تعرض شابان يقطنان بحي القليعة بمدينة آسفي لعملية إحراق متعمدة، عندما أفرغ أحد الشبان، الذي كان في حالة هستيرية، قنينة بنزين داخل المحل الذي يقطن به أحد المحروقين رفقة أسرته التي تتكون من والدته وأخته اليافعة. خلال الأسبوع الجاري ذهب «العياشي بيدات»، الذي يعمل جنديا بأكاديمية مكناس لمرافقة خالته وابنيها (عبد الرحمان ورشيدة)، بعدما تناولوا وجبة العشاء في بيت العياشي ووالدته. واقتربت أسرة السبيوي عبد الرحمان التي رافقها العياشي من المنزل الذي تقطن به، لكنها لم تكن تدرك أنها ستتعرض لعملية حرق تقشعر لها الأبدان. لم يدم على وصول أسرة السبيوي إلى منزلها سوى دقائق، وبينما كانت الأسرة تودع ابن العائلة العياشي، الذي أوصلهم إلى منزلهم في الساعة الثانية والنصف حتى اقتحم شاب من شباب المنطقة معروف بلقب «بطة» المنزل هربا من أحد أبناء الحي في الوقت الذي طلب من أفراد الأسرة إيواءه موهما إياهم بأنه هارب من رجال الشرطة. طالب الهارب الموجودين بالمنزل بالصمت وعدم التفوه بكلمة واحدة، مشهرا في تلك اللحظة سكينا كبيرا في وجوههم، لكن تدخل العسكري العياشي بيدات، هدد الهارب بتسليمه لرجال الأمن في حالة عدم تسليم نفسه لهم، ستجعل «بطة» يشتاط غضبا، ليدخل في مشادات كلامية مع أصحاب المنزل، سيصل صيتها وصداها إلى خارج البيت، ليكتشف أمر الهارب «بطة» من قبل مطارده «ي.م». حينئذ بدأ المطارد «ي.م» ينادي على غريمه «بطة»، مطالبا إياه بالخروج والكف عن الاختباء، حيث كان يردد عبارة «اخرج عندي يلا كنت راجل»، في تلك اللحظة سيدرك أفراد الأسرة أن الأمر لا يتعلق بمطاردة بوليسية وإنما بصراع بين شخصين. خرج «بطة» من المنزل مستسلما، حسب ما ترويه والدة العياشي في اتصال مع «المساء»، لينهال عليه المدعو «ي.م» بالضرب. اعتقدت أسرة السبيوي أن الأمور ستقف عند هذا الحد، بل ستزداد سوءا عندما طرق «ي.م» الباب، وبمجرد أن قام «العياشي» بفتح الباب، فوجئ به وهو يفرغ قنينة بنزين على وجهه، وعلى باقي أفراد الأسرة وأضرم فيهم النار ثم لاذى بالفرار، إذ أصيب العياشي بجروح خطيرة في الوجه، وانتشار حروق طفيفة في أنحاء متفرقة من جسم الطالب الجامعي عبد الرحمان السبيوي، نقل على إثرها الأخير إلى مستشفى ابن رشد «موريزكو» لتلقي العلاجات، حيث وضع تحت العناية المركزة نظرا لإصاباته الخطيرة، في حين نقل العسكري العياشي بيدات إلى المستشفى العسكري بالرباط، بعدما مكث ثلاثة أيام بالمستشفى العسكري بمراكش، حيث لم يعد يقدر على فتح عينيه وأصيب بتشوهات على مستوى الوجه. هذا وفتحت الشرطة القضائية والعلمية تحقيقا بعين المكان حول ملابسات الحادث، الذي أدى إلى إصابة والدة عبد الرحمان، وأخته بحروق خفيفة، وبينما ألقي القبض على المدعو «ي.م» الذي يعمل حارسا خاصا بإحدى الوكالات، فإن «بطة» لا زال حرا طليقا «يفتخر بحريته»، تعلق والد العياشي.