كشف البشير الزناكي، الناطق الرسمي باسم «حركة لكل الديمقراطيين» التي يقودها صديق الملك فؤاد عالي الهمة، أن هذه المبادرة ليست إطارا مدنيا كما راج في أكثر من وسيلة إعلامية، وإنما هي إطار سياسي يعتمد البعد الجهوي كمؤطر لعمل الحركة الذي يركز في المقام الأول على القرب من المواطنين والاستجابة لحاجاتهم. وقال الزناكي، الذي لازال يحتفظ بعضويته داخل المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي في تصريح ل«المساء»، إن من مهام المنخرطين في هذه المبادرة معالجة الاختلالات السياسية القائمة في البلد، والعمل على استرجاع ثقة المواطنين في العمل السياسي، خاصة بعد نسبة العزوف العالية المسجلة في آخر استحقاق تشريعي ل7 شتنبر المنصرم. واعتبر قيادي في حزب الاستقلال، رفض الكشف عن اسمه، أن مبادرة الهمة نواة تمهيدية لحزب سياسي مرحب بها، من حيث المبدأ، إذا كانت تهدف إلى تخليق الحياة السياسية، «لكن الملاحظ هو أن أصحاب هذه المبادرة جلهم أسماء ليس لها تاريخ في العمل السياسي وإنما هي أسماء معروفة بالتدبير الاقتصادي ومن مواقع رسمية». وهو ما يدعو، حسب المصدر نفسه، إلى «ضرورة التأني في إصدار أي حكم نهائي على هذه المبادرة التي نخشى أن تساهم هي الأخرى في مزيد من تلويث العمل السياسي». وفي الوقت الذي أبدت فيه العديد من الأحزاب السياسية انزعاجها من مبادرة الهمة، خاصة أن موقعي بيانها وجهوا اتهاما مباشرا لهذه الأحزاب، أشاروا فيه إلى ما أسموه ب«تراجع مهام تأطير المواطنين من طرف النخب بمختلف مشاربها»، نفى الزناكي أن تكون هذه المبادرة موجهة ضد الأحزاب السياسية أو ضد الإسلاميين، مؤكدا أنهم في «حركة لكل الديمقراطيين» اتصلوا بالعديد من الأطر الحزبية والكفاءات والفاعلين، بينهم شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي. وأعرب لحسن الدوادي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن تخوفه من مبادرة الهمة إذا لم تقف السلطة على الحياد في التعامل مع أصحابها، «خاصة أننا لاحظنا كيف احتضنها الإعلام العمومي وخصص لها دعاية استثنائية». وقال الداودي في تصريح ل«المساء»: «إننا في العدالة والتنمية سوف لن نراقب حركة الهمة، وإنما سنراقب حركة السلطة لنرى هل ستتعامل معها كما تتعامل مع بقية الأطراف السياسية أم لا». إلى ذلك، قال رشيد الطالبي العلمي، وزير سابق وأحد الموقعين على بيان مبادرة الهمة، إن توقيعه جاء بشكل تلقائي انطلاقا من إيمانه بأن هذه المبادرة سوف تقطع مع الأساليب الكلاسيكية في العمل السياسي. وحول ما إذا كان انخراطه في مبادرة الهمة بداية لقطيعته مع حزب التجمع الوطني للأحرار، أكد الطالبي العلمي أنه لم يعد يحضر اجتماعات المكتب التنفيذي للحزب منذ آخر اجتماع ليلة تشكيل حكومة عباس الفاسي، لكن، يقول الطالبي العلمي، الانتماء السياسي لا يمنع من الانخراط في هذه المبادرة، قبل أن يتساءل قائلا: «ما المانع أن يلتحق حزب التجمع الوطني للأحرار بمحض إرادته بهذه المبادرة إذا كانت تخدم الصالح العام».