاركت في برنامج برعاية المركز الطبي في جامعة بيتسبرغ يدعى تأجيل النشاط الجنسي. وكانت والدتها قد حدثتها عنه مرة واحدة وذلك قبل أسبوع من مغادرتها المنزل للذهاب إلى الجامعة. كما أن اثنتين من أعز صديقاتها عذراوان. ويطلق هذا الثلاثي، من باب المزاح، علي نفسه اسم نادي الفتيات الصالحات.
بتول مولود من جديد كان لوشين شولت عازما على الانتظار إلى ما بعد الزواج ليمارس الجنس. لكن ذلك كان قبل ليلة حارة قبل سنتين حين وجد هذا الشاب الأخضر العينين والممشوق القامة نفسه أمام فرصة غير منتظرة (...) وفيما كان ليفرح المراهقون الخياليون في فيلم American Pie بشكل مفرط يفتقد إلى الرقة، عذب وجع الضمير لوشين الذي ترعرع كاثوليكيا مؤمنا. ويقول: >قلقت لأنني منحت نفسي لشخص وأن العلاقة باتت أكثر جدية مما كانت عليه في السابق<. وكنت أقول في نفسي: >ما الذي تنتظره مني الآن<. كما قلق لوشين من الأمراض والحمل فوعد نفسه بألا يعيد الكرة. ولوشين، الذي يتخصص اليوم في الهندسة في جامعة آلبرتا بكندا "بتول ولد مجددا". ووالداه من المؤيدين بشدة للعفة، وقد حضر صفوف عفة ترعاها المدرسة. لكن رسالة هذه الصفوف لم يدركها فعلا إلا بعد أن مارس الجنس. ويقول: >هذا أمر خاص فعلا وجدي فعلا<. فالعفة مرتبطة "بما إذا كنت ستحترم هذا الشخص"<. وقد واعد فتيات أخريات منذ تلك العلاقة الغرامية في المدرسة الثانوية. وهو يأمل اليوم أن تواعده طالبة جميلة من إدمنتون. ويقول في هذا الشأن: "لكنني سأحد نفسي في التقبيل لا لأنني أفكر في أن بقية الأمور سيئة، لكن كلما تورطت مع شخص بات من الأصعب وضع حد للعلاقة". وليس من السهل ممارسة مثل هذه القيود، لا سيما أن من حوله لا يفعل ذلك. ويعيش لوشين في غرفة تزينها بطاقات ولوج منحدرات التزلج وصورة ضخمة للكلب سكوبي دو في بيت طلبة للرجال فقط. لكنه يقول إن معظم الطلاب: "يتعرفون إلى فتاة ويمارسون الجنس معها ثم لا يرونها ثانية". في هذه الأثناء، يبذل جهده لكبت رغباته الجنسية وإبعادها عن باله. وهو يقول: "أحاول أن أنسى، لكن لا بد أن أقول إن الأمر مقرف. الواجبات الدراسية أمر جيد كما أن الخروج في نزهة يفيد إجمالا". إلى جانب ذلك يحضر كل أحد القداس. وبرأي لوشين، فإن بوسعه الصمود حتى الزواج، الذي يأمل أن يتم بحلول عامه الثلاثين. ويقول لوشين: "أتطلع بشوق إلى أي تجربة حميمية مع زوجتي التي سأحبها فعلا وأود قضاء بقية حياتي معها. يبدو ما أقوله مبتذلا لكنه حقيقي".
تقرير خاص المعركة حول العفة الجنسية بقلم ديبرا روزنبرغ تلقي كاري هيوز بزوجين من أحجار النرد السوداء عبر أرضية غرفة الصف. تخبر هيوز الطلاب في ورشة عملها حول العفة، "العواطف والمبادئ" الممولة فيدراليا أن "الجنس قبل الزواج كالقمار"، وتقول هيوز إن كل رقم على النرد يمثل مجازفة كحمل، أو مرض جنسي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، أو قلب مجروح. هيوز، 42 عاما، عصرية بما يكفي كي يحس مشاهدوها معها لكنها حازمة بما يكفي للتأثير فيهم. ومع حلول الوقت الذي تظلم فيه الغرفة تحضيرا لعرض الشرائح في ثانوية هايلاند الواقعة خارج مدينة فينكس، أريزونا، يكون الصغار قد وقعوا أسرى لها، تمتلئ الشاشة بمناظر قبيحة؛ رحم منتفخة بسبب وباء التهابي في الحوض، عضو ذكري ينز صديدا بسبب مرض السيلان. يقول الطلبة متأوهين: "يا للقرف، بعد ذلك يبدو كثيرون وقد اقتنعوا. تقول لورا هيرست، 41 عاما، من الصف الأول الثانوي: "يا ربي، لقد غير ذلك وجهة نظري عن كل شيء تقريبا". وفينكس ليست المكان الوحيد الذي تنتشر فيه رسالة العفة. ففي الصفوف المدرسية عبر البلاد تتزايد البرامج التي تناشد المراهقين تأخير ممارسة الجنس. أكثر من ثلث مدارس الولاياتالمتحدة الثانوية تدرس العفة حتى الزواج وتنشر 700 برنامج للعفة رسالة الجنس يمكن أن ينتظر في الولايات ال 50 كلها. والعام الحالي يأمل جورج بوش في زيادة الإنفاق على العفة إلى 135 مليون دولار من 60 مليون دولار عام 1998 موفيا بوعد انتخابي قطعه بالإنفاق على العفة بمقدار الإنفاق على برامج تنظيم الأسرة لليافعين. والعفة هي أولوية كبرى إلى درجة أنها تقع ضمن مهام كارل روف، المرشد السياسي الروحي لبوش. إنها مسألة اجتماعية يتحمس الكونغريس الجمهوري الجديد للدفع بها قدما. تقول النائبة إيرنست آيستوك من ولاية أوكلاهوما: "ليس هناك بالتأكيد شيء في نتائج الانتخابات سيدفع ذلك في اتجاه آخر". ومع أنه ليس هناك آباء حقا يريدون لأبنائهم أن يمارسوا الجنس، إلا أن هناك الكثير من عدم الاتفاق حول كيفية إقناع الصغار بالانتظار. مجموعات طبية رئيسية ومؤيدو "التعليم الجنسي التكاملي الشامل" مثل مجلس التعليم والإعلام حول النشاط الجنسي توافق على أن العفة ينبغي أن تروج باعتبارها الخيار الأول. لكنها تريد أيضا أن تعلم الصغار كيفية تقليل المخاطر في حال ممارستهم للجنس. تقول تمارا كرينن، رئيسة مجلس التعليم والإعلام حول النشاط الجنسي: "علينا أن ننظر إلى الضرر الصحي الناتج عن عدم استخدام موانع الحمل"، هي تؤكد أن كثيرا من برامج العفة تنشر الخوف والمعلومات الخاطئة. وإضافة إلى ذلك هناك القليل من الأبحاث التي تثبت أنها مؤثرة. وتشير الاستطلاعات إلي غالبية من الآباء تفضل الأسلوب التكاملي الشامل، لكن القوى المؤيدة للعفة أظهرت حماسة سياسية أكبر. تأتي حملة العفة في وقت تزداد فيه طهارة المراهقين انخفضت النسبة المائوية من طلاب الثانوية الذين قالوا إنهم مارسوا الجنس من 54 بالمائة عام 1991 إلي 46 بالمائة عام 2001، حسب مراكز السيطرة على الأمراض. كما أن حمل المراهقات هبط أيضا. لكن ذلك لا يعني أن اليافعين لا يمارسون الجنس إطلاقا: فما زال أكثر من نصف طلاب السنة الثانوية الأخيرة يفقدون عذريتهم قبل التخرج. وزاد استخدام الواقي من قبل اليافعين، وكذلك مستويات كثير من الأمراض الجنسية المعدية. ويترك ذلك المدافعين عن العفة ومعارضيهم يتعاركون حول أفضل أسلوب. يتجاوز أمر الدفاع عن قضية العفة مقولة "قل لا فحسب" بالنسبة لمدرسات مثل كاري هيوز. تقول هيوز للطلبة، حتى إن استطعت تجنب الحمل، فإنه من الأصعب عليك أن تحمي نفسك من الأمراض الجنسية المعدية غير الظاهرة، التي لا تترك أعراضا، ويمكن أن تظهر بعد سنوات. والجماع ليس الخطر الوحيد. فهناك الآن دلائل متزايدة على أن المراهقين يتصرفون تصرفات خطرة أخرى، بما في ذلك ممارسة الجنس بطريقة غير طبيعية. ويحاول الطرفان التعامل مع هذه المسألة. المدافعون عن التعليم الجنسي التكاملي الشامل يريدون تقديم دروس جلية لليافعين حول كيفية حماية أنفسهم باستخدام الواقيات والجسور السنية. وتبالغ دروس العفة بمخاطر التقبيل العميق وممارسة العادة السرية. تقول ليندزي ريفر، 17 عاما، وهي تجلس في الصف الخلفي من فصل هيوز يعلمك هذا طرقا لمنع نفسك من عمل أشياء، إنه يدفعك للتكفير". هذه هي الاستجابة التي كان جورج بوش يأمل بها. فبالنسبة إلي البيت الأبيض تبدو العفة مكسبا سهلا: إذ يتردد صداها بين صفوف الناخبين المحافظين، لكنه لا يغضب المعتدلين المؤيدين لحرية الاختيار. وأفرد روف، المسؤول عن زيادة الدعم بين صفوف اليمين الديني، أهمية للمسألة حين كتب حديثا رسالة شخصية لرئيس مركز المعلومات حول العفة، وهي منظمة تعليمية وتنسيقية. وفصل روف كيفية "دفعنا لسياسة العفة الموضوعة ضمن برنامج عملنا" وشدد على التزام بوش بالقضية، ووعد: "إننا سنتدبر بالتأكيد مزيدا من التمويل". ولم يكن روف يداهن مجموعة انتخابية رئيسية فحسب، فالرسالة كانت سياسة رسمية للبيت الأبيض أخرجها مجلس الرئيس للسياسة المحلية. كما يريد مستشارو بوش للسياسة الخارجية أيضا بسط سياسة العفة إلى جهود الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسب في الخارج، وهي حركة يقول منتقدوها إنها قد تكون إجابة مبسطة جدا على انتشار وباء الإيدز في إفريقيا وغيرها من مناطق العالم النامي. داخل الوطن لم يزد بوش التمويل فحسب، بل صب أيضا الدولارات الفيدرالية الجديدة كلها على أكثر برامج العفة تشددا، المشروعات الخاصة ذات الأهمية المناطقية والقومية، (سبرانز)، مما رفع ميزانيتها إلى أكثر من الضعف فأصبحت 73 مليون دولار. وللحصول على المال، ينبغي على المنظمات الالتزام بثماني مواصفات صارمة بما في ذلك تعليم أن "النشاط الجنسي خارج إطار الزواج يمكن أن يحدث ضررا نفسيا وبدنيا" وأن "علاقة أحادية مخلصة تبادلية في إطار الزواج هي المعيار المتوقع للنشاط الجنسي البشري". وحسب القانون لا يمكن لبرامج سبرانز أن تروج لاستخدام الواقيات أو أن ترعاها. كثير من المجموعات التي حازت منحا عام 2002 هي منظمات دينية، بما فيها مراكز أزمات الحمل المعادية للإجهاض، ومؤسسات خيرية كاثوليكية، وكلية مسيحية. (لا ينبغي على المجموعات أن تكون تبشيرية: في يوليو حكم قاض فيدرالي في ولاية لويزيانا بأن برنامج العفة في الولاية كان يستخدم أموالا فيدرالية بطريقة غير قانونية للترويج الديني). وغالبا ما يقع تفسير فلسفة بوش على عاتق كلود آلان. فلأنه نائب وزير الصحة والخدمات البشرية، يعتبر آلان رجل الإدارة الأول حول العفة. ويرى آلان الجنس على أنه مسلك خطر آخر على المراهقين ينبغي صده، ويجادل بأن العفة هي الوسيلة الوحيدة لخفض مجازفة المراهقين إلى الصفر. ويقول "قد تكون الواقيات فاعلة في منع انتقال فيروس نقص المناعة المكتسب الإيدز، والسيلان لدى الرجال في بعض الحالات، وما تعدى ذلك فهي لا تحمي بشكل مناسب من أمراض أخرى تنتقل عن طريق الجنس: ويتفق تقرير أصدرته المعاهد القومية للصحة عام 2001 مع آلان حول الإيدز والسيلان. لكنه يقول إنه ليست هنالك إثباتات كافية لتقرير ما إذا كانت الواقيات تحمي من الأمراض الجنسية الأخرى. وفي الفترة الأخيرة حارب آلان الانتقادات التي تقول إن السياسة دفعت مراكز السيطرة على الأمراض لمحو قائمة حقائق عن الواقي الذكري من موقعها الحكومي الرسمي على الشبكة. وهو يقول إن المواقع تحت المراجعة ليعكس الأبحاث الأكثر حداثة. ولا يعطي ذلك الكثير من الراحة للمعسكر التكاملي الشامل. فعندما درست باحثة منظمة مراقبة حقوق الإنسان ربيكا شلايفر برامج العفة في تكساس وجدت أنها تشكل تهديدا فعليا لصحة المراهقين. تقول شلايفر: "إنهم يستقبلون رسالة تقول إن الواقيات غير فاعلة". واستخلصت أن البرامج تصدم الصغار بالمشاهد الأكثر سوءا كالعرض المقزز للشرائح لكنها لا تجهزهم للتعامل مع شعورهم الجنسي الناشىء. تقول طالبة هيوز، كارول لويان، 14 عاما: "إنها لا تساعدك حقا. إنها تحاول إخافتك فحسب". ويصيب القلق شلايفر وغيرها أيضا من أن التشديد على العفة حتى الزواج يعاقب ضحايا الإساءة الجنسية الذين قد لا يرون أنفسهم كعذارى، والصغار المثليين الذين لا يستطيعون الزواج قانونيا، والأطفال القادمين من عائلات فيها أم أو أب أعزب. وهي أيضا غير واقعية، كما يقول جيمس واغونر، رئيس "منظمة" المدافعين عن الشباب، وهي مجموعة تعليم جنسي تكاملية شمولية، في وقت تظهر فيه الدراسة الأحدث أن أكثر من 80 بالمائة من الأمريكيين لم يكونوا عذارى ليلة زواجهم. وما زال الآباء، في كثير من المجتمعات المحلية، يصارعون أنفسهم حول الوقوف مع أحد الجانبين. وحينما قرر مجلس مقاطعة ويك التعليمي، بولاية نورث كارولينا، مراجعة منهج العفة بدأ الجانبان بالضغط لكسب الدعم. بارت فروست، 15 عاما، ووالدته ، باميلا شاركا في أحد الاجتماعات في أكتوبر للضغط من أجل دروس تكاملية بعد أن ترك المساق الذي درسه "بارت" حول العفة الكثير من الثغرات. قال بارت: "لم يكن في "المساق" ما يفيد" وفي الشهر الماضي، وبعد نقاش عام حامي الوطيس وتصويت خصامي 5 4 قرر المجلس الإبقاء على التركيز على العفة، لكن مع إضافة معلومات عن موانع الحمل، والأمراض التي تنتقل جنسيا، والتسامح مع المثليين الجنسيين. ويتوعد المؤيدون للعفة بالانتقام في انتخابات المجلس التعليمي المقبل. بالرغم من أن بوش قال إنه يريد تمويل برامج تعليمية "ثبتت نجاعتها العلمية" فقط فإن هناك القليل من الأدلة على أن العفة ناجعة. يقول دوغلاس كيربي، الذي يرأس فريق عمل البرامج الفاعلة في الحملة القومية للوقاية من حمل المراهقات: "هيئة المحلفين لم تتوصل إلى قرار بعد"، يقول كيربي: الكثير من الدراسات لم تستخدم طرقا بحثية صحيحة أو بينت نتائج مختلطة. إحدى الدراسات التي تعقبت طلابا تعهدوا المحافظة على عذريتهم وجدت أن القسم أخر النشاط الجنسي فعلا، لكن الطلاب المتسربين كانوا أقلا ميلا لاستعمال الواقيات. وسيوفر تقييم حول برامج العفة برعاية فيدرالية بعض البيانات المبكرة العام المقبل. وتشير بعض النتائج الأخرى إلى أن العفة لحساب ولايات كثيرة، أربعة مساقات في فرجينيا ووجد أن اثنين منها خفضا نسبة خسارة الطلاب لعذريتهم بما لا يقل عن 65 بالمائة. لكن برنامجين آخرين لم يبد أنهما كانا فاعلين بتاتا. في مدرسة فلووينغ ويلز الثانوية في تكسون، أريزونا، يتدافع طلاب السنة الثانية على أقلام "الجنس يمكن أن ينتظر" في حصة بات ميريل عن العفة، لكن لم يظهر حتى الآن ما إذا كانت الرسالة ستبقى لوقت أطول من الوقت اللازم لنفاد حبر تلك الأقلام. تساعد ميريل الطلاب على التعرف إلى "لغات الحب" التي تتعدى الجنس (ككلمات التوكيد) وتجعلهم يسجلون "أمورا جذابة" تركز على الشخصية بدل الشهوات. وعلى ملصق فوق الحائط يظهر مراهقان يرتديان سروالي جينز بخصر منخفض أغلق سحابهما بقفل كبير، ويقدم الملصق نصيحة تقول: "ضع قفلا عليه" وهذا هو السؤال الكبير: هل سيفعلون ذلك؟ كان ذلك أمرا يقلق حوله الآباء. لكن حتى البيت الأبيض يريد أن يعرف الجواب في وقت تنتقل فيه العفة إلى وسط المعركة السياسية.