عندما تم عقد مؤتمر دولي تحسيسي بمخاطر داء قصور المناعة المكتسب " السيدا " ، بمدينة الدارالبيضاء في أواخر شهر مارس 2010 ، اقترح فريق تلفزي فرنسي بهذه المناسبة على الناشطة الجمعوية ميلودة أن تتعاون معه في تصوير شريط تشرح من خلاله لجمهور نسائي من بائعات الهوى كيفية استعمال العازل الطبي ، وبعد التصوير انتشرت لقطات " شروحات " ميلودة على صفحات الفيديو بالشبكة العنكبوتية ، وشعر كثيرون بالاستفزازعندما أقحمت السيدة ميلودة العازل الطبي في فمها لتشرح للنساء اللوتي حجبت وجوههن كيفية التحايل على الزبون الذي لا يسمح باستعمال العازل الطبي من أجل القيام بعملية الجنس الفمي . اللقطة الآنفة الذكر ، كانت الضربة القاضية للسيدة ميمونة في بلد محافظ مسلم كالمغرب، جريدة شعبية كالمساء نشرت صورة المرأة ، واستنكرت المشهد بطريقة يراها صحافيي " فرانس 24 " خارجة عن حدود وأخلاقيات المهنة في برنامج خاص حول الموضوع ، وفي مقال لاحق بررت الصحيفة المغربية هجومها على حرية وشخصية إمرأة بريئة بأنه دفاع عن طهارة وقدسية المجتمع المغربي ، حيث قال كاتب عمود بالصحيفة المذكورة في مقال بعنوان : الزين يحشم على زينو ... : " إذا سمحت القناة الفرنسية بعرض وبيع صورة ميلودة مكشوفة في ذلك الموقف المخل بالحياء فلماذا لا نقوم بنفس العمل " . وكتب كاتب آخر في جريدة إلكترونية مغربية مقالا مشابه لما ذكرته " المساء " بعنوان " وجنت براقش على نفسها " ، حمل فيه السيدة ميلودة مسؤولية ما يمكن أن تتعرض له من إساءة وعنف. براقش كانت كلبة في المثل العربي فضحت قبيلتها وعرضتها للعدوان بسبب نباحها. هذه الأقلام المغربية كانت متسرعة في شيطنة السيدة ميلودة ، حيث لم يكلفوا أنفسهم سماع رأي المغاربة حول العالم في هذا الموضوع ، فبرنامج الدردشة الصوتية " البالتولك " يتيح لجميع مغاربة العالم مجالا واسعا للتعبيرعن رأيهم في كل ما يتعلق بالمواضيع الخلافية حول بلادهم ، وأبرز مثال على ذلك غرفة المغرب في أمريكا كندا أوروبا والعالم، وهي غرفة أراد أصحابها أن تكون غرفة مفتوحة للجميع وتؤمن بالإختلاف وتناقش فيها جميع المواضع المتعلقة بالمغرب ، وبمناسبة قضية السيدة ميلودة ، تم طرح هذا الموضوع في عطلة نهاية الأسبوع 24-25 أبريل 2010 ، وكانت الآراء التالية : المداخلة 1 : حجاب المرأة غير شرعي ، سلوكها غير إسلامي ، لباسها غير متحشم ، السروال ضيق ، " اقرأ " من فوق و " روتانا " من تحث هي لا تمثل الإسلام... المداخلة 2 : كان الأجدر أن تقوم إمرأة غير محجبة بهذا العمل ، هذه إساءة للإسلام، هذه خطة مبيتة للضرب في المحجبات... المداخلة 3 : كان على ميمونة أن تنصح بائعات الهوى بالإبتعاد عن الفاحشة والزنا عوض توزيع العازل الطبي في مشهد مخزي لمجسمات من مختلف الأشكال والألوان للعضو التناسلي الذكوري... المداخلة 4 : المص في الشرع أصلا محرم كيف تقوم بذالك ميمونة وتوضحه للنساء ؟ المداخلة 5 : ميمونة تقوم بإشهار لمنتجات معينة من العازل الطبي، التصوير جيد ومهني، هي كانت بعلم أنها ستظهر كاملة في المشهد، لماذا تم حجب وجوه باقي النساء؟ المداخلة 6 : ميمونة كانت تعرف العواقب وهي أرادت اللجوء للغرب فليستقبلها الغرب الفاحش وليرحنا من أمثالها... المداخلة 7 : ليس كل من لبس الحجاب أو أطال اللحية مسلم ، الإسلام أطهر وأنقى من هذا... شيخ يمني إكتشف دواء من الأعشاب ضد " السيدا " لكن أميركا تحاربه من أجل بيع أدويتها الغالية... في الاتجاه المعاكس ، كانت هناك ردود أخرى: المداخلة 8 : كان هناك خطأ مهني للقناة الفرنسية التي أزالت الشريط من الشبكة بعد انتشاره ، لكن المدافعون عن الأخلاق والطهارة إحتفظوا به في بلدنا ، ميمونة ضحية، لمذا يركز البعض فقط على الحجاب، أليست هي إنسانة بالدرجة الأولى؟ . المداخلة 9 : للغرب صورة نمطية ومسبقة عن المرأة المتحجبة في العالم الإسلامي، ميمونة كسرت هذه الصورة بحداثتها وجرأتها أمام الكاميرا، المرأة المتحجبة يمكن أن تشتغل أيضا في عمل ميداني وتحسيسي كمحاربة مرض السيدا أو الإيدز الخطير... المداخلة 10 : ميمونة كانت جريئة في بلد محافظ ولكن هل يبرر عملها الترشيدي لجمهور مختار من بائعات الهوى كل العنف الكلامي والتهديدات وعدم القبول والرفض الإجتماعي الذي قوبلت به ؟ . المداخلة 11 : دورصحيفة المساء في هذه الضجة التي تدعي الحداثة لكنها تحارب كثير من مظاهر الحرية الشخصية وحرية الرأي في المغرب حينما تتخد مواقف شعبوية تتماشى مع التيار العام ولو كان على حساب الأقليات ؟ . المداخلة 12 : هل ستستطيع سيدة مغربية أخرى بحجاب أم بدونه ممارسة عملها بدون أن تتعرض لضغوطات وممرسات عدوانية ؟ . المداخلة 13 : خبر في جريدة سعودية كبيرة، تزويج جماعي للعديد من حاملي " السيدا " أو الإيدز في العربية السعودية ، هناك أيضا عمل تحسيسي بمخاطر هذا المرض الفتاك في هذا البلد...كيف دخل هذا الفيروس بالرغم من حراسة شرطة الأخلاق القوية هناك؟ هل يكفي الوعظ والإرشاد لحل مشاكلنا الواقعية في العالم الإسلامي أم علينا مواجهتها بطرق عقلانية وواقعية ؟ . المداخلة 14 : مستعملي الشبكة الدولية في المغرب يزورون المواقع الإباحية ، وهي من المواقع الأولى حسب تصنيف " أليكسا " ، لماذا يغتاظون من مشاهدة امرأة تدخل عازل طبي في فمها وتهب لإقحام قضيب صناعي في فمها من أجل شرح تطبقي لمجموعة من النساء، كان من اللازم أن لا تكون هناك عيون رجالية ولو وراء الشاشة؟ . هذه الآراء قد تساعدنا في رسم خريطة الأخلاق، الدين والطابوهات في مجتمع محافظ وفي نفس الوقت متفتح كالمغرب، بلد حصلت فيه النساء على حقوق مدنية ملموسة وتنشط فيه كثير من النساء في مراكز مهممة ومسؤولة، وفي نفس الوقت تنتشر فيه صور نمطية لقوى تستمد نظرتها للعالم من رؤى تاريخية وتراثية تريد أن تحدد للنساء كيف تتصرف وتتحركوتفكر حثى تنال رضاها ، وكذلك انتشار صور نمطية للغرب الذي يعتقد أن كل نسائنا خاضعات ولا يتعدى مجال إهتمامهن الميادين الثلاتة المطبخ، الأولاد والمعبد. المؤسف في كل هذا أننا تناسينا موضوع المرض الفتاك وكيفية محاربته وسبحنا مع الكثير من أنصار الوعظ والإرشاد في عالم الأخلاق والمثل العليا وكيف يجب لنا أن نكون وليس كيف نحن الآن.... يهمني سماع رأيكم. روابط مفيدة: غرفة المغرب أمريكا كندا أروبا والعالم، وهي غرفة أراد أصحابها أن تكون غرفة مفتوحة للجميع وتؤمن بالإختلاف حيث تناقش فيها جميع المواضع المتعلقة بالمغرب، الرابط للإستماع لما يدور في الغرفة من حوار مباشرة بدون تسجيل العضوية هناك: http://chat.paltalk.com/g2/paltalk/1298380775 http://chat.paltalk.com/g2/paltalk/1298380775 الموقع الرسمي لملتقى السيدا في المغرب http://www.vihcasablanca2010.com/index.htm http://www.vihcasablanca2010.com/index.htm الجمعية المغربية لمحاربة السيدا تنظم يوما لإجراء الفحوصات بالمجان http://www.medi1sat.ma/ar/info.aspx?id=5566 http://www.medi1sat.ma/ar/info.aspx?id=5566 http://chat.paltalk.com/g2/paltalk/1298380775