ينتظر أن يلتئم أكثر من 300 عضو من رفاق فؤاد عالي الهمة، مؤسس «حركة لكل الديمقراطيين»، طيلة يوم السبت القادم في ملتقى وطني بالمدرسة الوطنية للأطر بالرباط، للتداول في مستقبل الحركة، خاصة بعد حالة الفتور والارتباك التي دخلتها أجهزتها منذ الإعلان عن ميلاد حزب «الأصالة والمعاصرة». وحسب مصدر من الحركة، فإن «ميلاد الأصالة والمعاصرة» خلف نوعا من «اللبس والغموض حول طبيعة العلاقة التي تربط بين الحركة والحزب»، مشيرا إلى أن «هناك من تحدث عن إمكانية حل الحركة والتحاق أعضائها بالأصالة والمعاصرة، وهو ما خلق نوعا من التشويش والضبابية لدى الرأي العام حول مستقبل الحركة». وبحسب مصدرنا فإن لقاء السبت القادم هو محطة حاسمة لإزالة كل أنواع الخلط بين الحزب والحركة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن للحركة أجهزتها الخاصة وتشتغل في استقلالية تامة عن حزب الأصالة والمعاصرة، رغم بعض الخصوصية التي تربطها به. و«لتفادي هذا اللبس، يقول المصدر نفسه، فإن قيادة الحركة لم تستدع قيادة الأصالة والمعاصرة إلى هذا الملتقى»، وهذا يعني أن فؤاد عالي الهمة ربما لن يحضر لقاء الحركة، حيث يبدو هذا الموقف مؤشرا على بداية التصدع داخل حركة الهمة، حيث لا يمكن تصور حركة لكل الديمقراطيين في غياب مؤسسها الهمة، الوزير المنتدب السابق في الداخلية، وصديق الملك محمد السادس. وكان عدد من أعضاء الحركة مثل فتيحة العيادي، وأحمد اخشيشن، قد رفضوا الالتحاق بحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك بسبب ضمه خليطا غير متجانس من اليمين واليسار، وتخبطه في المواقف. مقابل ذلك، يرى مراقبون أن هذا اللبس الذي صاحب أداء «حركة لكل الديمقراطيين» غير مرتبط بميلاد حزب الأصالة والمعاصرة، بل صاحب أداء الحركة منذ ميلادها قبل سنة، خاصة عندما صرحت قيادتها، عند الإعلان عن تأسيسها، بأن «حركة لكل الديمقراطيين ليست جمعية وليست حزبا، بل هي أكبر من حزب». ووصل هذا الغموض في أداء الحركة مداه عندما فهم من تصريحات بعض قياديي الحركة أن مشروعهم السياسي جاء للحد من قوة الإسلاميين، من جهة، وأنهم يدعمون مشروع الملك محمد السادس من جهة أخرى. وينتظر أن يلقي أحمد اخشيشن، رئيس حركة لكل الديمقراطيين، عرضا في هذا الملتقى يتضمن تقييما لمسيرة الحركة. وسيتوزع المشاركون في هذا الملتقى، الذين سيحضرون من مختلف جهات المغرب، على ورشات بينها ورشة الانتخابات وورشة التنظيم الداخلي. وفي هذا السياق يقول مصدر من الحركة إن الأخيرة ستبحث في الورشة المتعلقة بالانتخابات الكيفية التي ستساهم بها في الانتخابات الجماعية المقبلة. ويختلف أعضاء الحركة حول أي حزب يمكنهم دعمه، حيث يدعو البعض إلى دعم جميع الأحزاب التي يتشاطرون معها نفس المواقف، مع استثناء الإسلاميين «لاختلاف مشروعهم عن المشروع التحديثي للملك»، في حين يرى آخرون ضرورة دعم حزب الأصالة والمعاصرة. ويأتي عقد هذا اللقاء بعد الانتقادات والضربات المتتالية التي تلقاها الهمة وحزبه، من طرف الإسلاميين، من جهة، ومن جهات عليا، سخرت إمكانيات لإفشال مشروعه من جهة أخرى. ونسبة إلى المصدر نفسه، فإن هذا الملتقى لن يكون ملتقى عاديا، بل سيكون ملتقى لاتخاذ قرارات خاصة في الشق المتعلق بهيكلة الحركة والدخول مباشرة في تنزيل هذه القرارات في المدن والأقاليم.