المساء استدعت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي سيجيب عن عدد من أسئلة نواب الأمة المرتبطة بالمشروع المعلن مؤخرا، والمتمثل في إحداث القطار السريع بالمغرب. وينتظر النواب أن يتلقوا من المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية إجابات حول الجدوى من هذا الاستثمار وتداعياته على الأوراش الأخرى للمكتب، وحول عدد المسافرين وأسعار التذاكر وآليات التمويل. وكشف لحسن الداودي، عضو لجنة المالية والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، في تصريح ل«المساء»، أن إشكالية المشروع الجديد «تي.جي.في» تكمن في أن المغرب لم يقم بدراسة جدوى بشأنه ليقف عند النقط التي سيستفيد منها المواطن، مشيرا إلى أنه «رغم أن المسؤولين المغاربة أعلنوا عن المشروع، فإنه لا يعرف، إلى حدود الآن، كم ستكون تكلفته. وتساءل عما كانت وزارة التجهيز ومعها المكتب الوطني للسكك الحديدية قاما فعلا بدراسة لكل هذه الأشياء. هذا، وتم الكشف مؤخرا عن تفاصيل مشروع إنشاء القطار السريع «تي.جي.في» الذي رصدت له ميزانية إجمالية تقدر ب100 مليار درهم موجهة إلى الاستثمار في البنية التحتية، وهو ما يشكل 0.6 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي. وأعلن غلاب أن ربط عدد من المدن المغربية بخطوط جديدة للقطارات السريعة بات ضرورة ملحة لمواكبة التنمية الاقتصادية التي يشهدها المغرب، ولتقديم منتوج تنافسي للمستهلك المغربي، بالإضافة إلى الاستجابة لطموحات القطاع السياحي. ويعتبر غلاب أن «تي.جي.في» يعد وسيلة ناجعة لفك العزلة الجغرافية وتسهيل الاندماج الدولي وتشجيع المبادلات الأورو-إفريقية». وقال المتحدث نفسه، عند الإعلان عن «تي.جي.في» بالمغرب: هذا المشروع الطموح ضروري لمواجهة الطلب المضطرد الذي تعرفه السوق الوطنية لنقل المسافرين والذي سيصعب على الشبكة الحالية استيعابه مستقبلا». وتوقع غلاب إنجاز شبكة من الخطوط الحديدية للقطارات السريعة تصل إلى 1500 كلم في أفق سنة 2015، وذلك عبر مرحلتين، الأولى تهم الخط الأطلنتي، الذي يربط بين مدينتي طنجة وأكادير عبر مدن الرباط ومراكش والصويرة، والثانية تهم الخط «المغاربي»، الذي يربط بين مدن البيضاء والرباط ووجدة ويصل إلى حدود مدن طرابلس والجزائر وتونس، في إطار المشروع المستقبلي الذي سيربط المدن المغاربية بالخطوط السريعة. وفي سياق متصل، قال غلاب إن مدة الرحلة ما بين طنجة والدارالبيضاء ستتقلص من 5 ساعات و45 دقيقة حاليا إلى ساعة واحدة ونصف عبر «تي.جي.في»، وإن مدة الرحلة الرابطة بين الدارالبيضاء ومراكش ستصبح ساعة واحدة وخمس دقائق عوض ثلاث ساعات وخمس عشرة دقيقة عبر القطارات المعمول بها حاليا، مشيرا إلى أن الرحلة التي تستغرق سبع ساعات و45 دقيقة ما بين مدينتي الدار البيضاء وأكادير ستصبح ساعتين و35 دقيقة. من جانبه، يؤكد المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية أن الشطر الأول من العمل بالقطار السريع سيهم الخط الرابط بين الدار البيضاء وطنجة، عبر خط سكة حديدية يبلغ طوله 200 كلم وسرعة قصوى ل«تي.جي.في» بمعدل 320 كلم في الساعة. وسيشرع في العمل به في يونيو من سنة 2013، لينقل ما مجموعه ثمانية ملايين مسافر بغلاف استثماري إجمالي يصل إلى 1.8 مليار أورو، معلنا أن شبكة السكك الحديدية التي سيمر فوقها «تي.جي.في» ستصل إلى 1500 كلم في أفق سنة 2030، وسيبلغ عدد المسافرين 133 مليون عوض ال52 مليون الذين من المتوقع أن يتنقلوا عبر القطارات المعمول بها حاليا في العشرين سنة المقبلة. يشار إلى أن المغرب وقع مع فرنسا على عقد اتفاق على بناء خط للقطار السريع بين طنجة والدار البيضاء، وستنفذه شركة «ألستوم». وتنتهي المرحلة الأولى من هذا المشروع بين طنجة والقنيطرة في 2013. وسيتيح هذا الخط بانتهائه وصل طنجة بالدار البيضاء في غضون ساعتين وعشر دقائق بدلا من خمس ساعات في الوقت الحاضر. وقال باتريك كرون، الرئيس التنفيذي لشركة «ألستوم»، الذي كان يرافق الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة للمغرب إن قيمة الصفقة مليارا يورو (2.8 مليار دولار). وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن نصف هذا المبلغ سيذهب إلى شركات فرنسية. كما وقعت «ألستوم» عقدا آخر مع المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربية بقيمة 74 مليون أورو لتسليم 20 عربة كهربائية من الجيل الجديد وصيانتها مدة سنتين ابتداء من 2010.