عقدت الحركة من أجل كل الديمقراطيين، التي أنشئت في يناير من السنة الماضية من طرف فؤاد عالي الهمة، الوزير المنتدب في الداخلية سابقا، أول اجتماع رسمي لمجلسها الوطني أول أمس الاثنين بعد غيبة طويلة دامت 6 أشهر، حضره العديد من أعضائها، ولوحظ حضور مصطفى الباكوري، المدير العام السابق لصندوق الإيداع والتدبير، في أول ظهور إعلامي له منذ إعفائه من مهمته في شهر يونيو الماضي، كما حضر الاجتماع محمد الشيخ بيد الله، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة. وكان ميلاد الحركة قبل عام قد أثار جدلا في الأوساط السياسية بشأن ما إن كان طموح مؤسسيها هو تأسيس حزب سياسي أم الاكتفاء بالعمل الجمعوي، فيما كان أصحابها يؤكدون أنها حركة لجميع الديمقراطيين بصرف النظر عن اللون السياسي للأعضاء الذين يعلنون التحاقهم بها، على أساس أن تكون منتدى فكريا يفتح مجموعة من الأوراش في أفق تعزيز المسار الديمقراطي في المغرب. وحسب مصدر من الحركة، رغب في عدم الكشف عن اسمه، فقط تطرق الاجتماع، الذي هو الأول من نوعه منذ ظهور حزب الأصالة والمعاصرة الذي غطى على الحركة وطرح تساؤلات حول استمرارها من عدمه، إلى مسألة الاستقلالية عن حزب الجرار، والرد على ما يشاع بخصوص كونها شكلت مجرد مطية لإنشاء حزب الأصالة والمعاصرة قبل أن تتراجع إلى الوراء. وقال المصدر بهذا الخصوص إن الاجتماع أكد على دور الحركة في المرحلة الحالية، واستمرارها في نفس الاتجاه الذي رسمته منذ تأسيسها، وهو فتح الأوراش الكبرى التي تهم المواطنين ووضع برنامج عمل للمرحلة القادمة. كما أشار المصدر إلى أن الاجتماع تداول مسألة الطابع التعددي داخل الحركة بين مختلف الأطياف المشكلة لها، وهو الأمر الذي سيتأكد حسب المصدر لدى تشكيل الأجهزة التنظيمية للحركة قريبا، مضيفا أن الخيار المنفتح للحركة سيتعزز في المرحلة القادمة بالانفتاح على مختلف الفعاليات، بما فيها تلك التي لم تكن موجودة لدى تأسيسها. وقد أثيرت خلال الاجتماع قضية هيمنة حزب الأصالة والمعاصرة في المرحلة الماضية، والوتيرة المتسارعة التي سار بها، بحيث أصبحت الحركة مجرد ظل تابع له. وفي هذا الإطار، أكد المجتمعون على ضرورة الابتعاد عن الحزب لإزالة هذا الانطباع الذي ساد طيلة العام الماضي. وخلال الاجتماع، ألقى الحبيب بلكوش، الكاتب العام للحركة، عرضا مفصلا حول الوضعية الراهنة للحركة في ضوء التحولات التي شهدها المغرب في المرحلة الماضية، وفي ضوء التطورات داخل الحركة. وقال بلكوش، في تصريحات ل«المساء»، إن المناقشات التي سجلت خلال الاجتماع خلصت إلى اعتماد ثلاثة محاور استراتيجية مهيكلة لجميع أنشطة وبرامج الحركة، تتعلق بإثراء المشروع الحداثي الديمقراطي، وإطلاق حوار وطني حول القضايا الكبرى التي تهم البلاد، بما فيها القضايا الفكرية حول مجموعة من المواقف والخيارات، وإطلاق دينامية تنظيمية جديدة في صفوف الشباب بمختلف الأقاليم.