تعد جبهة البوليساريو بالنسبة لبعض الإسبان تلك «الحركة التحررية» التي طالما وفر لها الدعم المالي والسياسي من قبل الحكومة والمجتمع المدني في مختلف الأقاليم الإسبانية، وذلك بعد افتضاح ظاهرة العبودية في المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة في تيندوف الجزائرية التي تتخذ منها عاصمتها السياسية. الرباط المساء لم يوم أول أمس نشرت يومية «كانارياس7» تقريرا عن حالات العبودية في مخيمات تيندوف، بعد منح إحدى محاكم الدرجة الأولى بتيندوف الحرية لصحراوي مولود عام 1951 بمقابل مالي، مما كشف أن التقليد القديم الذي كان يقضي بشراء العبد لحريته أو عتق نفسه لا زال ساريا في المناطق الخاضعة لجبهة البوليساريو. وقالت الجريدة في تقريرها إن «العبودية والتمييز العنصري لا يزالان عملة رائجة في العديد من المناطق الإفريقية في القرن الحادي والعشرين، ولكن عندما نجد مثل هذا النظام الذي يعد خرقا لحقوق الإنسان داخل جبهة شعبية للتحرير مثل البوليساريو، فإن الأمر يتجاوز جميع التوقعات الاجتماعية والسياسية». لكن هذه الحالة ليست الوحيدة من نوعها في تيندوف، ففي شهر ماي الماضي قضت إحدى محاكم مورسية بإبقاء طفلة صحراوية، تدعى «سلطانة» وتبلغ من العمر 15 عاما، فوق التراب الإسباني، خشية وقوعها مرة أخرى ضحية العبودية لدى عائلات صحراوية في تيندوف تتخذ من الأطفال عبيدا، للعمل في البيوت في ظروف شاقة وغير إنسانية. وكانت سلطانة قد زارت إسبانيا في صيف عام 2002 ضمن ما يسمى «رحلات من أجل السلام» التي تنظمها جبهة البوليساريو كل عام لأطفال المخيمات، حيث يعيشون في ضيافة عائلات إسبانية طيلة فترة العطلة الصيفية. وخلال تلك الفترة أقامت الطفلة تحت رعاية أسرة إسبانية بمدينة قرطاجنة، لكنها بعد انتهاء العطلة رفضت العودة إلى المخيمات، وروت للأسرة المضيفة جزءا من قصتها قائلة: «أعيش مع خالي، وذات يوم جاءت امرأة من تيندوف فطلبت مني أمي أن أصحبها، وعندما وصلت إلى تيندوف أوضحوا لي ما يجب علي أن أفعله، فبدأت أستيقظ باكرة وأقوم بأشغال البيت، في الوقت الذي يذهب الأطفال الآخرون إلى المدرسة، لهذا السبب لا أحب أن أرجع إلى تيندوف، الصحراء ليست بلادي ولن أعود إليها، سيعاملونني بشكل سيء مثل المرة السابقة، وسأصبح مرة ثانية أمة لدى العائلة». تتمة ص.5