تتزايد يوما بعد يوم جمعيات بأوروبا وأمريكا تشجع على التشبث بالقيم والأخلاق وتحارب الإباحية والتفكك الأخلاقي، مستعملة في ذلك مختلف وسائل التوعية والتحسيس ويقبل العديد من الشباب في هذه الدول على برامج هذه المؤسسات، وتلقى دعما من حكومتها، في وقت لا تلقي الحكومة المغربية للموضوع أدنى اهتمام، بل لم تستطع جمعيات للمجتمع المدني أن تكون متخصصة في هذه المجالات إذا ما ستثنينا الحركات الإسلامية وبعض جمعيات المجتمع المدني التي تقوم بدورها عبر التأطير التربوي للشباب لكن يبقى حضورها باهتا. ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية تتلقى المؤسسات الدراسية الجامعية والجمعيات التي تدعم برامج الاستعفاف مساعدات مالية متصاعدة. ويدعى المراهقون إلى الانخراط في جمعيات مثل لست أنا.. ليس الآن، على الحب أن ينتظر وأصدقاء أولا، للتعاون على احترام الالتزام الجماعي بالاستعفاف. إلى غاية سنة 2005 وصل عدد الفتيان والفتيات الذين قبلوا التوقيع على هذا العقد الأخلاقي حوالي مليونين ونصف المليون، ويلح المنخرطون في هذه الحركة على أنه من اللازم أن يتعلم العضو التحكم في نزواته وشهوته الجنسية لتكوين شخصيته واحترام الآخروالحفاظ على العذرية إلى حين الزواج. وكانت الأسبوعية الأمريكية نيوزويك قد نشرت تقريرا عن حركة العفة الأمريكية في نسختها العربية أهم ما فيه مقالان حول استمساك المراهقين الأميركيين بالعذرية والعفة، وانخراط الحكومة الأميركية في ذلك، بل ودعمها المالي والمعنوي للاختيار الجديد عن طريق الزيادة في الغلاف المالي المخصص للإنفاق على برامج العفة ليصل إلى 135 مليون دولار عام 2003 بعد أن كان في حدود 60 مليون دولار عام .1998 برامج العفة التي تشترك فيها العديد من الهيئات والجمعيات والمؤسسات التعليمية وصلت إلى 700 برنامج، وتجد إقبالا متزايدا من الأبناء والآباء. وغير بعيد عن الحملة يقف اليمين المسيحي المحافظ ويقدم المساعدات المتعددة، كما أن وباء الإيدز الذي يحصد الملايين ليلا ونهارا من الأسباب الرئيسية في ذلك. وفي عام 2005 زاد جورج بوش في نسبة الإنفاق على العفة موفيا بوعد انتخابي قطعه بالإنفاق بمقدار الإنفاق على برامج تنظيم الأسرة لليافعين. ولمحاربة الإيدز تلجأ جمعية كبيرة اسمها العفة في كندا إلى إعادة الاعتبار إلى العفة عبر الدعوة إلى تشجيع العذرية وتأجيل اللقاء الجنسي الأول إلى يوم الزفاف. وصارت صيحة عفيفات وفخورات بذلك موضة صاعدة بين الفتيات والفتيان الأوروبيين، ففي سويسرا مثلا،عادت ظاهرة العفة إلى صفوف الشبان والشابات. هذه الصيحة في أروبا نحتاج فعلا أن تنقل للمغرب في وقت أصبحت الموضة هي العلاقات غير الشرعية، وفي وقت أضحت مؤسسات الدولة حبيسة ثقافة النوع ومقررات بيكين.