بدأت حركة لكل الديمقراطيين لفؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية سابقا، في تجميع أعيان الجهات والأقاليم. فقد شهدت مدينة أكادير أول أمس السبت أول لقاء للحركة في سلسلة اللقاءات الجهوية، حضره عدد من مسؤولي الجهة وبعض عمداء ورؤساء الجهات في المملكة. وبقدر ما شكل اللقاء مناسبة أولى لتواصل الحركة مع منتخبي ومواطني جهة أكادير سوس ماسة، غذى المزيد من التساؤلات بشأن طبيعتها التنظيمية وسعيها إلى التحول إلى حزب سياسي من عدمه، لتكون بذلك إعادة لتجارب سياسية سابقة شهدها المغرب. لكن محمد البشير الزناكي، الناطق الرسمي باسم حركة الهمة، نفى أن يكون هاجس التحول إلى حزب واردا لدى الحركة التي لا تزال تبحث عن نفسها وسط فسيفساء سياسي يتميز بالتشتت والبلقنة. وقال الزناكي في تصريحات ل«المساء» إن لقاء أكادير يندرج ضمن استراتيجية الحركة للتواصل مع جميع المكونات السياسية والاجتماعية والمجتمع المدني في المغرب، مشيرا إلى أن الحركة سطرت لقاءات أخرى ستعقد في بحر الأسابيع المقبلة بكل من الرباط والدار البيضاء وطنجة. وبخصوص احتمال المشاركة في الانتخابات البلدية في العام المقبل، قال الزناكي: «نسعى إلى تسجيل الحضور بقوة خلال هذه المرحلة»، ونفى أن يكون لدى الحركة جواب جاهز بشأن موضوع المشاركة في تلك الانتخابات، لكنه قال إن مقاربة الحركة هي مقاربة محلية وجهوية، نافيا في الوقت ذاته أن تقدم الحركة مرشحين لها في الانتخابات البلدية بصفتها حركة أو حزبا سياسيا. وقال محمد الطوزي، أحد المشاركين في لقاء أكادير أول أمس، ل«المساء»: «إن مراوحة الحركة بين طبيعتها الحالية كحركة اجتماعية وسياسية وبين هاجس تحولها إلى حزب سياسي تطرح العديد من التساؤلات لدى المراقبين والمواطنين الذين يبقى موقفهم من الحركة متميزا بما وصفه ب«الحذر» أو الترقب، وحول لقاء أكادير وهل يندرج ضمن سعي الحركة إلى استقطاب الأعيان، قال الطوزي في تصريحات ل«المساء» إن التركيز على الأعيان التقليديين يبقى مطروحا لدى الحركة، لكن الهاجس الأكبر هو المراهنة على الشباب والأطر الجديدة. وأضاف الطوزي أن حركة الهمة لا تطرح نفسها كحزب سياسي، وإنما تسعى إلى دفع الفاعلين السياسيين الموجودين في الساحة إلى بلورة تصورات أكبر ورسم سيناريوهات واضحة لاقتراح حلول لمشاكل المغرب، لأنها ترى أنه لا يمكن أن يكون هناك أكثر من ثلاثين حلا لهذه المشاكل، بعدد الأحزاب السياسية الموجودة. وبخصوص هذه السيناريوهات قال الطوزي إنها لا يمكن أن تخرج عن ثلاثة هي السيناريو التقليدي والسيناريو الحداثي والسيناريو الإسلامي. وفي اتصال بنور الدين عيوش، رئيس جمعية «2007 دابا»، قال إنه لم يغير موقفه من حركة الهمة التي سبق أن أدلى بها في مناسبات سابقة، والتي عبر فيها عن رفضه لها ودعا فيها إلى عدم استغلال القرب من الملك. وقال عيوش في تصريح ل«المساء»: «لن أغير موقفي من الحركة حتى تغير سياستها واستراتيجيتها».