اعتقل كومندو أمني صباح يوم الأحد الماضي «إرهابيين» بأحد الفنادق الكبرى بالعاصمة العلمية فاس. ورفضت جهات أمنية مسؤولة بالمدينة إعطاء أي تفاصيل حول هذا الاعتقال وملابساته، مكتفية بتأكيد الخبر والقول بأن الكومندو الذي اعتقل هذين المتهمين بالتخطيط لعمليات إرهابية جاء من الرباط ليقوم بعملية الاعتقال. وتجهل إلى حد الآن هوية المعتقلين، كما تجهل الوجهة التي آلا إليها. إضافة إلى أن التهمة الموجهة لهما لم تتضح بعد. ويحتمل أن تكون عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أو من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني هي من قامت بمداهمة الفندق لاعتقال المتهمين بعد ترصد مسبق لهما. وتطغى السرية غالبا على مثل هذه العمليات لأن من شأن تسرب الخبر أن يؤدي إلى هفوات في متابعة متورطين محتملين آخرين. كما أن فاس تقدم على أنها من المدن السياحية الأساسية ببلادنا، وغالبا ما تحاط أخبارها الأمنية بالسرية، خصوصا ما تعلق منها بالإرهاب، لأن من شأن تسربها إلى الرأي العام أن يؤدي إلى تخوف السياح على أنفسهم، وبالتالي تراجع السياحة. الفندق الذي اعتقل فيه هذان الشخصان يسمى ب»زهرة الجبل»، وهو من الفنادق الكبرى بوسط المدينة، وهو مجاور لفندق «روايال ميراج» بشارع الحسن الثاني، أكبر شوارع فاس. وتقدم فاس على أنها من معاقل ما يعرف بالسلفية الجهادية، وذلك إلى جانب كل من مكناس وتطوان والدار البيضاءوالرباط. وينحدر عدد مهم من المعتقلين على خلفية هذا الملف، من هذه المدينة، وبالتحديد من أطرافها الهامشية. وتحتضن فاس العديد من الأحياء التي تعرف بكونها مشتلا لما يعرف بالتيار السلفي، وعلى رأسها حي «عوينات الحجاج»، وهو من أفقر الأحياء الهامشية بهذه المدينة ومن أكثرها شهرة بانتشار جميع مظاهر التطرف والانحراف.