عاب نور الدين عيوش، رئيس جمعية «2007 دابا»، على فؤاد عالي الهمة صاحب «حركة لكل الديمقراطيين» استغلال صداقته مع الملك في تأسيس هذه الحركة. وقال عيوش، في اتصال مع «المساء»، إن «السياسة ينبغي أن تمارس بمعزل عن توظيف سمعة الملك الطيبة في مشروع سياسي يوهم الناس بأن الملك هو الذي يقف وراءه»، مشددا على أن «الملك ليس طرفا في كل الخلافات التي تقع بين الأحزاب، وهو في خدمة المغاربة جميعا بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية». وأوضح عيوش أن الصداقة مع الملك ليست امتيازا، بل هي مسؤولية تلزم أصدقاء الملك ب«ألا ينخرطوا في مبادرات غير مدروسة بدقة قد يدفع ثمنها الملك نفسه في حالة فشل هذه المبادرات»، مضيفا أن «جل الذين انخرطوا في حركة الهمة، من وزراء وأطر وفاعلين مدنيين وسياسيين، كان دافعهم إلى هذا الانخراط هو أن فؤاد عالي الهمة صديق للملك، لأنه لو كان هؤلاء يريديون إصلاح الحياة السياسية، فالمطلوب ليس هو تأسيس حزب سياسي وإنما هو الانخراط في الأحزاب الموجودة حاليا». ونفى البشير الزناكي، المفوض رسميا بالحديث باسم «حركة لكل الديمقراطيين»، أن تكون هذه الحركة توظف اسم الملك في عملها. وقال، في تصريح ل«المساء»: «إننا نشتغل من داخل مؤسسات البلاد كما تشتغل باقي الهيئات المدنية والسياسية في احترام تام للقوانين الجاري بها العمل»، مؤكدا «أننا في هذه الحركة لم نقل يوما ما إننا نشتغل باسم الملك». وبينما يؤكد نبيل بنعبد الله، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أنه ضد استغلال ورقة صداقة الملك في أي مجال، سواء كان سياسيا أو مدنيا، لأن الرهان في مثل هذه القضايا ينبغي أن يكون على الذات، توقع عيوش أن يكون الفشل هو مصير «حركة لكل الديمقراطيين» لأن أصحابها، في نظره، «يريدون أن يمارسوا السياسة في غياب استراتيجية يوضحون فيها برامجهم باستثناء الرهان على القرب من الملك»، ولهذا، يقول عيوش، «لاحظنا هذا الغموض في حركة الهمة، فأصحابها لا يعرفون، ولا نحن ولا الرأي العام، ما إذا كانت هذه الحركة مدنية أو سياسية أو حركة بهوية أخرى»، قبل أن يتابع قائلا: «كفى من بلقنة المشهد الحزبي، لأن المغرب حاليا، في حاجة إلى ثلاثة أقطاب سياسية لا أقل ولا أكثر».