- كيف تقيم أشغال المجلس الوطني الأخير للاتحاد الاشتراكي؟ حسب المعطيات والأخبار التي تم تداولها في قصاصات الأنباء والجرائد، فإن هذا المجلس، الذي انعقد بعد الأزمة التي عاشها الاتحاد وما صاحبها من نقاش وردود فعل متباينة، لم يأت بجديد. والواضح من خلال هذا اللقاء أنه كانت هناك رجة قوية من طرف العديد من المناضلين في طرح الأسئلة وتقييم الأوضاع وإثارة المشاكل المعروفة. وجميع التدخلات ركزت على تشخيص المشاكل والأزمات والأخطاء القاتلة وتحديد المسؤوليات، كما أن هذا اللقاء كان فرصة لبداية طرح القضايا ومحاولة الاتجاه نحو عمق الأزمة، إلا أن الملاحظ أن هذا اللقاء لم تتخذ خلاله أية قرارات، باستثناء الاتفاق على الاستمرار في النقاش وعقد المجلس خلال الأسبوعين القادمين، وهذا يؤكد تمظهرات القلق والتساؤلات التي لم تتم الإجابة عنها سابقا. - ما هو تعليقك على قرار اليازغي بعدم تحمل المسؤولية في المؤتمر القادم؟ هذا القرار يبدو لي طبيعيا، خاصة إذا علمنا بأنه سبق له أن عبر عن نفس الموقف في محطات سابقة. الشيء الجديد في هذا القرار أنه تم الإعلان عنه خلال لقاء رسمي. وأنا شخصيا لم أكن أتصور أن اليازغي سوف يترشح لولاية أخرى، فقراره لم يكن سبقا صحفيا وهذا طبيعي، وما جعله يكون حدثا أن مسألة إعلانه ارتبطت بما حصل في أحزاب أخرى. تجدر الإشارة هنا إلى أن المناضلين هم الذين فرضوا أن يتم الاعتراف بوجود أزمة داخل الاتحاد، والقول، بعد هذا، بأنه تم تجاوز الأزمة على إثر هذا اللقاء هو محاولة أخرى لالتفاف على الواقع. وإنه من الخطأ بمكان الإقدام على محاولة نفي الواقع، والأزمة التي يعيشها الاتحاد ظهرت تجلياتها قبل انعقاد هذا المجلس، وهي ليست مجرد توتر عابر بل هي أزمة عميقة جوهرها سياسي بالأساس. - لماذا اختار المجلس الوطني عقد مؤتمر عادي وليس استثنائيا؟ لا أظن أن الأزمة التي عاشها الاتحاد يمكن أن يتم حلها عبر مؤتمر استثنائي، فأزمة الاتحاد عميقة وقديمة منذ سنوات، والأمر يقتضي إحداث رجة فكرية وسياسية وتنظيمية وإيديولوجية وتنظيمية. فالحل الأنسب والأصلح أن يشارك كل المناضلين والمتعاطفين والمنتسبين إلى الطرح الاشتراكي وكل الطاقات المنتسبة إلى التيار العام الاشتراكي والتقدمي العصري في تحضير هذا المنعطف والتحول. كما يتطلب الوضع أن يكون هناك إشراك واسع وأن تبدأ العملية من القاعدة وليس من القمة، وهذا يتطلب عقد مؤتمر عادي ديمقراطي فيه رؤية وتصور، وأن يتم فتح حوار على أوسع نطاق، وبعد ذلك تترك للمناضلين حرية اختيار ممثليهم على ضوء هذا النقاش. * عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي.